القوى الغربية "أخطأت" حين "تجاهلت" قناة السويس؟

اقليمي ودولي | | Tuesday, April 20, 2021 10:32:35 PM
الحرة

يقول تحليل نشره موقع ناشونال إنترست الأميركي، إن استراتيجيات القوى الغربية تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ "أخطأت" حين "تجاهلت" قناة السويس في استراتيجياتها.

ويضيف أن وجود القناة في استراتيجيات الدول الكبرى "ليس رفاهية، ولكنه ضرورة في زمن تنافس القوى العظمى" مع روسيا والصين.

وبالنسبة للولايات المتحدة تعد قناة السويس "حجر الزاوية الجيوستراتيجي، للاستراتيجية العسكرية الأميركية في البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي"، بحسب التحليل.

ويحذر من أن "تقويض دور مدينة السويس من شأنه أن يضعف الغرب في نهاية المطاف، فهي حجر الزاوية في التجارة العالمية والجغرافيا السياسية".

ونقل كاتب المقال، محمد سليمان، هو باحث غير مقيم في في معهد الشرق الأوسط عن مستشار الأمن القوي الأميركي السابق، جون بولتون، قوله إن "الحادث الذي وقع في قناة السويس لا يتعلق بالجغرافيا فحسب بل بالمخاطر السياسية الأوسع نطاقا التي تواجه التجارة العالمية اليوم، بدءا من سفينة واحدة خاطئة في السويس إلى مواجهة التحدي السياسي والعسكري والاقتصادي الهائل الذي تواجهه الصين".

وكانت سفينة تجارية ضخمة قد أغلقت قناة السويس ستة أيام، ما أدى إلى أرباك حركة التجارة العالمية.

ويؤكد سليمان أنه "مع التركيز المتزايد على منطقة المحيطين الهندي والهادئ والاصطفاف الأوسع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن الصين، ستلعب قناة السويس دورا مهما آخر في عبور السفن البحرية الأمريكية والأوروبية من البحر الأبيض المتوسط إلى مسرح المحيطين الهندي والهادئ".

ونقل عن قال الأدميرال، جون كيربي، مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون العامة قوله "لن أذهب إلى حد القول إن انسداد السويس دفعنا إلى إعادة التفكير في أي شيء حول كيفية وضعنا في الشرق الأوسط، أو كيفية تلبية متطلبات المهمة هناك، ومصالح أمننا القومي هناك".

وفيما تعد مصر، المشغلة للقناة، واحدة من الدول الـ 18 الحليفة غير الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى الولايات المتحدة وهي قائمة تضم أستراليا وإسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية، وتايوان والبرازيل وسنغافورة.

لكن، وبحسب المقال، ينظر إلى القاهرة في المقام الأول على أنها "مشغل محلي لنقطة المضيق الدولي"، وليست شريكا استراتيجيا يحتاج إلى السكن والاندماج في رؤية جيوستراتيجية وجيو اقتصادية أوسع.

وقال سليمان إن استبعاد مصر من هذا النظام، وحاجة مصر الماسة إلى التنمية الاقتصادية، دفع القاهرة إلى التطلع شرقا نحو بكين.

وقال المقال إنه "من غير المستغرب أن تكون بكين أكبر مستثمر في مشروع القاهرة التاريخي "مشروع منطقة ممر قناة السويس"، الذي يهدف إلى تحويل منطقة السويس إلى مركز لوجستي وصناعي للأسواق القريبة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

كما أن تحويل مصر إلى مركز تصنيع إقليمي للشركات الصينية يفسر تنوع استثمارات الصين في مصر من البنية التحتية إلى المجمعات الصناعية، ومن السيارات الكهربائية إلى الإلكترونيات - وهو ما يمثل اندماجا بين رؤية القاهرة 2030 ومبادرة بكين للحزام والطريق.

ووفقا لهذا، ولأن الغرب يحاول "ضبط صعود الصين"، يعتقد كاتب المقال إن "على الغرب أن يتودد إلى مصر وأن يدمجها في رؤيته لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وحدد سليمان استراتيجية ذات مسارين مع مصر هما "التنمية والأمن"، بالاضافة إلى الدعم التجاري، و تغيير المنظور الذي تنظر من خلاله واشنطن إلى مصر.

وقال الكاتب إنه "أيضا على الرغم من 80 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية لمصر منذ نهاية السبعينات، إلا أن مصر منعت من الوصول إلى المعدات العسكرية التي تشتد الحاجة إليها مثل المقاتلات الخفية من طراز F-15 Eagle و F-35 لتلبية الاحتياجات الإقليمية للقاهرة في البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا والبحر الأحمر والقرن الأفريقي".

بحث

الأكثر قراءة