عندما يتهرب ميقاتي من علاقته الوثيقة بآل الأسد .. ويفشل

المحلية | | Monday, April 23, 2018 8:04:19 PM
"ليبانون ديبايت"

كشفت تقارير صحفية وإعلامية مدى تورط رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً عبر دعم بعض جماعات التابعة للنظام السوري.

غير أن ميقاتي هذه الأيام يبدو انه يعيش في مأزق داخل الشارع السني وتحديداً الطرابلسي الذي يكن العداء للأسد نتيجة هذه العلاقة اللصيقة بالنظام، وهو لهذه الغاية استنجد بإعلامي ممانع للإدعاء بأن ميقاتي يمول جماعات مسلحة معارضة في الداخل السوري ضد نظام الأسد والقول بأن الجيش السوري عثر على صواريخ لدى هؤلاء في بلدات القلمون الشرقي مصدر تمويلها ميقاتي دون ان يقدم اي دليل، إلا أن هذا الإعلامي بدلاً من أن يكحلها عماها كما يقول المثل الشعبي، ووصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بـ "الدب الداشر" مدعياً بأن ميقاتي لديه علاقات إقتصادية وإستثمارات مع بن سلمان وتحديداً في مدينة النيوم الجديدة.

لكن هذه المسرحية الهزلية الإخراج والتمثيل، لا يمكن أن تمر على أهالي طرابلس الذين لم ينسوا مدى تورط ميقاتي مع هذا النظام اقتصادياً وحجم إستثماراته الموجودة في سوريا وتحديداً في قطاع الإتصالات من خلال شركة "MTN". وهذا ما سبق ونشرته مجلة "زمان الوصل" المعارضة من خلال تقرير تحت عنوان:"نجيب ميقاتي ودوره في دعم نظام الأسد اقتصادياً"، والتي أشارت خلاله إلى أن "ميقاتي كان من أبرز ممولي قناة الدنيا التابعة للنظام بأكثر من نصف المبلغ، واللافت أنه كان يدفع كل هذا المبلغ الذي يقارب النصف، ودون أن يكون له أي دور في مجلس إدارة التلفزيون، ودون أن يكون له أي ممثل عنه يتابع مع باقي الشركاء تفاصيل العمل والسياسة الإعلامية للتلفزيون، وهو أمر اتضح مغزاه فيما بعد عندما تبين أن سياسة التلفزيون تقوم على تقديم الدعم المطلق لحزب الله، ومهاجمة الأنظمة العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية".

ونشرت زمان الوصل اسماء رجال الاعمال السوريين الذين قاموا بتمويل قناة الدنيا وهم: عماد غريواتي، محمد حمشو، عمر كركور، أيمن جابر، سليمان معروف، نبيل طعمة. ودفع كل منهم شهرياً لتشغيل التلفزيون مبلغ 150 ألف دولار أي ما مجموعه 900 ألف دولار شهرياً، بينما كانت الميزانية التشغيلية الشهرية للتلفزيون في بداية تأسيسه أكثر من 1.5 مليون دولار. بمعنى أن الفارق بين هذين الرقمين كان يدفعه الشخص السابع الذي تحفظت إدارة التلفزيون على اسمه، ثم لم تطل الأيام كثيراً حتى تبين أن هذا الشخص لم يكن سوى نجيب ميقاتي.

ويلفت التقرير إلى أن " ميقاتي كان أحد رجال الأعمال الذين اعتمد عليهم بشار الأسد في مطلع حكمه لبلورة مشروعه الاقتصادي العائلي والقائم على المقربين والموثوقين منه، لهذا عندما تم إطلاق مشروع الخليوي في سوريا، لم يجد بشار الأسد أفضل من نجيب ميقاتي ليكون الواجهة الشكلية المنافسة لرامي مخلوف عندما عهد إليه برخصة المشغل الثاني "إم تي إن"، أما ثمن هذا الامتياز فكان بدون شك تقديم الدعم المطلق للنظام اقتصادياً وسياسياً على أن يرد النظام هذا الدعم بدعم آخر".

هذا الدعم تبلور بالتفاهم مع "حزب الله" من خلال الإتيان بميقاتي رئيساً للحكومة عام 2011 بدلاً عن الرئيس سعد الحريري عبر إنقلاب ما بات يعرف بالقمصان السود. أما الثمن الذي حصل عليه الاسد من هذا الدعم، بحسب المجلة، فكان أول طعنة واضحة من لبنان عندما وقف ضد قرار تجميد عضوية النظام في جامعة الدول العربية، ثم حاول النظام عبر نجيب ميقاتي تفتيت الطائفة السنية في لبنان، وخلق صراع داخلها في مدينة طرابلس على وجه الخصوص، والتي كانت من أبرز الداعمين للثورة السورية، إلا أن النظام وحزب الله لم يفلحا في هذا المسعى، نظراً لأن نجيب ميقاتي وإخوته وعائلته، لم يعملوا منذ البداية على الزعامة السياسية كما فعلت عائلة الحريري، بالإضافة إلى أن مشاعر الكره تجاه النظام السوري وحزب الله، جعلت أهل طرابلس متماسكين ضد أي محاولات لتفتيتهم.

وكشفت المجلة أن "الدور الاقتصادي الذي لعبه كان أهم بكثير من الدور السياسي الذي فشل به، فهو كان الأداة التي استخدمها النظام بالإضافة إلى أخيه طه ميقاتي، للتهرب من العقوبات الاقتصادية الأوروبية والأميركية المفروضة على رجالاته، كما استطاع من خلاله أن يبقي جنوب أفريقيا داعماً له، بفضل ما يملكه من استثمارات كبيرة وعلاقة مهمة مع سياسي هذا البلد، هذا فضلاً عن الدعم المالي المباشر لفرق الشبيحة لقمع الثورة السورية إذ تشير المعلومات إلى أن عائلة ميقاتي لعبت دوراً وبالخفاء في تمويل الكثير من هذه الفرق وتدريبها ومدها بكل الأدوات القمعية".

بحث

الأكثر قراءة