الدولة اللبنانية تبيع طائرات إطفاء الحرائق... ومساحات لبنان الخضراء مفتوحة لأبواب جهنم!

حقوق الناس | | Friday, July 30, 2021 1:31:28 PM


فتات عياد
قد يتساءل الكثيرون عن مصير طائرات "السيكورسكي" التي لم تشارك في إطفاء حرائق العام 2019 لتعذر "صيانتها". وفيما يظنّ البعض "الأحسن" بالدولة، قد يصدم هؤلاء عند معرفتهم أن هذه الطائرات لم تتم صيانتها، ولم تشارك في إطفاء حرائق الشمال المندلعة منذ يومين، لا بل أكثر من ذلك، هي بيعت منذ أيام معدودة!
وبعد أن التهمت النيران مساحات شاسعة في عكار والقبيات وتمددت ألسنة اللهب إلى الهرمل، وبعدما حاصرت النيران البيوت والمنازل، وأحرقت رزق المزارعين وأدمت معها قلوبهم، اتضح جلياً ألا خطة طوارئ لدى الدولة اللبنانية استلهمتها من حرائق العام 2019 ولا من يحزنون. لا بل أن الاستهتار بأرواح الناس، هو سيد الموقف!
وفي عز موسم الحر واحتمال نشوب الحرائق، جاء في الجريدة الرسمية، قسم الاعلانات، العدد 24، بتاريخ 17 حزيران 2021، اي منذ حوالي شهر، إعلان وزارة الدفاع عن مزايدة عامة لبيع "ثلاث طوافات نوع sikorsky مع قطع البدل العائدة لها"، وجرى بيع هذه الطائرات بالفعل بتاريخ 12 تموز، أي منذ أسبوعين فقط.
ولا خطة طوارئ وقائية على مستوى الدولة العاجزة عن تأمين مازوت لسيارة دفاع مدني، لا بل أنها، وعوض صيانة الطائرات أو تأمين بديل عنها، ذهبت لبيعها، بكل دم بارد، بينما ألسنة النار تأكل ما تبقى من مساحات خضراء في لبنان، ولا ما يطفئها، مع تعذر وصول سيارات الدفاع المدني، إما بسبب المازوت أو لنقص في عتادها وعديدها، عدا عن عرقلة "العهد القوي" لتوظيفات حراس الأحراج!
وإذا كانت حجة الدولة ببيع الطائرات هي عدم فاعليتها، أو الحاجة للمال –مع أنه كان يفترض تخصيصه للحاجة نفسها- فحججها على مستوى عدد حراس الأحراج، أكثر وقاحة!
إذ، وفي فضيحة جديدة غير غريبة على المنظومة الحاكمة، يتبين أنه يوجد في عكار خمسة مراكز للأحراج فقط، ويقتصر عدد عناصرها على 7 أشخاص فقط. أما وقف مرسوم توظيف حراس الإحراج الذين نجحوا في مجلس الخدمة المدنية عام 2017، فمرده لأسباب طائفية، ولم تنجح كل محاولات الناجحين للضغط على رئاسة الجمهورية، والنظر أقله إلى حاجة الأحراج لحراس يحرسونها، إذا لم يكن القصر مبالياً بأحقية هؤلاء في تولي وظيفة، من باب الكفاءة!
لكن نواب العهد القوي، بمن فيهم النائب ماريو عون، لا وقت لديهم للنظر في ملف حراس الأحراج، هم "ملتهون" بـ"جنس" الأشجار اللبنانية، بين "مسلم" و"مسيحي". بينما جبل لبنان احترق عام 2019، واليوم احترق الشمال، ويبدو لبنان كله في محرقة كبيرة، حطامها عقلية طائفية تحرق الأخضر واليابس، ولا من مياه تطفئ ألسنتها!

بحث

الأكثر قراءة