رميش تفضح الدولة

التحري | | Wednesday, March 27, 2024 11:32:48 AM


تفاعلت حادثة رميش الناجمة عن رفض الأهالي استخدام شوارعها لإطلاق الصواريخ خشية ردّة الفعل الإسرائيلية باستهداف البلدة الحدودية ووقوع ضحايا أبرياء لحرب يفرضها حزب الله ويرفضها الشعب اللبناني بنسبة كبيرة فيما ترى نسبة أخرى مؤيدة لمحور الممانعة بأن هذه العمليات لم تنفع في تحقيق النتائج المرجوة لجهة دعم وإسناد غزة ويقتصر التأييد الأعمى على فئة صغيرة مدججة بالسلاح، بينما يتخبّط الموقف الرسمي بالعجز وإعلان الرأي ونقيضه والتراجع عن العنتريات التي يطلقها بعض المسؤولين وآخرهم رأس الدبلوماسية اللبنانية وزير الخارجية عبدالله بو حبيب.

سلاح الموقف الذي أشهره أهالي رميش عفوياً جاء إبن ساعته وأثمر عن انسحاب عناصر الحزب من داخل البلدة وإطلاق الصواريخ من خراجها، وهو فضح هذه الدولة العاجزة والمستسلمة أمام غطرسة حزب الله واستباحته كل ما يحلو له من دون رادع أو اعتبار للرأي المعارض والمخاطر الناجمة عن ممارساته، واللافت أن هذه الحادثة حصلت بعد يوم من القداس الإحتفالي وزياح أحد الشعانين الذي شهدته البلدة بشكل وحجم فاجأ الجميع وكان نوراً مشعاً في ظلمة الظروف المأسوية التي تشهدها القرى والبلدات الجنوبية.

موقف أهالي بلدة رميش ألهم اللبنانيين البعيدين عن مسرح العمليات العسكرية ومن كافة الطوائف لتذكّر بالحادثة المماثلة التي شهدتها بلدة شويا في قضاء حاصبيا في شهر آب من العام ٢٠٢١، وانطلقت حملات التأييد الشعبية وأشعلت مواقع التواصل وسط إرباك حزب الله ومحاولات مناصريه نفي حصول الحادثة، وأثبت أهالي رميش بأن بين العجز والمواجهة العسكرية هناك مساحة واسعة للمواجهة السلمية بسلاح الموقف أكان بكلمة أو بقرع الأجراس لفرض توازن بين قوة الحق وحق القوة.

بحث

الأكثر قراءة