دولار الأسعار يقفز كضفدع الوزير... واللبنانيون "عم ينطوا ما يحطوا"!

اقتصاد | | Wednesday, September 15, 2021 9:23:11 PM


فتات عياد - التحري

بعيداً عن تسرب الدعم إلى غير مستحقيه، يتجه الوضع الإقتصادي نحو انهيار كامل... وبالرغم من تحسن سعر الليرة مقابل الدولار، تشهد أسعار السلع الغذائية ارتفاعاً قياسياً "غير مبرر" في المحال التجارية.

"صحن تبولة" يقيها جوع يومها بعد أن نفد راتبها في منتصف الشهر، كان هذا كل ما تطمح إليه سارة، لضمه على مائدة مع رأس البطاطا الوحيد المتبقي في منزلها. وما كان ذنبها سوى طلب "كمشة" بقدونس "مفرومة" بـ3000 ليرة، وإذ بها "تقلب قدّ الكمشة" على وقع صهصنات الموظف في إحدى السوبرماركات ذات الفروع المتمددة على حجم الوطن والأزمة اللبنانية. والمفاجأة: همس موظف السوبرماركت في أذن سارة "أسعار الخضار اليوم أغلى من البارحة، والإدارة، عوض أن تخفّض الأسعار، تستمر برفعها وطلب منا حساب الدولار "20 ألف" كما لو أن شيئاً لم يتغيّر!".

"ضمة البقدونس العادية 6000 ليرة مدام، مأكدة بدك بقدونس مفروم بقيمة 6000؟ ما بيعملولك شي صدقيني"، مع أنها ضاعفت حجم طلبها منعاً للإحراج، لكن حلم سارة بالتبولة استحال "بهدلة" على "مد عينك" و"نظر" الزبائن وموظفي السوبرماركت،
من هنا، وفي حديث لـ"التحري"، تضيف "أصريت على شراء طلبيتي فما كان من الموظف إلا أن سألني مجدداً "مأكدة؟ بيكفوكي؟" فما كان مني إلا أن أجبته "أكلة وانسمت عليك كول وبحلق عينيك"، لأقول في قرارة نفسي "رح اشتريها شو ما كلفتني، لو كان آخر صحن تبولة باكله بلبنان!

وفي وقت أعلن فيه نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد اليوم أن "الشركات المورّدة بدأت تُرسل لوائح جديدة بأسعار مخفّضة وأسعار آلاف الأصناف بدأت بالإنخفاض"، شكا عدة زبائن للتحري "ارتفاع الأسعار عوض انخفاضها"، وعلّق أحدهم بالقول "ما في شي عم ينزل غير قيمتنا بهالوطن".

بدورها، تعلق سارة بالقول "صدمت من جرأة الموظف في شكواه لي عن إدارة السوبرماركت، بعدما شكوت له الأسعار المرتفعة على الرغم من الانخفاض المستمر للدولار في السوق السوداء، ما كان منه إلا أن اقترب من أذني هامساً أنه هو نفسه لا يفهم سبب ارتفاع الأسعار يومياً عوض هبوطها هذا الأسبوع". مضيفة انه "جشع التجار ومضاعفة الأرباح في عز الأزمة".

ومنذ تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الجمعة الفائت، والدولار مستمر بالهبوط بعد ان استقر لأكثر من شهر عند حدود الـ 20 ألف ليرة. وفي ظرف أقل من اسبوع انخفض الدولار 5000 آلاف ليرة، فيما التجار والمحتكرون يستفيدون "عالطالعة والنازلة"، وهم إذ يقفلون متاجرهم بوجه زبائنهم إذا ما ارتفع الدولار تفاديا للخسارة، يصبحون "كسالى" عندما يتطلب الأمر تعديل الأسعار لدى هبوطها!

ضفدع الوزير... "لا بشوف ولا بسمع"

وفي وقت بات ثلثا الشعب اللبناني من طبقة الفقراء مع فقدان الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها وتدني القيمة الشرائية، تزامناً مع اقتراب موعد رفع الدعم الكلي وما سيحمله من ارتفاع في كلفة الإنتاج والتوزيع وتسعير المواد الإستهلاكية، ينام أكثر من 30% من أطفال لبنان ببطونٍ خاوية، فيما يتفنن وزير الإقتصاد الجديد أمين سلام بتوقع تحقيقه لإنجازات لم ينجزها بعد، في مقاربة –مواربة- لحكاية الضفدع "الأطرش" أو الأصم، والذي ينقذ نفسه من البئر على الرغم من الكلام غير المشجع حوله.

ويبدو أن الوزير في وزارة فائقة الأهمية لناحية إدارة الانهيار الذي يمر به لبنان، لا يريد أن "يسمع" النقد ولا "يقشع" الواقع المرير الذي يعيشه الشعب. والوزير الذي أضفى مزايا الفوتوشوب على صورته فأصبح محط نقد الكثيرين، نسي أن الضفدع برمائي ولا يغرق في المياه أصلاً، فغرق في شبر "رواية"، فيما الناس شبعت من الروايات التي "لا تسمن ولا تغني من جوع".

وفيما الضفادع تشتهر بقدرتها الخارقة على القفز، يقفز الدولار بين ليلة وضحاها، على حساب الليرة. وسواء "طلع" أو "نزل"، فالأسعار تحلق والوزير يملأ وقته بقص الروايات والوزارة غائبة، والخوف كل الخوف، أن يسدي وزير الشؤون الاجتماعية الجديد هكتور حجار نصيحة لسلام، باعتبار التبولة، السلطة التي يمتاز بها لبنان من "الكماليات"، هي التي باتت تكلف بحدود 40 ألف ليرة بين بقدونس ونعناع وبندورة وعصرة حامض وبصل. ولماذا البصل؟ فدموع اللبنانيين تكفي، وبالناقص 10 آلاف ليرة!

بحث

الأكثر قراءة