الثنائي روّاد التقسيم

التحري | | Friday, April 19, 2024 12:54:06 PM


الثنائي الشيعي، هما روّاد التقسيم في لبنان، بالرغم من محاولاتهما المستمرّة لتصوير نفسهما كمدافعيَن عن هذه الوحدة. هذه الجماعات، التي تعتبر نفسها حُماة البلاد، قد شاركت في العديد من الأعمال التي تناقض شعاراتها عن الوحدة و التضامن الوطني.

تاريخهم مليء بالأمثلة التي تكشف عن استغلالهم للوحدة الوطنية لخدمة أجنداتهم الخاصّة. عندما اجتاحوا بيروت و الجبل في ٧ أيّار، عندما تقاعسوا عن التعاون في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، و عندما هاجموا الطيّونة، أظهروا أنّ مصالحهم تأتي قبل الوحدة الوطنية التي يزعمون الدفاع عنها. إصرارهم على السيطرة على وزارة الماليّة بحجّة "التوقيع الشيعي" و تعميم الأمن الذاتي على مناطقهم، يُظهر كيف تُستخدم الوحدة كغطاء لتكريس الانقسام.

أكثر من ذلك، تعدّيهم المتكرّر على أملاك المسيحيّين من بيروت إلى لاسا يكشف عن نظرة استعلائيّة تخترق مزاعمهم بالدفاع عن الوحدة الوطنيّة. و اليوم، عندما يقرّر الثنائي الدخول في حرب مع إسرائيل لأسباب إيرانيّة و تخالف رغبات معظم اللبنانيين، يَظهر مدى استعدادهم لتجاهُل الأصوات الداخلية من أجل تحقيق أهدافهم.

الوحدة، كما يروِّج لها الثنائي، ليست سوى واجهة للسيطرة، حيث يُطبّقون القوانين و القرارات انتقائيّاً و لا يعترفون بالجيش و القضاء إلّا عندما تتقاطع المصالح. هذا النهج يفرض على اللبنانيين الامتثال للقوانين و الدولة في حين تُستثنى بيئتهم الشيعية من هذه الالتزامات.

إذا لم يحدث تغيير جذري في الوعي و المحاسبة، فإنّ الثنائي الشيعي، الذي يحلم بتثبيت نفسه في السلطة، قد يجد نفسه بلا شعب يحكمه حتى داخل بيئته الضيّقة، ممّا يهدّد بزعزعة استقرار البلد بأسره. الوحدة مطلوبة، لكن يجب أن تُبنى على أسُس العدالة و المساواة بين جميع اللبنانيّين، بغضّ النظر عن توجّهاتهم السياسية و الدينية، و ليس على أساس الانقسام و مصالح الثنائي الفئوية.

بحث

الأكثر قراءة