سيدة الجبل 13: لرفع الوصاية الإيرانية وبناء الدولة وإحياء القضاء

المحلية | | Sunday, October 21, 2018 7:58:31 PM
نظم لقاء سيدة الجبل خلوته الثالثة عشرة، في مقر نادي الصحافة، تحت عنوان "رفع الوصاية الإيرانية عن القرار الوطني اللبناني دفاعا عن الدستور وحماية للعيش المشترك"، في حضور ممثل الرئيس فؤاد السنيورة النائب السابق أحمد فتفت، الوزير السابق شارل رزق، مستشار رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل ميشال خوري، ممثل "لقاء الجمهورية" الصحافي بشارة خيرالله، المفكر السياسي رضوان السيد، وشخصيات فكرية وثقافية ومن المجتمع المدني.

استهلت الخلوة بالنشيد الوطني، بعدها كلمة لنائب رئيس "لقاء سيدة الجبل" بهجت سلامة، لفت فيها إلى أن "منع لقاء سيدة الجبل في فندق البريستول، فرضته قوى الأمر الواقع، مع غض نظر واضح من قبل كافة السياسيين في سدة المسؤولية"، مؤكدا أن "لبنان لا يعيش إلا بالحرية وسيعيش".

ثم تحدث عضو "لقاء الجمهورية" المهندس أنطوان قسيس منتقدا "القمع الذي تعرض له لقاء سيدة الجبل، والذي لن يطالها وحدها، بل سيطال كل لبناني حر يحاول أن يرفع الصوت في وجه الوصاية الإيرانية".

وتلا رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعيد، التقرير السنوي لخلوة "سيدة الجبل الثالثة عشرة"، وركز في مداخلته على "الخطاب المسيحي في إطاره الوطني اللبناني، وفي بعده المشرقي - العربي"، فضلا عن "علاقته بالقيم الإنجيلية التي ينبغي على كل مسيحي أن يشهد لإيمانه بها".

وقال: "في كلامي على الخطاب المسيحي - أو خطاب المسيحيين اللبنانيين - إنما أعني الخطاب المعبر عن خيارات استراتيجية، قائمة على ثوابت وطنية وعقيدية، لا عن مواقف ظرفية تخدم مصالح سياسية، هي غالبا فئوية أو شخصية، وتستند إلى موازين قوى متحركة ومتغيرة على الدوام، حتى بتنا ننام على شيء ونصبح على شيء آخر. وفي حال غياب الرؤية الاستراتيجية لدى أصحاب المواقف هذه، فضلا عن تغييب المبادئ عمليا مع استمرار الصراخ بها شفهيا، فإنهم غالبا ما يبنون نهائيات سياسية على أحوال عابرة، ويفصلون ثوبا واحدا لكل الجماعة المسيحية على قياس قامتهم الافتراضية! وهذا مما يجعل الرهان الخاطئ في منزلة الخطيئة، عند انكشاف بعض الحقائق الموضوعية، أو تغير الحال".

أضاف: "من الأمثلة على ذلك: انكشاف خطأ الرهان على ثنائية مسيحية، تشبها بثنائية الشيعية السياسية. إذ تبين أن هذا الرهان لم يؤد إلى تعزيز الحيثية المسيحية، بمقدار ما ألحق الموقف المسيحي جملة بموقف الثنائية الشيعية، المشدود بدوره إلى حسابات فوق لبنانية، إن لم نقل غير لبنانية. ولعل تصريح رئيس الجمهورية الأخير إلى "الفيغارو" الفرنسية، وفي غياب أية معارضة مسيحية له، يعبر بوضوح عن هذه الإشكالية".

وتابع:"من الأمثلة على ذلك: تهافت الرهان أصلا على ما يسمى تحالف الأقليات في المنطقة، بما يتنافى مع مصلحة الأكثرية العربية، وبما يتناقض مع تعاليم المرجعية الكاثوليكية العليا في العالم بخصوص هذه المسألة، ابتداء من إرشاد البابا يوحنا بولس الثاني 1997، وصولا إلى اجتماع البابا فرنسيس الأخير مع بطاركة الشرق، مرورا برسائل بطاركة الشرق الكاثوليك منذ العام 1992 وتعاليم المجمع البطريركي الماروني 2006 وإرشاد البابا بنديكتوس السادس عشر 2012".

وشدد على أن " أخطر ما يترتب على التمادي في هذا السلوك، هو أنه يوقع الجماعة المسيحية، أو الرأي العام المسيحي في حالة من الضياع والبلبلة، بسبب تغييب البوصلة الأخلاقية في حياتهم العامة، ولا سيما في ميدان السياسة الوطنية. هذه البلبلة ناجمة عن خطاب يدعوهم إلى الشيء ونقيضه في الوقت نفسه. على سبيل المثال لا الحصر:

- التمسك بكونهم أهل سيادة واستقلال بالأصل والتعريف، ودعوتهم في الوقت نفسه إلى "تأجير" السيادة والدفاع عن الوطن إلى فئة مرتبطة بأجندة خارجية.

- التمسك بلبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه، ودعوتهم في الوقت نفسه إلى انتظار نتائج الصراع في المنطقة للتكيف معها وتحديد أي لبنان يريدون.

- القول بلبنان العربي الهوية والانتماء، والموافقة في الوقت نفسه على إدخال لبنان في محور سياسي وعسكري معاد للمصلحة العربية.

- التمسك بقرارات الشرعية الدولية الحامية للبنان، وفي الوقت نفسه اتهام هذه الشرعية بأنها معادية للبنان.

- التمسك بالعيش المشترك والمناصفة الإسلامية - المسيحية، ودفعهم في الوقت نفسه إلى الانزلاق نحو المساكنة أو المثالثة أو ربما الانعزال عن العالم.

- أخيرا وليس آخرا، المجاهرة بالقيم الإنجيلية، وفي الوقت نفسه دعوة المسيحيين إلى الالتصاق بنظام ارتكب أبشع جريمة في العصر الحديث ضد شعبه. وهم يقدمون لدعوتهم هذه حجة هي أقرب ما تكون إلى "المزحة السمجة" بقولهم إنه نظام علماني".

بحث

الأكثر قراءة