هل يمكن تصوّر مصالحة إسرائيلية - إيرانية؟!

اقليمي ودولي | | Thursday, October 21, 2021 11:28:28 PM
الحرة

في أواخر أيلول، كتب المؤرخ الإسرائيلي، بيني موريس، في مقال لصحيفة هآرتس، أن ليس أمام إسرائيل سوى خيارين في التعامل مع إيران، و"كلاهما سيئ": إما أن تدمر منشآتها النووية، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط "وهو سيناريو مخيف"، أو تتصالح مع طهران وتقبل بالعيش في ظل دولة نووية، وهذا مخيف أيضا.

دميتري شومسكي، وهو أستاذ في قسم التاريخ اليهودي المعاصر في الجامعة العبرية في القدس، يرى أن هناك خيارا ثالثا.

تعقيبا على مقال موريس، أوضح شومسكي، في مقال رأي نشرته هآرتس الأربعاء، أن بإمكان إسرائيل السعي إلى عقد اتفاقية سلام مع إيران، بغض النظر عما إذا كانت الأخيرة ستصبح قوة نووية أم لا.

منذ انتخاب رجل الدين المحافظ، إبراهيم رئيسي، قبل أربعة أشهر ، قالت طهران إنها مستعدة لاستئناف المحادثات قريباً لكنها تجنبت اختيار موعد فعلي. في غضون ذلك، يزداد قلق المسؤولين الغربيين بشأن أنشطة إيران النووية.

وأوضح شومسكي قوله: "الخياران اللذان طرحهما وحللهما موريس خياران واقعيان ويتجليان بوضوح في الواقع السياسي القائم. الخيار الثالث: السلام مع إيران، هو خيار خيالي وغير واقعي وطوباوي، مع ذلك، لا تملك إسرائيل امتياز تجاهله".

ويستند شومسكي على الآفاق الدبلوماسية لهذا الخيار، ويرى أن على كل دولة "تريد أن تعيش" بما في ذلك "الدول المحاطة بالأعداء" أن تضع في اعتبارها، ليس فقط سيناريوهات الصراع، ولكن أيضًا أفقًا دبلوماسيًا لإرساء السلام مع أعدائها في مرحلة ما في المستقبل.

المحلل السياسي الإيراني، حسين رويران، يرى أن سيناريو المصالح بين إيران وإسرائيل غير ممكن.

"الدولة التي تحكمها إيديولجية دينية لا يمكن أن تركز على المصالح الاستراتيجية التي يدعمها طرح المصالحة لدى شومسكي،" يقول رويران في حديث مع موقع "الحرة".

وتابع رويران أن إيران "دولة دينية" وهي بذلك وضعت لنفسها خطوطا حمراء، لا يمكن تجاوزها.

ويتفق المحلل الإيراني مع الرأي على أن المصلحة هي التي يجب أن تحكم العلاقات بين الدول، لكن يشير في الوقت ذاته إلى أن الأسس التي تقوم عليها الجمهورية الإسلامية تتعارض مع فكرة المصالحة مع إسرائيل.

ويعترف مقال شومسكي أن العداء المتبادل بين إسرائيل وإيران، عبارة عن فجوة متسعة لا يمكن جسرها، لكنه يقول: "إنك عندما تنظر بشكل أعمق، من الواضح أن هذا العداء ينبع من عالم المصالح العقلاني وصراعات القوة الجيوسياسية أكثر مما ينبع من التعصب الديني أو الأيديولوجية".

ويرى شومسكي أن النظام الإيراني ينظر إلى الولايات المتحدة بوصفها "عدوا"، لهذا يعتقد أن أي تقارب بين طهران وواشنطن قد ينعكس بشكل إيجابي على العلاقات بين إيران وإسرائيل.

ومنذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 تمثل المواجهة مع إسرائيل أحد ركائز سياسة طهران الخارجية. ودعا المسؤولون الإيرانيون مرارا إلى القضاء على إسرائيل.

وتمثل المعارضة لإسرائيل جزءا من التماسك الذي يوحد إيران مع شبكة إقليمية من المتشددين والجماعات الحليفة التي تسهم في دفع المصالح الإيرانية، من العراق إلى لبنان واليمن إلى سوريا.

بالمقابل تشعر إسرائيل بقلق خاص إزاء ما يُشتبه بأنها مساع إيرانية لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.

وترى إسرائيل في إيران خطرا على وجودها وقد سعت للحد من مسعى طهران لتوسيع نفوذها الإقليمي بمزيج من العمليات العسكرية والسرية بما في ذلك ما تقول طهران إنها هجمات تخريبية على برنامجها النووي.

لكن على الرغم من حدة الخطاب في أزمات سابقة، فإن المسؤولين الإيرانيين والإسرائيليين لم يشيروا مطلقا إلى أي اهتمام بالدخول في حرب شاملة.

بحث

الأكثر قراءة