باسيل: الثقافة الديمقراطية لها ثمنها ونتائجها

المحلية | | Sunday, October 21, 2018 8:14:20 PM
عقدت هيئة الإشراف على الانتخابات الداخلية في "التيار الوطني الحر"، مؤتمرا صحافيا في المقر العام للتيار، في سنتر ميرنا الشالوحي في سن الفيل، في حضور رئيس التيار الوزير جبران باسيل، بعد انتهاء العملية الانتخابية، التي بدأت صباحا، لاختيار مجالس الأقضية المحلية في التيار في أقضية: جبيل، كسروان، طرابلس، زغرتا، زحلة، بعلبك - الهرمل، جزين، صور- بنت جبيل، الزهراني، الشوف، عاليه وبشري، على أن تصدر النتائج لاحقا، فيما حصل توافق، وفازت بالتزكية مجالس أقضية: البترون، عكار، الكورة، المتن، بعبدا والبقاع.

بداية، تحدثت أمينة سر التيار مارتين نجم، عن مجريات العملية الانتخابية، شاكرة "عناصر انضباط التيار ولجنة الانتخابات على هذا النهار الانتخابي الديمقراطي الطويل"، مشيرة إلى أن "نسبة الاقتراع الإجمالية، بلغت 60%، أما الانتخابات في الميغاسنتر، فشهدت حماسة كبيرة، فيما كانت أكبر نسبة اقتراع في الميغاسنتر، في جزين والشوف والزهراني.

ثم تحدث باسيل، فقال: "نهنئ الناجحين والراسبين على الأخلاقية التيارية الكبيرة، التي شهدناها اليوم، وعلى الروح الديمقراطية، التي رأيناها في نهار عنوانه "التيار ينتخب". وأنتم مرة أخرى، لكم فخر الانتماء إلى تيار سياسي في لبنان، هو الأول في كل شيء، ليس الأول في نتائج الانتخابات فحسب، هو الأول الذي يتجرأ في كل الظروف الصعبة في البلد، ومهما كانت، ينجز انتخابات داخلية من القاعدة، وليست معلبة ومحسوبة من البداية".

أضاف: "التيار هو الأول منذ اليوم الأول. هو الأول في مواجهة المحتل في الأيام الصعبة، وبقول: حرية وسيادة واستقلال. وهو الأول الذي يتجرأ بصنع قانون انتخابات على النسبية، يطبقه داخليا، ليطبق في ما بعد في لبنان. هو الأول في وضع الخطط في الدولة اللبنانية. هو الأول في إنجاز مناقصة نفط في لبنان. هو الأول في المواجهة من اجل تحصيل الحقوق، في مواجهة العالم كله في موضوع التوطين، باستعادة السيادة والقرار الوطني. واليوم التيار هو الأول في إجراء انتخابات ديمقراطية على مستوى القاعدة".

وتابع: "وحين يتحلى المرء بالجرأة للقيام بأمر، سيكون عليه دفع الثمن عن باقي المجتمع؛ لهذا حين نقول إن هناك ديمقراطية داخل التيار وهناك انتخابات فهذا يعني حكما، أن هناك تنافسا بين أناس مختلفين بتوجهاتهم، بأساليبهم، بآرائهم الداخلية، وهذا لا يسمى انقساما، بل هو غنى وتنوع داخل التيار، كما هو الحال في لبنان".

واشار إلى أن "من يتحدث عن مشاكل داخل التيار لأن هناك انتخابات، هذا ردكم عليه، وحيث هناك توافق، فإنه شكل آخر من أشكال الديمقراطية. التوافق يتم لأن الناس أرادت تزكية شخص رأت أنه الأنسب، لأن الناس سلمت لشخص رأت أنه الأقدر على نيل الأصوات ورأت بالتالي أن فرصها غير موجودة، أو لحصول اتفاق على مواصفات أو على شروط معينة".

وأضاف: "بالنتيجة، التوافق والتزكية مضمونها في العبارة، تزكية إنسان أو مجموعة هي إقرار ديمقراطي لهذه المجموعة. لهذا السبب التنوع الذي رأيناه اليوم في نصف الأقضية بالتوافق والتزكية وبالنصف الآخر تقريبا، بالانتخابات، هو شكل من أشكال الديمقراطية، المهم أن بعد الانتخابات هو يوم آخر لنعاود العمل كلنا معا، ولا يحدث أبدا داخل التيار انقسام عامودي، كل الناس في جهة، يقابلهم أناس آخرون في الجهة الأخرى. في كل محطة، وعلى كل موضوع، يجب أن يكون هناك نقاش وحوار وانتخابات، لكي يفصل الناس في نهاية المطاف، وعندما يصدر القرار بالفكرة أو بالشخص، نرى التيار كله موحدا حوله ووراءه وهكذا يتقوى ونراه يستمر، ولهذا نرى التيار اليوم يصبح أقوى".

وقال: "هناك أمر لاحظناه اليوم، هو تفوق المرأة على الرجل في التيار، وبرأيي سنبدأ نحن الرجال في التيار، بالمطالبة بحقوقنا، لأن ظاهرة طفت اليوم، وستشكل موضوعا للنقاش الداخلي لاحقا، وسنرى ما يمكن فعله لأن المرأة المتزوجة يحق لها الترشح في مكانين في التيار، في حين يحق للرجل الترشح في مكان واحد، فنحن نريد المساواة: إما تصبح المرأة مثلنا، وإما نحن أيضا نتبع المرأة ما دمنا نتبع نساءنا، فنلحق بهن أيضا الى مكان الترشح".

ولفت إلى أن "اليوم للمرة الأولى في لبنان، نجري انتخابا على أساس one person one vote، الذي هو شكل آخر من اشكال النسبية، التي تجمع النسبية مع الصوت التفضيلي، وهو القانون الذي اعتبرناه الأنسب للبنان، والذي اقترحناه في البداية، وهو القانون الأرثوذكسي، وهذا اليوم شكل من أشكاله، استطعنا تطبيقه، كما طبقنا في المرة السابقة النسبية، ونأمل أن نطبق هذا النظام في المستقبل في لبنان، على مستوى الانتخابات النيابية العامة، ويكون ذلك انتصارا، ليس فقط للتيار بل للبنان، ولكل اللبنانيين".

وتابع: "آلية الانتخاب التي اعتمدت بكل أشكالها، أولا، الميغاسنتر، الذي طبق في عشر مراكز، وهي نفسها المراكز، التي كانت محددة من قبل الدولة في الانتخابات النيابية العامة، والدولة لم تستطع أن تنجز الميغاسنتر، بحجة أنه بحاجة إلى بطاقة ممغنطة، وتسجيل مسبق، ووقت إضافي. الدولة بكل أجهزتها وقدراتها المالية والبشرية لم تستطع ذلك والتيار الوطني الحر اليوم قام بذلك".

وأردف: "هذه رسالة سياسية من التيار لكل اللبنانيين، أنه إذا التيار يقدر، الدولة تقدر، وهذا ما يجب العمل عليه من اليوم فصاعدا. ونحن أظهرنا أننا بإمكانات بسيطة استطعنا أن ننجز ذلك، لأننا نملك الإرادة، والأهم النية السياسية لعدم إقصاء الناس، لأن 22% من المنتسبين، الذين صوتوا اليوم، في غير مراكزهم، ما كانوا ليصوتوا لو لم تسمح لهم الفرصة، كما اللبنانيين في عكار وبعلبك الهرمل ومرجعيون وبنت جبيل والشوف وعاليه وبيروت، الذين حرموا من التصويت في انتخابات 2018، لأنه لم يطبق الميغاسنتر. فهؤلاء يجب أن نسمع صوتهم في الانتخابات المقبلة، ومسؤولية الحكومةالعتيدة، أن تطبق الميغاسنتر والبطاقة الممغنطة لانتخابات 2022، وكما أن قانون الانتخاب ينص على أن نجري انتخابات يسمح فيها لكل اللبنانيين، أن يصوتوا أينما وجدوا".

واستطرد: "اليوم في التيار، كل واحد منكم تمكن من الانتخاب في أي مركز مجهز بميغاسنتر، واعتمدنا النظام الألكتروني بالتصويت وبلوائح الشطب، ولاحقا بالفرز، وهذا يدل على ضرورة الإفادة من التكنولوجيا لنقوم بهذا العمل".

وأكد أن "محطة اليوم، برهن فيها التيار مرة جديدة، أنه ريادي وطليعي، وقادر على تحدي ذاته، أولا، وقادر بالرغم من كل الظروف، أن يقدم نموذجا جيدا من الديمقراطية للبنانيين، ونضع ذلك في تصرف اللبنانيين، لأننا نريد أن تتطور كل حياتنا السياسية، وليس فقط حياة التيار الداخلية والسياسية، ونحن على موعد في الأسبوع المقبل، وما بعده، مع انتخابات المجلس الوطني ولجان التحكيم ولجنة الرقابة المالية والمجلس السياسي، وبذلك نكون في 4 تشرين الثاني، قد انتهينا من هذه الدورة الانتخابية ونتحضر للمرحلة المقبلة".

وقال: "هذا هو التداول، وهذه هي السلطة داخل التيار، التي تقرر من خلالكم. أنتم اليوم مصدر القوة الحقيقي لنا، على المستوى الوطني العام، وأنتم مصدر القوة والكلمة لكم داخل التيار، لذلك أقول لكم، حافظوا على حريتكم وعلى حرية خياركم وقراراتكم وعلى قدرتكم لإعطاء الأمثولة الديمقراطية اللازمة".

وشدد على أنني "أعلم أن الثقافة الديمقراطية في لبنان مكلفة، داخل التيار، وأعلم أننا نقوم بتجربة سندفع ثمنها، ولكننا بذلك نقدم شيئا يحتذى به، ونطور ونصلح ذاتنا، وأيضا نطور ونصلح المجتمع معنا، ومرة جديدة أقول مبروك للتيار الوطني الحر، على هذه التجربة الديمقراطية".

بحث

الأكثر قراءة