غريب: للمشاركة الكثيفة في تظاهرة 1 أيار

المحلية | | Wednesday, April 26, 2017 1:58:12 PM
دعا الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، "الأحزاب والقوى والشخصيات اللبنانية اليسارية وغير الطائفية كافة، بما فيها جمعيات وهيئات غير حكومية، إلى الالتقاء في أقرب وقت قبل 15 أيار للتداول والتوافق العام حول مبادرة لبلورة المبادئ والمساحات العامة المشتركة لقانون انتخاب يعزز فرص التغيير الديموقراطي في البلاد، مع الأخذ في الاعتبار واقع التنوع في وجهات النظر حول أفضل صيغ التمثيل النيابي".

وتوجه في مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم في مقر الحزب، في مناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي، الى اللبنانيات واللبنانيين بالقول: "عشية الأول من أيار، يستعد عمال لبنان والعالم أجمع للاحتفال بعيد العمال العالمي، عهدا ووفاء للذين كتبوا بدمائهم وتضحياتهم ولادة هذا العيد في شيكاغو عام 1886، وحتى يومنا هذا،
فإلى شهداء هذا العيد، إلى شهداء الطبقة العاملة اللبنانية وحركتها النقابية في لبنان، الذين سقطوا في ساحات الشرف والبطولة في تظاهرات الحركة الطالبية والريجي ومعمل الغندور ومزارعي التبغ وصيادي الأسماك.

إلى قادة الحركة النقابية اللبنانية، قادة هذا الحزب في ساحات المواجهة، إلى كل هذا التاريخ المجيد ألف وردة ووردة إجلالا وإكبارا وعهدا لهم من حزب الطبقة العاملة، الحزب الشيوعي اللبناني على متابعة المسيرة من أجل وطن حر وشعب سعيد.
وتجري احتفالات هذا العيد في عصرنا الراهن لتؤكد إستمرار الصراع بين قوة العمل ورأس المال، وسط تفاقم ازمة النظام الرأسمالي العالمي، التي تترسخ مؤشراتها السياسية والاقتصادية على المستوى العالمي حيث يشتد الصراع بين مشروع اليمين بأشكاله المتنوعة - بما في ذلك اليمين الشعبوي والفاشي والظلامي - وبين القوى اليسارية والديموقراطية الصاعدة".

واضاف: "أما في لبنان فيأتي الأول من أيار في خضم أعمق أزمة سياسية واقتصادية تلقي بظلالها القاتمة على الطبقة العاملة وجميع الذين يعملون من دون كلل من أجل تأمين الحد الأدنى من موجبات العيش - من مأكل ومسكن وصحة وتعليم - ولكنهم يرون يوما بعد يوم أن عملهم لا يوفر لهم تلك الحاجات، ولا يوفر لهم الحماية الإجتماعية السوية والفاعلة. في المقابل، يزداد تركز الدخل والثروة في مصلحة اقلية متنفذة تتحكم بمفاصل الحياة السياسية والاقتصادية، وتصل الوقاحة بها إلى درجة الإدعاء بأنها وراء نجاحات لبنان وان وجودها هو ضمان للبلد وأهله، فضلا عن أكاذيب يروجونها يوميا بهدف تشويه الذاكرة وتضليل الراي العام. وما إستماتة حيتان المال اخيرا في الدفاع عن مصالحهم الزبائنية الخاصة وفي رفض ما تضمنه مشروع موازنة عام 2017 من اجراءات ضريبية طاولت جزئيا الأرباح المصرفية والريوع العقارية، سوى تعبير فج وفاضح عن إمعان تلك القلة في التمسك بامتيازاتها الطبقية التاريخية التي إنتزعتها بقوة السلطة والمال من أفواه العمال والفقراء وغالبية اللبنانيين.

لذلك فإننا نقول لهذه الحيتان المالية والريعية بالفم الملآن: إن سياساتكم واحتكاراتكم وتهربكم الضريبي وتقاسمكم للمال العام هو الذي حول اقتصادنا إلى اقتصاد مشبع بالأنشطة الريعية البائسة، وهو الذي عجز عن توفير الوظائف المنتجة وإستيعاب التقدم التكنولوجي، وهو الذي عزز التفاوت الكبير بين مداخيل العمل وكلفة المعيشة، وهو الذي عمم البطالة والفقر والهجرة خصوصا بين الشباب، وهو من يتحمل قبل ذلك مسؤولية إنهيار البنى التحتية ووظائف الدولة الأساسية.

ونقول لشعبنا بأعلى الصوت ان المهمة الأساسية في مواجهة تحالف منظومة السلطة والمال، أصبحت تتمثل في كسر الحلقة الوظيفية التي تبيح لهذا التحالف الإستيلاء على مداخيل اكثرية اللبنانيين وآمالهم، من خلال استخدامه للمال العام وسياسة إدارة الدين العام كأداة لمراكمة الأرباح والثروات الخاصة على حساب العمال والفئات المتوسطة والفقيرة. وليكن شعارنا الأساسي في ذروة المعركة الدائرة حول مشروع الموازنة: نعم للضرائب على الارباح والفوائد والريع العقاري ولا للضرائب على الطبقة المتوسطة والعمال والموظفين والفقراء، وهذا ما من شأنه أن يساهم ليس فقط في تحقيق العدالة الاجتماعية فقط، بل هو يحول كذلك دون إنهيار المالية العامة والوظائف الأساسية للدولة".

وتابع: "في الوقت الذي تتعمق الأزمة الاقتصادية - الاجتماعية في البلاد، تتعمق أيضا الأزمة السياسية التي تنخر مجمل مؤسسات النظام السياسي. وبالرغم من الآمال التي لاحت للبعض في أن يوفر العهد الجديد فرصة للتغيير والاصلاح، الا أن ازمة هذا النظام الطائفي سرعان ما عادت إلى التفاقم الاستثنائي بمجرد إقتراب موعد استحقاق القانون الانتخابي. وقد اغرقت المنظومة الحاكمة البلاد بمشاريع مذهبية لقوانين انتخابية لا هم لها سوى التأبيد الأرعن للتحاصص السياسي الفوقي، حتى بدا الصراع على هذا التحاصص السياسي كأنه الوجه الآخر لتمسك السلطة الحاكمة بديمومة مصالحها الاقتصادية والمالية".

وقال: "إن الحزب الشيوعي اللبناني يقارب مشاريع القوانين الانتخابية إنطلاقا من رؤيته لمصلحة البلاد العليا في تعزيز الانتماء الوطني والاندماج المجتمعي واحترام مبادئ المساواة. ولذلك طرح في مؤتمره الحادي عشر مشروع النسبية الكاملة خارج القيد الطائفي في لبنان دائرة واحدة، مدركا، في الوقت عينه، أن تحقيق هذا المشروع يتطلب تغييرا حاسما في موازين القوى السياسية والاجتماعية والثقافية في البلاد. ومع تمسكه المبدئي بهذا المشروع، فإنه يرى ضرورة تداعي الأحزاب والقوى والشخصيات اللبنانية اليسارية وغير الطائفية كافة، بما فيها جمعيات وهيئات غير حكومية، إلى الالتقاء - كل من موقعه ورؤيته للمواجهة - في أقرب وقت قبل الخامس عشر من شهر أيار للتداول والتوافق العام حول مبادرة نطلقها بانفتاح على كل الأفكار والاقتراحات وهي تتضمن جملة قضايا أهمها:

أولا: التفاهم المشترك حول سبل إسقاط كل مشاريع القوانين الانتخابية الرجعية والتقسيمية والتفتيتية التي تقوم على أساس "الفصل الطائفي والمذهبي المؤدي إلى قيام فيديرالية الطوائف"، ولا سيما تلك التي تعتمد التأهيل الطائفي الأكثري على مستوى الدوائر الصغرى؟

ثانيا: بلورة المبادئ والمساحات العامة المشتركة لقانون انتخاب يعزز فرص التغيير الديموقراطي في البلاد مع الأخذ في الاعتبار واقع التنوع في وجهات النظر حول أفضل صيغ التمثيل النيابي التي يتطلع اليها كل من هذه الأحزاب والقوى والهيئات.

ثالثا: تداول نمط التعاطي المتاح والموقف المشترك إزاء أي قانون قد تتوصل اليه أو تفرضه القوى السلطوية المتنفذة في منتصف شهر أيار، حسما لطريقة متابعة المواجهة ضد هذه القوى السلطوية تبعا للمضمون التفصيلي لهذا القانون.

رابعا: البحث العملي والملموس في المجريات التنفيذية لأشكال المواجهة في العملية الانتخابية ولطريقة التعاون المشترك بين الأحزاب والقوى والجمعيات المعنية، في حال قررت هذه الأخيرة المواجهة من الموقع المعارض المستقل ضد قوى السلطة.

خامسا: تداول المهمات المشتركة المطروحة في مرحلة ما بعد منتصف شهر أيار، في حال ترسخ الفراغ في المؤسسة التشريعية نتيجة عدم توصل القوى المتنفذة إلى إقرار قانون انتخاب جديد".

وأضاف: أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون، رجالا ونساء، شبانا وشابات، عمالا ومزارعين فقراء في المدن والأرياف، اساتذة ومعلمين، موظفين ومستخدمين، اجراء، سائقين ومياومين، متعاقدين متقاعدين، مثقفين اعلاميين ومتعطلين عن العمل، وفي المهن الحرة

إليكم جميعا نتوجه اليوم عشية الأول من أيار كشعب مهدد في حاضره ومستقبله، ويراد له ان يبقى في حال من العوز والفقر والجوع، واسير الخوف والقلق عبر مشاريعهم الانتخابية الستينية تمديدا وتأهيلا وفراغا، ورهينة المصالح الوضيعة التي لا تقيم وزنا لأحلامكم البسيطة في الحصول على الحق بالعمل والسكن والنقل العام والرواتب والاجور وتأمين التعليم النوعي والمياه والكهرباء والبيئة النظيفة والطبابة والاستشفاء كما يعيش بنو البشر.

نتوجه اليوم إليكم، يا أصحاب الحقوق، ونحن لا نمتلك رهانا الا عليكم لنكون معا: شعبا موحدا يدافع عن مصالحه في مواجهة حيتان المال والاحتكارات واخطبوط الفساد وقراصنة المال العام وتجار الهيكل والمرابين والخارجين على القانون الذين يعبثون بأبسط قواعد الاستقرار الاجتماعي ويهيئون الارض لدولة الفصل المذهبي في مشاريعهم الانتخابية".

وسأل: "لماذا نصف اللبنانيين بلا تغطية صحية، وأكثر من 75% منهم بلا معاش تقاعدي أو ضمان شيخوخة وأكثر من 63% لا تكفيهم مداخيلهم وأجورهم لتأمين نفقاتهم الشهرية الضرورية ونصف هؤلاء يعيشون فعليا تحت خط الفقر بـ 4 دولارات في اليوم فقط لا غير، وبينهم 350 ألفا مقيمة ومقيم يعيشون في فقر مدقع بأقل من 2.4 دولار باليوم. هل نقبل بذلك؟ ام ننزل جميعا للتظاهر في الأول من ايار رافعين صوتا واحدا ويدا واحدة؟".

وتابع: "ان الحزب الشيوعي اللبناني يدعوكم، في مناسبة عيد العمال العالمي، الى المشاركة الكثيفة في التظاهرة العمالية والشعبية التي ستنطلق الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الاثنين الأول من أيار من أمام مقر الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين - ساحة الشهيد جورج حاوي في وطى المصيطبة - وصولا إلى ساحة رياض الصلح ليكون هذا اليوم:

يوما نستكمل فيه المواجهة المفتوحة التي بدأناها ضد تحالف حيتان المال وسلطتهم السياسية الحاكمة ونظامهم السياسي الطائفي المذهبي.
يوما يشكل محطة لتصعيد الحراك الشعبي في الشارع قبل 15 أيار المقبل، على طريق بناء دولة علمانية ديموقراطية مقاومة.
يوما نتوجه فيه بالدعوة الى مشاركة الشيوعيين جميعا، في التنظيم وخارجه، وكل الذين لديهم آراء متنوعة وكل الحرصاء على الحزب والنهوض به كقوة ثورية للتغيير الديموقراطي.
يوما للاستعداد ولأطلاق ورش العمل والنقاش لبلورة رؤية الحزب وبرنامجه بعد مرور سنة على انعقاد المؤتمر الحادي عشر ومن النضال المتواصل.

وتوجه الى اللبنانيات واللبنانيين: "كونوا معا في تظاهرة الأول من أيار لنبلغهم رسالة شديدة الوضوح: نحن لسنا قطعانا مستسلمة، نحن شعب يستحق الحياة".

وختم: "ان عيد العمال العالمي هو يوم الاحتفال بالإرث الانساني العالمي الذي حملته وستظل تحمله الطبقة العاملة العالمية، ولكنه أيضا يوم النضال من أجل مستقبل البشرية وتقدمها وتحسن شروط العمل والحياة. وسوف يستمر حزبنا في النضال لتحقيق تطلعات أكثرية اللبنانيين نحو نظام سياسي علماني متطور ومن أجل اقتصاد عصري منتج يحقق التقدم الاقتصادي والعدالة الاجتماعية في آن".

بحث

الأكثر قراءة