كتب الطالب في كلية الطب في الجامعة اللبنانية، هادي شماع، منشورا عبر صفحته على فايسبوك، شكر فيه زملاءه على دعمهم له، وامتناعهم عن إجراء امتحانهم، حتى تتراجع عمادة الكلية عن منعها لهادي إجراء امتحانه.
وكان هادي قد منع من إجراء امتحاناته جراء قرار عن المجلس التأديبي للجامعة، وذلك بسبب منشور له على فايسبوك!
وجاء في المنشور الذي شكر فيه هادي زملاءه
أغلبية زملائي في كلية الطب قطعوا مسافات وتوجهوا من ضيعهم للجامعة مقررين مسبقا عدم مزاولة الامتحان بالرغم من أزمة البنزين بالبلد لحتّى يسجلو موقف للتاريخ ويوقفوا وقفة ضمير وحق.
أوّل مرّة حنزّل عندي بوست من وقت ما انتشرت القصّة بس بدايتها حتكون شكر وتمجيد لزملائي بالسنة الرابعة والخامسة خصوصا وزملاء السنوات كافة والدكاترة والموظفين المتضامنين عموما.
رفقاتي كلهم عرفوا نهار السبت عن طريق وسائل التواصل بشو صاير معي لان تكتمت عن الاحداث لعم مر فيها لعدم الشوشرة.
قرروا ما يفوتوا عالامتحان اذا ما فتت ولما اعترضت خوفا مني على اي أذى ممكن يتعرضوله اكاديميا او يتوتروا بوقت الامتحانات كان ردّ احد الأصدقاء: انت ما تدخّل لان لو صايرة مع حدا منّا كنت اول واحد انت وقفت.
بدّي احكي عن كلّ تفصيل صار امبارح بتاريخ: ١٩/٧/٢٠٢١
لما زملائي عرفوا انه أحد الدكاترة لما حضرت اول يوم امتحانات قلي (على كوريدور الكلية ممنوع حتى تفوت)، ما قبلوا مبارح يفوتوا قبلي ليأمنوا عليي.
طلعوا معي الكلّ على قاعتي وأحد الزملاء بقول: يا هادي بيقعد اول واحد للامتحان يا ما حدا بفوت على القاعات.
لمّا انمنعت عن الامتحان وقفوا الكلّ بجانب عيلتي هالوقفة العظيمة يلّي بالفيديو مع مشاركة الزملاء بالسنة الخامسة.
العميد حضر للكليّة بخلال نصف ساعة (اكيد صار عنده وقت)، وطلب مندوبي الدفعة يلّي دافعوا عن الموقف وعنّي لابعد الحدود: انتو داقّين بهادي يلّي بيسهر الليالي حتّى يعمل ملخصات للكل ويلّي باول موقف بدافع عن الكلّ ويلّي الكلّ بينطر اسالته بالمحاضرات تنفهم
نوّهلن عن موضوع: وضع الصفر للجميع ولمّا عرفوا الطلّاب: (يحطّوا يلّي بدهم يّاه)
بلّغوا الجميع بحضور اجتماع طارئ ومنعوني من حضوره: انت بالكليّة ممنوع تكون موجود وطلب العميد تقليع اهلي واخواتي من حرم الكليّة
بالاجتماع، مدير الدروس بقول: العميد مثل بيكن
احد الزملاء: مش هوّ قال ما بيتشرف هادي يكون ابنه؟ نحن مش ولاد حدا هون
كل زملائي الطلاب كان موقفهم واحد ويقولو مش هادي يلّي بيتعاطى المخدّرات والأمراض النفسيّة مش تهمة يا دكتور. عمل حاله ما بيعرف شي وما قدر يقول شي غير انّه بعت وراء العميد لان الموقف كان يفوق قدرته.
العميد: وقفتكن حلوة مع زميلكن بس زميلكن غلط. ما حدا من الطلّاب من رفقاتي المقربين او غيرهم الا ما عبّر عن غضبه ونبرة الحقّ علت الموقف. احد الزملاء بيوقف وبيقرا القانون الداخلي للجامعة على صوت عالي وانسحب العميد تحت اصوات التصفيق.
حاولت اسرد المشهديّة بالتفاصيل حتّى توصل شجاعتكم للكلّ.
كليّة الطبّ، عملتوا سابقة رهيبة امبارح ما صارت بالجامعة من سنين، كلماتكم بترفع الراس ونبرتكم المحقّة وصلت أصداؤها لفرنسا والمانيا واميركا. تمردكم كان بدلّ عن شجاعة ووفاء وقوة، انا وكل انسان حر بشوف حاله فيكن. ما في كلمة اتشكركم فيها وتكون كفيلة بإنصاف عظمتكم. مهنة الطب بتليق لأمثالكم وتؤتمنوا عأرواح الناس وعكل حالة او قضية انسانية محقة.
الكثير من اطباء المستشفيات عم تسأل بتعجب اذا فعلا امتنعوا عن الامتحان لانها سابقة بتاريخ كلية الطب. يا ريت بقدر اذكركم بالاسم بس بكفّي قول: كتبتوا التاريخ".

يذكر أن موقع التحري كان قد تابع حيثيات الموضوع ونشره مفصلا تحت عنوان "كلية الطب في الجامعة اللبنانية تنتفض على عميدها... وعائلة الطالب هادي شماع لـ"التحري": تم تهديدنا!".
ولقراءة المقال كاملا: https://www.altaharri.com/news/533298