تفاصيل ووقائع عن سرقة مصرفي "الفرنسبنك..واللبناني الفرنسي"!

التحري | | Thursday, March 23, 2017 11:11:06 AM
خاص التحري- ربيع دمج-


"شو عم تعمل هون يا حسين؟" جملة مقتضبة نطقها بتعجّب مدير مصرف "فرنسبك" في برج البراجنة كانت كفيلة من تجنيب البنك عمليّة سرقة وشيكة ومدروسة لكنها لم تتم.


في مشهد معاكس لعمليات سلب المصارف في لبنان، لم يتمكّن كل من "حسين.ج" ومساعده "علي.س" من تنفيذ مخطط السرقة ولاذا بالفرار بعد أن نزعا القناعين عن وجهيهما لا سيّما أن مدير الفرع المذكور إستطاع التعرّف إلى جاره حسين "السارق" من مواصفات جسده وهندامه الذي لا يبدّله.


الثنائي حسين وعلي لهم سوابق وخبرات في سرقة المصارف وبالطرق ذاتها، كما لهم باع طويل في سرقة صيدليات في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق في المتن، هؤلاء الشابان الذي لا يتجاوز عمر أكبرهما الـ25 سنة شغلا الرأي العام اللبناني وإعلامه طوال السنة الأخيرة بعد ورود معلومات كل أسبوعين تفيد عن سرقة مصرف جديد في لبنان، إلى أن وصل مجموع نشاطهم في السلب حدّ سرقة خمس مصارف في غضون شهرين فقط.


المرّة الأخيرة لم تشبه باقي المرّات، لعبتهم الطويلة التي بدأت في العام 2012 إنتهت يوم 17 تشرين الثاني 2016 يوم إقتحامهم مع شخص ثالث بنك "اللبناني الفرنسي" في المريّجة وسلبوا ما مقداره 145473دولار أميركي عبر التهديد بالسلاح وفرّوا إلى جهة مجهولة.
بعد شهر واحد، وتحديداً في 17 كانون الأول 2016، توفّرت معلومات لمفرزة إستقصاء جبل لبنان عن أن حسين.ج وعلي.س هما من بين الجناة القي القبض عليهما وضبط مع الأول بيان قيد إفرادي بإسم شقيقه محمد.ج ومع الثاني مسدس حربي غير مرخّص.

وبحسب التحقيقات التي جرت عند القاضي ربيع الحسامي في بعبدا مع الموقوفين إعترف علي.س بأنه تعرّف إلى حسين.ج منذ سنتين (2014) وأنه كان على علم بأن الأخير مطلوب للعدالة كون عليه عشرات مذكرات التوقيف بتهم السرقة والتهديد بالسلاح، وتحديداً محاولة سرقة مصرف "فرنسبك" في برج البراجنة كون مدير الفرع هو جار حسين.ج في البرج وسمع علي ( الذي يسكن أيضاً في البرج) من الجيران على أن حسين فار وأنه حاول سرقة المصرف المذكور.

رغم توقيفه بالجرم المشهود ورغم عرض عليه لقطات من الكاميرات التي التقطت له صوراً وهو يداهم المصارف التالية : بنك اللبناني الفرنسي في المريجة، وبنك الإعتماد اللبناني في خلدة، وفرنسبك في برج البراجنة إضافة لسرقته أكثر من 12 صيدلية في الضاحية وخلدة، رغم كل ذلك نكر حسين بأنه هو السارق بل أن دوره كان حمل السلاح الغير مرخّص فقط.

وكي تكتمل عناصر التحقيق بشكل مهني، تم إستدعاء مدراء المصارف التي تعرّضت للسرقات وتم عرض عليهم المقاطع ومن ثم عرض المتهم الأساسي حسين.ج، ومن البديهي أن لا يستطع الشهود التعرّف إلى المنفّذ بإعتبار أنّه كان مقنّعاّ ومن الصعب التعرّف عليه مئة في المئة.

بالنسبة إلى مدير فرع "اللبناني الفرنسي" في المريجة وخلال التحقيق معه تعرّف ما نسبته 80% على حسين.ج، من خلال الطول وحجم الجسد ومن تفاصيل الجسم ونوع الثياب ( وربما القدر تدخّل هنا بأن حسين كان يرتدي ذات الثياب معظم الوقت وأنه من خلال ذلك تم التعرّف إليه).
كذلك بالنسبة إلى موظف البنك الذي سلّمه المبالغ تحت تهديد السلاح ( كما تعرّف على نبرة صوته قليلاً).

أما بالنسبة إلى موظف "الكونتوار" في "الإعتماد اللبناني" فقد تعرّف إلى حسين.ج بنسبة 70%، أما مرافقه الذي كان معه لم يستطع التعرّف إليه.

لتأتي شهادة مدير فرع "فرنسبك" في برج البراجنة إلى جانب شهادة الحارس الأمني الذي يخدم في بنك "الإعتماد اللبناني" –خلدة حاسمة وتنهي الجدل والشك القائمين، إذ أكّد مدير الفرع بأن حسين.ج الموقوف في المفرزة هو ذاته من حاول سلب المصرف في العام 2012، كذلك حارس الأمن الذي أكّد أن الشخص الذي دخل المصرف ومعه "كلاشينكوف" هو ذاته الموقوف.


فيما تبيّن أن علي.س لم يشارك حسين فعلياً بكل عمليات السلب التي قام بها، ولا شبهات مؤكّدة حوله بقدر ما هي التهم ثابتة تماماً على حسين.ج الذي إعترف بعد ذلك بكل جرائمه وأنه كان ينفّذ عمليات السرقة بواسطة دراجة نارية ويصطحب معه شخص ينتظره خارجاً وقبل أن يدخل يطلق النار لترهيب الحراس ثم يدخل المكان ويسلبه. مع العلم أن معظم حراس الأمن في المصارف لا يحملون أسلحة لذا كانت العملية بسيطة لهؤلاء السارقين.


بحث

الأكثر قراءة