إقتربت ساعة الحسم في انتخابات نقابة المهندسين التي ستجري الأحد وسط مناخات هيمنت عليها جريمة اغتيال منسق القوات اللبنانية في جبيل وتداعياتها المتصاعدة بين المنظومة الحاكمة والمعارضة بكافة أطيافها وبلوغ موجة الإستنكار لعودة الأسلوب الهمجي في ترهيب المعارضين. هذا الجو الأمني والسياسي السائد في البلاد انعكس على المنافسة النقابية وحصرها بين مرشحين قويين:

- المهندس فادي حنا "الصديق والشريك الشخصي" لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والمدعوم من مهندسي "الثنائي" على الرغم من المعلومات عن تحفّظ مهندسي حركة أمل على انتخاب حنا بعد اللقاءات بين موفد باسيل النائب غسان عطالله إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن غير المؤكد بعد ما إذا كان هؤلاء المعترضين سيعبّرون عن رفضهم بالإمتناع عن المشاركة في التصويت أو أن مصلحة المنظومة الحاكمة ستغلب عندهم ويمنحون أصواتهم للمهندس حنا على مضض.

- المرشح الأوفر حظاً في منافسة مرشح كتلة التيار - الثنائي هو المهندس المستقل بيار جعارة المدعوم من المعارضة وعلى رأسها تيار المستقبل والقوات اللبنانية المتوافقان على تبادل دعم مرشحيهما في نقابتَي بيروت وطرابلس إضافة إلى حزب الكتائب وقوى أخرى من المعارضة، فيما ينتظر مهندسو الإشتراكي الإعلان المرتقب خلال الساعات القادمة بالإنضمام إلى هذا التحالف نزولاً عند رغبتهم. أما التطوّر الأبرز فتمثّل بإعلان مجموعة من المهندسين المستقلين اعتماد "التصويت المفيد" لصالح بيار جعارة المرشح الأقرب إليهم ومن المتوقع أن تكبر كرة الثلج خلال الساعات القادمة من خلال انسحاب مرشحين لصالح جعارة وأن تثمر الإتصالات التي يجريها المهندسون المستقلون فيما بينهم في حصر التصويت بين المرشحين حنا وجعارة لمصلحة الأخير بعد حصر المنافسة بينهما.

مصدر مقرّب من أحد المرشحين المستقلين أكّد هذا التوجه واعتبر أن ظروف المعركة تغيّرت وبأن مصلحة النقابة تفترض انتخاب المهندس بيار جعارة لعدة اعتبارات والحؤول دون وصول مرشح المنظومة لاعتبارات عدة كذلك نقابية وسياسية، وأضاف المصدر بأن المهندسين اليوم أمام استحقاق حسن الإختيار وإدارة معركة يتطلع إليها اللبنانيون من وجهة نظر سياسية، وختم بأن هذا الموقف هو البديهي وطلب من المهندسين المترددين حسم خيارهم بعد اعتماد الدقة في الحسابات على خارطة الإنتخابات لما فيه مصلحة النقابة.