ماذا دار بين "القوات" وباسيل في الكواليس؟

المحلية | | Tuesday, October 23, 2018 7:22:32 AM
كتب الصحفي عماد مرمل في صحيفة "الجمهورية"، مقالاً بعنوان: "ماذا دار بين "القوات" وباسيل في الكواليس؟"، جاء فيه: "تتعدّد التفسيرات والاستنتاجات لمحاولة "خنق" جنين الحكومة قبل أيام، وهو لا يزال في "الرحم السياسي".

وأشار إلى أنه ""التيار" اكتفى في البداية بإعطاء إشارات أوّلية حول إمكان قبوله بحصول "القوات" على مركز نيابة الحكومة، من دون أن يحسم قراره نهائياً، في انتظار نضوج الطبخة. بمعنى آخر، أراد عون وباسيل أن تأتي موافقتُهما على الأمر ضمن سياق إبرام اتفاق كامل على الحجم والوزن مع معراب، وليس بنحو مجتزَأ وموضعي.

وتبعاً للرواية البرتقالية، بدأت "القوات" تتصرّف منذ تلك اللحظة على أساس أنّ مطلبها أصبح في "الجيبة" وبالتالي راحت تسعى عبر الضغط السياسي والإعلامي الى تحصيل مكسب آخر وهو نيل أربع حقائب وزارية من بينها "العدل" الى جانب اشتراطِ توزيعٍ معيّن للطوائف، فيما بدا أنه تطبيقٌ لقاعدة "خذ وطالب".

وتبعاً للمعلومات المتوافرة لدى احد المفاوضين، فإنه عندما سُئل باسيل خلال إحدى مراحل المشاورات الحكومية عن رأيه في فرضية منح حقيبة "العدل" الى "القوات"، ردّ بأنه شخصياً لا يمانع شرط أن يأخذ رئيس الجمهورية في المقابل وزارة الأشغال، وأن تبقى نيابة رئيس الحكومة ضمن حصته، مستدركاً أنّ هذا هو موقفه الشخصي الأوّلي، وعليه أن يستفسر من الرئيس عمّا إذا كان يقبل بالتخلّي عن "العدل"، ليتبيّن لاحقاً أنّ عون يصرّ عليها ويرفض مقايضتها بأيِّ حقيبة أخرى.

لكن، وعلى رغم الانتكاسة التي اصابت جهود تشكيل الحكومة أخيراً، إلّا انّ هناك إقتناعاً لدى قيادة "التيار" بأنّ الحكومة ستولد قريباً، وربما قبل نهاية الشهر الحالي، لأنّ أحداً لم يعد قادراً على الانتظار اكثر من ذلك بعد، وحتى الرئيس المكلف ابلغ الى جعجع أنه لا يستطيع أن يبقى معلّقاً في الهواء وقتاً أطول، مع تفهّمه لحَقّ "القوات" في نيل حصة وزارية وازنة.

وعليه، إذا كان هناك مَن يعتقد أنه يستطيع المماطلة في الأخذ والرد لإرجاء تشكيل الحكومة الى ما بعد موعد صدور العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران و"حزب الله" في 4 تشرين الثاني المقبل، بغية تحسين شروطه التفاوضية وزيادة مكاسبه الوزارية، فإنّ المطّلعين يؤكدون أنّ هذا الرهان خاسر ولا طائل منه، لأنّ العقوبات لن تغيّرَ شيئاً في موازين القوى الداخلية والتوازنات الدقيقة، وبالتالي ستكون للبنان حكومة قبل هذا التاريخ على الأرجح.

وتفيد المعلومات انّ التيار" أبلغ الى المعنيّين الحرص على وجود "القوات" في الحكومة الجديدة، وهو يعتبر أنه وعون قدّما الحدّ الأقصى من التنازلات لتسهيل دخولها اليها، بدءاً من التنازل لها عن نيابة رئيس الحكومة، وصولاً الى القبول بمنحها أربعة مقاعد وزارية، مروراً بإعطائها ثلاث حقائب بدلاً من حقيبتين مع شمول حصتها حقيبة أساسية وواحدة جيدة وأخرى عادية".

بحث

الأكثر قراءة