التحري ينقل وقائع جلسة طارق يتيم:عراك واتهام بالرشوة

التحري | | Tuesday, February 7, 2017 6:40:36 PM
ربيع دمج خاص موقع التحري
طغى على آخر جلسة إستماع في قضية "يتيم والريف" الجو النفسي حيث حضر إلى قاعة الجنايات في بيروت ثلاثة أطباء نفسيين عاينوا طارق يتيم المتهم بقتل جورج الريف في الجميزة.
الرابط المشترك بين كل من الطبيب رامي بو خليل وإيلي كرم وأحمد عياش هي النتيجة الواحدة " طارق لا يعاني من مرض نفسي خطير أو وسواس قهري أو حتى إكتئاب"، كل ما في الأمر أن يتيم هو شخص عصبي ينفعل بسرعة وأن ما قام به كان عن وعي وإدراك لكنه كان في ساعة غضب.
على مدار الساعتين تم الإستماع لشهادة الأطباء النفسيين، فيما طارق كان يحاول بعد شهادة كل طبيب أن يشير إلى أنه شخص مريض نفسيا ولم يكن واعيا وقت وقوع الجريمة، لتنتهي الجلسة في جو نفسي متوتر حين وقع عراك كلامي حاد بين وكيل الريف من جهة وبين وكيل يتيم من جهة أخرى.
إذ بعد شهادة آخر طبيب نفسي الدكتور أحمد عياش الذي بدا لعائلة الريف وكأنه يميل إلى جهة طارق، ليستوقفه وكيل الريف متهما إياه بأنه تلقى رشوة مالية ليغيير أو يعدل بشهادته
لتنتقل المعركة الكلامية بين الوكيلين ويعلو الصراخ الحاد الذي تلاحم مع صراخ القاضية إسكندر طالبة منهم الهدوء.
في جميع الأحوال خرج الأطباء الثلاثة بخلاصة واحدة قد لا تكون لصالح يتيم، كونهم أجمعوا متفقين بأن يتيم شخص طبيعي وكان واعيا خلال سماعهم له (كل واحد على حدى) ولقصة حياته. وأن الثلاثة إعتمدوا في صياغتهم لتقاريرهم على ما رواه هو لهم فيتيم يحاول قدر المستطاع إثبات تهمة المرض النفسي عليه كي يخفف من عقوبته، لكن هذا الأمر سيحسم مع القضاء الذي يدرس ملفه بعناية.
ومن أبرز ما ورد على لسان الشهود بحسب رواية يتيم لهم هو أن الأخير تعرض لقهر نفسي خلال طفولته، عاش وحيدا في مؤسسة جبل عامل بعدما تخلى عنه أهله، وأنه خلال طفولته كان مكروها من الجميع ومن محيطه ولم يكن يختلط مع أحد مما ولد لديه شعور بالعداونية تجاه الآخرين وردة فعل في سن الشباب وهي الإنتقام من أي شخص يثير غضبه وذلك بحسب رواية يتيم للأطباء الذين كشفوا عليه.
وبحسب شهادة أول طبيب الدكتور رامي بو حيدر فأنه يعرف طارق قبل تنفيذه الجريمة، إذ أنه في العام 2015 تم توقيفه من قبل دورية درك بتهمة تعاطي للمخدرات، وخلال الفترة أي قبل أطلاق سراحه كتب تعهد بمعالجة نفسه من المخدرات، يومها تابعه بو حيدر ووصف له بعض الأدوية المهدأة والتي تساعده للتخلص من الإدمان.
وبحسب شهادة بو حيدر فإن تناول الحبوب المهدئة مع الكحول كما حصل مع طارق ( بعد 15 يوم من خروجه من السجن أقدم على جريمته)
هذا المزيج الخاطئ يدفع إلى زيادة العصبية ولكن لا يفقد وعي الإنسان ويدخله في إرتكاب جريمة.
أما بالنسبة إلى شهادة الدكتور إيلي كرم فإن هذا المزيج يجعل الشخص يفقد توزانه الدماغي اي يسبب دوار مع دوخة وبالتالي لا يمكنه أن يكون لديه هذه القوة لإفتعال جريمة، شهادة كرم أثارت سخرية يتيم الذي لم يعجبه كلام الطبيب محاولا إظهار نفسه بأنه ضحية مجتمع ومريض نفسيا.
اما بالنسبة إلى الدكتور أحمد عياش فهو يعتبر بأن يتيم شخص طبيعي لكنه عصبي جدا وانفعالي لكن هذا الأمر لا يدخله في عدم وعي عما يفعله ويقوم به.
وبحسب عياش الذي عاينه لفترة ساعة بعد وصوله إلى المخفر فإن يتيم كان يكره الرب والناس ويحقد على كل شيء، وأنه حين نزل لضرب الريف كان يقصد ذلك فقط وليس قتله، كون لديه تجارب سابقة في ضرب الناس وإسكاتهم حين يثيرون كما تفاجأ يتيم ( بحسب طبيبه) من الريف حين ترجل من سيارته متوجها اليه، كيف تجرأ على فعل ذلك وهو شخص لا يحمل سلاح بيده وبنيته ضعيفة مقارنة بجسده، لذا كان يريد ضربه فقط وليس قتله.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الجلسة هي الأخيرة ضمن جلسات الإستماع وسيذهب الملف إلى المرافعة ، لكن وكيل يتيم طلب الإستمهال الأمر الذي لم تحبذه القاضية إسكندر قائلة له بأنها لن تعده بذلك وستعتبر أن جلسة 11 أذار المقبل هي للمرافعة قبل صدور الحكم النهائي من مسلسل "طارق يتيم" الدموي.

بحث

الأكثر قراءة