خاشقجي كان متآمراً ؟

دولية اقليمية | | Monday, January 21, 2019 6:27:43 PM
تحت عنوان "خطة محكمة لهدم السعودية" رأى الكاتب السعودي محمد الساعد في مقال له في صحيفة "عكاظ" أن الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، كان من أكثر المؤمنين بالنظرية القائلة بأن شرط نجاح الموجة الثانية من الربيع العربي يمر عبر تدمير السعودية.

وأوضح الكاتب السعودي أن "خاشقجي عبر في أكثر من مناسبة في لقاءاته وحواراته التلفزيونية، عن خطئه وخطأ زملائه الذين راهنوا على أن الثورة المصرية ستكون هي الموجة الكبرى التي ستجتاح العالم العربي، مؤمنين بنظرية أن انهيار مصر سيعجل بانهيار البقية، لم يكن يدور في خلدهم أن بدو الصحراء كانوا بالمرصاد وأنهم وأدوا ذلك الربيع في مرقده، لا لشيء. إلا لأنه مؤامرة هدفها قتل وتشريد الملايين."

وأضاف: "في سعي جمال إلى تطبيقها والبدء في تفعيلها على الأرض قام بإنشاء جمعية تعمل بين أميركا وإسطنبول باسم (فجر) تسعى للتأثير في شبان العالم العربي للقيام بموجة ثانية من الربيع".

ووفق الساعد، فإن الهدف هو إنشاء الامبراطورية التركية، وقال: "من أجل تحقيق ذلك تبنت كل من قطر وتركيا والتنظيم الدولي للإخوان صناعة الموجة الجديدة على أن تبدأ من السعودية، ومن ثم تنطلق إلى بقية العالم العربي لخلق فوضى عارمة تستفيد منها تركيا وتأتي بجيوشها من المرتزقة والجماعات الإسلاموية التي تكدسها في إدلب وشمال سوريا لاحتلال الدول العربية في سعيها لإنشاء الإمبراطورية التركية.

وأشار الساعد إلى أن الخطة تشمل خلق عدو حتى ولو كان غير حقيقي، واعتبر أن تعمُّد الإساءة للأمير محمد بن سلمان، وإشعال المؤسسات الإعلامية ضده، واعتباره الخصم الأول كان ذلك مدخلا لنجاح المشروع..

كما تضمنت الخطة، وفق ذات المصدر، تفعيل جيش إلكتروني داخل السعودية بعدما تحولت وسائل التواصل داخل المملكة إلى كتلة شعبية صلبة ضد أي محاولات لتثوير الشارع، سمي الجيش بالنحل الإلكتروني، وسعى جمال لضم آلاف الشباب إليه ليكونوا وقود الثورة القادمة.

وأكد الساعد، أن الخطة كانت تهدف، إلى "خنق السعودية دوليا وتسخين الرأي العام الغربي ضد الرياض وعلى وجه الخصوص الأمريكان، من خلال قطر وتركيا والتنظيم الدولي للإخوان وقوى اليسار الغربية خاصة ألمانيا وكندا والحزب الديموقراطي الأمريكي، والإعداد لخلق ما يسمى بقابس التفجير الذي يطلق شرارة الاحتجاجات في الداخل ليكمل بعدها إعلام اليسار والجزيرة المهمة".

وتشمل الخطة أيضا، "إخراج مئات من شبيبة الإخوان السعوديين في توقيتات متقاربة وتصويرها بأنها هروب جماعي من حالة قمعية تجتاح السعودية، لخلق حالة تعاطف شعبية وإعلامية غربية".

وأضاف: "الفكرة كانت شبيهة بإخراج آلاف السعوديين للالتحاق بمواطن الفتن وما يسمى الجهاد لقد كان الهدف منها إقناع المراكز السياسية الغربية بأن هؤلاء الشباب اتجهوا للتطرف لأن السعودية بلد لا تعطيهم فرصة للحياة ولم يجدوا غير الموت سبيلا".

وذكر الساعد أن ظاهرة هروب الفتيات من السعودية هي أيضا جزء من خطة تدمير المملكة، وقال: "الدفع بالفتيات للهروب من المملكة لترسيخ صورة مختلقة عن الدولة الرجعية المتخلفة في الذهنية الغربية، وإحراج السياسيين الغربيين، ودفعهم لتبني خطاب مضاد للرياض وربما اندفاعهم إلى معادتها".

وأضاف: "لقد كانت خطة محكمة لهدم السعودية وتشريد شعبها والقضاء عليها واستبدالها بدويلات يحكمها مطلقات الإخوان، لكن السعودية والسعوديين أحبطوها في مهدها وأشعلوا النيران في ثياب صانعيها"، على حد تعبيره.

بحث

الأكثر قراءة