خاص-سفاحة "جبيل – جونيه" أوقعت ضحاياها بفنجان "تبصير"

التحري | | Tuesday, March 28, 2017 11:21:47 AM
ربيع دمج/خاص موقع التحري


أربعة ضحايا بينهم رجل فقد حياته داخل "الشاليه" الخاصة به في منطقة نهر إبراهيم بظروف غامضة (في العام 2010) ، إلى جانب ثلاث نسوة كدّن أنّ يفارقن الحياة ويصبحن من عداد الموتى لولا تدخّل العناية الإلهية.


على مدار ست سنوات متتالية إمتهنت "سلوانا.ب" ( لبنانية - أرمنية الأصل) السرقة والقتل، مع محاولات قتل آخرى وكل ذلك بهدف السرقة، غير أنّ تلك الخمسينية لم تكن سارقة عادية بل كانت تدخل المنازل الممتدة على طول الساحل من مدينة جبيل حتى الدورة تارةً بهدف البحث عن منزل للإيجار وطوراً لبيع الملبوسات، ومن هنا تبدأ جريمتها حين تطلب من صاحبة المنزل أن تسقيها فنجان قهوة يليه جلسة "تبصير" تنتهي بتخدير الضحية وسرقتها وطبعاً كل ذلك بعد مراقبة المنزل ومن داخله.


"ريّا وسكينة" لبنان

على طريقة فيلم "ريّا وسكينة" المصري الذي تناول حكاية أشهر سفاحتين في مصر بهدف السرقة ، إختارت "سلوانا" ضحاياها، دون رادع أو خوف، حرصت كل أسبوع أو أسبوعين على إختيار منزل وضحية جديدة تقع عيناها عليهما، تدرس الوضع بإحكام ثم تختار الضحية التي تكون بمفردها (إمرأة أو رجلاً)، وبما أنها سيّدة كبيرة في السنّ نوعاً ما إضافة إلى كونها إمراة فتستطيع بذلك إبعاد الشكوك والشبهات من حولها.

أول ضحية فعلية لها كان زخيا.ض الذي لقي حتفه على يد هذه المجرمة، حين دخلت الشاليه الخاصة به في العام 2010 وكانت تحاول بيعه بعض الملبوسات فطلبت منه أن يسقيها فنجان قهوة، وهذا ما فعله ولكن السم الذي دسّته في فنجانه كان كافياً لقتله ومن ثم تنظيف "الشاليه" مما إحتوى إلى جانب سرقة المحفظة الخاصة بالمغدور.


رفعت عناصر مكتب الحوادث، البصمات الوراثية والأدلّة من "الشاليه" ولكن لم يتمكّن المكتب من تحديد القاتل وكانت "سلوانا" آخر من يمكن الإشتباه به.

بعد أقل من سنة أُدخلت المواطنة "زينة.خ" إلى مستشفى سيدة لبنان في جونيه بعد نقلها في حالة تسمم خطرة، وبعد التحقيقات كشفت أنّ إمرأة خمسينية طرقت بابها في منطقة صربا تسألها عن وجود شقّة أو غرفة للإيجار، طالبة منها لو أن هناك إمكانية بشرب فنجان القهوة سوياً وهذا ما حصل، بطريقتها الخبيثة إستطاعت ترطيب الأجواء ورفع الكلفة بينهما، فأغرت صاحبة المنزل بـ"تبصيرة" غير شكل ولكن بعد أن تحضر لها الماء وهنا تضع السم في الفنجان، وحين تم الأمر وغابت زينة عن الوعي، سرقت لها ما قيمته 20 ألف دولار أميركي مجوهرات ( عقد الماس و5 سلاسل ذهبية وساعتين من ماركة معروفة جداً إلى دانب قطع حلي وخواتم مرصعة بالألماس)، كما سلبت لها حقيبتها التي إحتوت على أكثر من 800 دولار أميركي.

الضحيّة الثالثة والتي كادت أن تموت لولا الثواني الأاخيرة هي "ماري.ب" التي أدخلت مستشفى سان لويس بعد تعرّضها للتسمّمم، وكانت ابنتها شاهدتها من الشباك المقابل لمنزلها في محلّة جونية ملقاة على الأرض، فتمّ خلع باب البيت والوصول إليها. وقد سرق لها سلسالاً وأقراطاً وخاتماً من الذهب. والحجة التي دخلت "سلوانا" منزل ماري كانت بيع الملابس.

عدد ضحايا المرأة المجرمة يفوق الـ20 ضحية، لكن من كانوا في حالات الخطر الشديد هم 4 ، آخرهم خزون.ج، التي أدخلت مستشفى "سان مارتين" في جبيل بتاريخ 16 حزيران 2016 و حينها وردت أخبار عن أن إمرأة حاولت الإنتحار في جبيل لكن بعد إستعادة وعيها وبدء التحقيق معها تبيّن أن "السفاحة" دخلت إلى منزل ماري بحجة البحث عن غرفة صغيرة كي تمضي الصيف بعيداً عن ضجيج بيروت، ثم كالعادة طلبت منها فنجاناً من القهوة ثمّ صحناً لتبصّر لها، وعندما شربت المدعية قهوتها شعرت بالغثيان وأنّها على مشارف الموت ، وقد سُرق منها مبلغ 400 ألف ليرة وساعة يد وسلسالا مع أيقونتين ومحبس من الذهب.


رفعت عناصر مكتب الحوادث، البصمات الوراثية وأعقاب السجائر والأدلّة من "منازل الضحايا"، وجرى تكثيف الدوريات الأمنية على طول المنطقة الممتدة من جونية مرورا بجبيل وكسروان، فتمّ مراقبة الساحل من جبيل حتى جونيه بشكل مكثف وبالصدفة تم كشف أن منفّذ تلك الجرائم هي سيدة واحدة، فتعرّف عليها من وقع ضحيّتها فيما بيّن تقرير مكتب المختبرات الجنائيّة أنّ البودة البيضاء والقطّارة المضبوطتين، تحتويان على مادة الميتوميل واللانيت، وهي مادة حشرية عضوية من نوع "كربامات"، كما أنّ البصمة الوراثية للمتهمة الموجودة في بيوت المدّعين وشاليه المغدور "زخيا.ض" تتطابق مع البصمات الوراثية العائدة لأعقاب السجائر المضبوطة.

وبعد عدة جلسات إستماع لأقوالها داخل محكمة جنايات جبل لبنان في بعبدا، وبعد إعترافتها المخيفة وكيفية بيع المجوهرات التي سلبتها لمحل في سد البوشرية حيث تم إستدعاء صاحب المحل وتغريمه بحكم "جنحة"، أصدررئيس المحكمة هنري خوري حكم الإعدام بحقها وتخفيفها إلى الأشغال الشاقة المؤبّدة.

بحث

الأكثر قراءة