ميقاتي يستكمل لقاءاته في محاولة لفرملة الإجراءات الخليجية بحق لبنان

أخبار مهمة | ريتا الجمّال | Tuesday, November 2, 2021 2:10:02 PM
العربي الجديد

يتابع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، اليوم الثلاثاء، سلسلة لقاءاته العربية والدولية على هامش قمة المناخ في غلاسكو عاصمة استكنلدا (كوب 26)، محاولاً من جهة طلب المساعدة في حلّ الأزمة المستجدة مع السعودية وبعض دول الخليج، ومن جهة أخرى الاستغاثة للحصول على دعم مالي في ظلّ تسارع مسار الانهيار الاقتصادي.

ولم تنجح مشاورات ميقاتي واتصالاته حتى اللحظة في تخفيف حدّة الأزمة مع الرياض، التي تسبّبت بها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، أو أقلّه فرملة الإجراءات الصارمة التي تتخذها غالبية الدول الخليجية في المجالات كافة، في مؤشر إلى عمق الخلاف وصعوبة الخروج منه هذه المرّة.


وأبدت الأطراف الدولية حرصها على استمرار الحكومة، وامتعاضها في الوقت عينه من تخبّطها، رغم أنه لم يمضِ على تشكيلها شهران حتى، وجدّدت التذكير بأنّ أي دعم مالي لن يشق طريقه إلى لبنان قبل البدء بالإصلاحات.

واليوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في تغريدة على "تويتر"، إنّه عقد "اجتماعاً مثمراً" مع ميقاتي، مشيراً إلى أنهما ناقشنا "الحاجة إلى تطبيق الإصلاحات اللازمة لحل الأزمة الاقتصادية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة العام المقبل"، في إشارة إلى الانتخابات النيابية المقررة في 27 مارس/آذار 2022.



وبحسب بيان رئاسة الوزراء اللبنانية، جدد بلينكن، خلال اللقاء مع ميقاتي، "دعم استمرار جهود الحكومة في إعادة الاستقرار وتحقيق التعافي الاقتصادي والمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي، وصولاً إلى تنظيم الانتخابات النيابية".

وأكد بلينكن "مواصلة دعم الجيش اللبناني والقطاعات التربوية والصحية والبيئية"، ونقل "الأهمية والعاطفة الخاصة التي يكنّها الرئيس جو بايدن للبنان ولاستقراره وتعافيه، تمهيداً لنهوضه من جديد".

من جهته، عرض ميقاتي مقاربة الحكومة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان. كما عرض التحضيرات الحثيثة لإطلاق الخطة الاقتصادية وبدء التواصل مع صندوق النقد الدولي، طالباً "دعم الولايات المتحدة لهذا المسار".



على صعيد اللقاءات أيضاً، قال المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء اللبنانية إنّ ميقاتي تحادث مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بشأن العلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة المتحدة والدور البريطاني في دعم لبنان، لا سيما في عملية النهوض الاقتصادي.

كذلك اجتمع ميقاتي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وبحثا الوضع اللبناني لا سيما في الجنوب، والتعاون القائم بين الجيش وقوات "يونيفيل". وقد دعا ميقاتي غوتيريس لزيارة لبنان، فوعد بتلبية الزيارة قبل نهاية العام الحالي.





وقال البيان إنّ "ميقاتي قام بجولة في الأجنحة التي أقامتها عدة دول ضمن المؤتمر، لعرض إنجازاتها في مجال الطاقة المتجددة، وقد خصّ الجناح السعودي بلفتة خاصة استقبله خلالها سفير السعودية في بريطانيا الأمير خالد بن بندر، الذي شرح له الرؤية السعودية في مجال البيئة والاقتصاد الأخضر ومكافحة التغير المناخي". وقد أثنى ميقاتي على خطة "السعودية الخضراء" ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أعلنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. كذلك زار ميقاتي جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر المناخ.

وقد يكون الحدث الأبرز، الذي سُجّل أمس الاثنين، إعلان ميقاتي أنّ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريباً، للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان، واستكمال البحث في الملفات المطروحة، لا سيما معالجة الأزمة اللبنانية – الخليجية، وبعض الأجواء الإيجابية التي خرجت عن لقاء رئيس الوزراء اللبناني بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

استقالة الحكومة اللبنانية غير واردة
ويقول عضو "كتلة الوسط المستقل" (يرأسها ميقاتي) النائب علي درويش، لـ"العربي الجديد"، إننا "ننتظر عودة ميقاتي إلى لبنان في الأيام القليلة المقبلة ليضعنا في أجواء الاجتماعات التي عقدها، والتصوّر لديه، حيث إنّ استقالة الحكومة حتى الآن غير واردة، فهي حاجة وطنية في الوضع الراهن، كما أنّ إقالة قرداحي وطرح الثقة به في مجلس النواب ليسا مطروحين حالياً، لأنّ من شأنهما أن يزيدا الانقسام والشرخ الداخلي".

ويلفت إلى أنّ "أحد المؤشرات الإيجابية التي ظهرت في اجتماعات ميقاتي هو الإعلان عن زيارة وزير خارجية قطر إلى بيروت، وقد تكون باباً لحلول تحفظ الجميع، لأن لبنان جزء من الوطن العربي، ولا يمكن إخراجه منه أو مقاطعته، وهي مؤشر أيضاً إلى أن هناك من يرغب بإعادة الأمور إلى الهدوء والروية في لبنان".

ويشير درويش إلى أنّ "كل الاجتماعات التي عقدها ميقاتي حتى الساعة على هامش قمة المناخ تركز على أهمية استقرار لبنان، وتدرك واقع الصراع في المنطقة الذي يدفع بلدنا ثمن نتائجه وارتفاع وتيرته"، لافتاً إلى أنّ "الدول الأوروبية، لا سيما فرنسا التي كانت إيجابية تجاه لبنان، تحرص على استمرار دعم الحكومة لأنها تلامس الواقع، وتدرك مدى خطورة الانزلاق في الفراغ".

ولا يستبعد درويش أن يلتئم مجلس الوزراء (معلقة جلساته منذ 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي) فور عودة ميقاتي إلى لبنان، مشدداً على "ضرورة انعقاده في ظلّ الظروف المستجدة، وعموما الأزمة التي تعاني منها البلاد على مختلف المستويات، والملفات الأساسية التي تقتضي اجتماع المجلس للبتّ بها".

تيار "المردة" لن يتخلّى عن قرداحي
ويواصل وزير الإعلام جورج قرداحي، عبر تصريحاته الإعلامية، التأكيد أنّه لم يخطئ، ولن يستقيل، لكنه يفضل الانتظار حتى عودة ميقاتي للتشاور في كل المواضيع وحسمها، في حين أنّ وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب، الذي كلّف بحلّ الأزمة لبنانياً، نعى خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة واجتماعاتها، والتي سقطت بعد جولة واحدة فقط، نتيجة الصراع الداخلي والتصعيد المستمرّ من جانب "حزب الله" وحليفه "تيار المردة" (برئاسة سليمان فرنجية).

ويؤكد مصدر قيادي في "تيار المردة"، وقرداحي محسوب عليه، لـ"العربي الجديد" بالقول "لن نتخلّى عن قرداحي، والمسألة لم تعد سعودية فقط بل لبنانية أيضاً، وننتظر عودة ميقاتي وموقفه من الحلول المطروحة، وتبعاً لها، ستكون لدينا تحركاتنا وردود فعلنا".

تجدر الإشارة إلى أن قضية قرداحي أضيفت إلى لائحة الخلافات المتفاقمة في الفترة الأخيرة بين الرئيس اللبناني ميشال عون وحليفه "حزب الله"، حيث إنّ الأول يريد استقالة قرداحي من مجلس الوزراء باعتبارها خطوة تهدئ وطأة الأزمة، وتفرمل ربما إجراءات مضرة من السعودية وبعض دول الخليج بلبنان اقتصادياً وتجارياً وسياحياً وصناعياً وزراعياً وسياسياً، بينما يدعم "حزب الله" تيار "المردة" وممثله في الحكومة، ويتمسك به، ويضع استقالته مقابل استقالة وزرائه، تماماً كما يفعل في قضية المحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.

بحث

الأكثر قراءة