المرشحة مي أبي عقل عن لائحة الصحافيين المستقلين: لكسر أسوار النقابة وضخ "دم جديد"

التحري | فتات عياد | Monday, November 29, 2021 6:38:42 PM
فتات عياد


فتات عياد - التحري

تشهد المرحلة المتبقية من عمر الفترة التمهيدية لانتخابات "نقابة محرري الصحافة اللبنانية" نهار الأربعاء المقبل انخراطاً لقوى مستقلّة فرضت معركة تفوق في بُعدِها الأهداف الانتخابية، وتتخطاها بغية إعادة هوية النقابة، بعدما جردتها الأحزاب من قوتها، وطوّعتها على حساب الحرية في لبنان، وعلى حساب حق الصحافيين بنقابة ترتقي بهم، لا تكون هي والسلطة، عليهم!

ويتنافس 4 مرشحون عن لائحة الصحافيين المستقلين، هم الصحافيون: مي أبي عقل، يقظان التقي، أنطوني جعجع ونهاد طوباليان. وكما يريدون لنقابتهم تفعيل الأداء النقابي فيها، يركزون على ضرورة فتح الجدول النقابي، في نقابة لا يتجاوز عدد الناخبين فيها الـ909 صحافياً، فيما مئات الصحافيين محرومين من الانتساب لنقابتهم، بما أن الدخول إلى النقابة دونه معوقات سياسية، ما يعيق التغيير من الداخل، ويجعل من خرق لائحة الصحافيين المستقلين، خطوة أولى في طريق الألف ميل للتغيير في النقابة وبث روح الثورة فيها...

وللوقوف أكثر عند أهمية خوض هذه المعركة، والأهداف المنشودة منها، كان لنا حديث مع الصحافية مي أبي عقل، التي تشدد على أن نقابة المحررين كغيرها من النقابات في لبنان، حان دور التغيير فيها.

وتربط أبي عقل بين "عدم تمثيل النقابة لغالبية صحافيي لبنان" وموجة التغيير التي بدأت تطال جميع النقابات اللبنانية، كردة فعل طبيعية على الانهيار الذي تسببت به الطبقة السياسية.

في الإطار، تقول، "نحن في مرحلة تغيير، وهي تشمل كل النقابات فلماذا لا تشمل نقابة المحررين؟"، سيما وأن "التغيير في نقابتنا ضرورة ننشدها منذ زمن بعيد. فالصحافيون كثر منهم لا يعتبرون أنفسهم معنيين حتى في هذه الإنتخابات، ونقابتهم لا تمثلهم، ونصف المحررين على الأقل، غير منتمين للنقابة لأن جدولها مقفل، وحتى عندما يفتح الجدول، يمنع غالبية الصحافيين من الإنتساب إليها قبل أخذ رضا فلان وعلان". وهذا الوضع لم يعد مقبولاً بأي شكل من الأشكال.

نقابة.. لا تمثل الصحافيين!

وهذا الوضع في النقابة، جعلها "بعيدة كل البعد عن الصحافيين وتطلعاتهم ولا تدافع عن حقوقهم، بل أنها تكاد تكون غير موجودة بالنسبة لهم". وهنا تشدد أبي عقل على أن ما أوصل النقابة إلى هذا الوضع الذي يضر بهيبتها وينعكس سلباً على الواقع الصحافي في البلاد، هو "خضوع النقابة نقيباً ومجلساً لأحزاب السلطة ما يكبل العمل النقابي فيها"، وتستشهد "بلائحة السلطة المرشحة للانتخابات لليوم، وهي مكونة من كل الأحزاب من حركة أمل لحزب الله للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب"، وهي لائح "تجمع الأحزاب كافة وبالتالي تمثل مصالحهم وليس الصحافيين والمحررين".

وتعطي مثالاً عن ضعف العمل النقابي والاستهتار بحقوق المحررين، سائلة "أين كانت النقابة منذ أسبوعين عندما طرد موظفو الدايلي ستار عبر بريد إلكتروني، ولم يفتح أحد فمه؟"، و "أين هو الحائط الذي يسند المحررون ظهرهم عليه؟"، مستنتجة أن "هذه النقابة فقدت دورها الوطني، فالصحافيون هم طليعة الوطن ووجهه وهم اليوم غير ممثلين ولا رأي لديهم في كل ما يحصل".

وتُذكِّر أبي عقل بأن الصحافيين اللبنانيين "هم الذين تعلقت مشانقهم عام 1914 في ساحة الشهداء في ظل الاحتلال العثماني، وقتل الصحافي نسيب المتني الذي أشعل الثورة عام 1958". كما أن الصحافة اللبنانية "دفعت ثمن الكلمة بالدماء، فأين حقوق الشهداء جبران تويني وسمير قصير اليوم بنقابة تحمي الصحافيين وتكون رأس حربة في الدفاع عن الحريات؟".

لضخ دم جديد

والهدف الأساسي من مواجهة لائحة الأحزاب هو التغيير من خلال "ضخ دم جديد وإدخال وجوه نظيفة للنقابة، لتزكية هوية جديدة غير تلك التي طبعت الأحزاب بها النقابة عبر تطويعها".

من هنا "نحن، مجموعة صحافيين مستقلين، قررنا أن نكسر تابو فوز لائحة السلطة المعلبة". والمفارقة هي أنه "لو أن مؤيدين لائحتنا في الوسط الصحافي جميعهم منتسبون في النقابة، لكان فوزنا ليكون مدوياً، فالصحافيون المستقلون متعطشون للتغيير انسجاماً مع موجة التغيير التي تطال المستويات كافة في البلاد، ونتمنى أن نتمكن من تمثيلهم".

لاستعادة أدوار النقابة كافة

نسأل أبي عقل عن برنامج عملها الذي ستعمل عليه في حال استطاعت تحقيق الفوز، لتركز على استعادة أدوار نقابة المحررين كافة: الوطني منها والاجتماعي والسياسي.

وترى بأن انطلاقة التغيير الحقيقية في النقابة تبدأ بفتح الجدول النقابة وعلى كل مستحق للدخول للنقابة أن يدخل إليها"، مضيفة "في أي بلد في العالم تجتمع نقابة اصحاب العمل ونقابة العمال وهم المحررين مشكلين جسماً واحداً، لتحددا أسماء المستحقين للدخول في النقابة؟". هذا وتستهزئ من قبول الصحافيين بطريقة تحافظ على التوازن الطائفي، معتبرة أنه من المعيب الاستمرار بواقع كهذا والبقاء أسرى التفكير الطائفي.

وتكرر أبي عقل تشديدها على فتح النقابة لكل مستحقيها لتمثل جميع صحافيي لبنان، سائلة "لماذا هناك 12 ألف طبيب في نقابة الأطباء، فيما 909 صحافياً فقط من المسجلين على جدول نقابة المحررين مستوفون لشروط الانتخاب ومئات المحررين خارج النقابة؟

و"لا يمكن وضع صندوق تعاضد للصحافيين مع مئة صحافي ملتزمين بدفع اشتراكاتهم، فيما البقية لا يتجاوبون لأن لا ثقة لديهم بالنقابة". من هنا "علينا إعادة الثقل للنقابة وفلترة الجدول النقابي، كي لا يدخل الذين لا علاقة لهم بالنقابة بالمحسوبيات، فيما المستحقون تقفل بوجههم أبواب النقابة". فالهدف الأساس هو "كسر الأسوار والجدار الذي يحيط بالنقابة"، من هنا، نعول على خرقنا في هذه الانتخابات، ونوجه دعوة لكل الصحافيين لينتخبونا، سيما وأن النتيجة "بتفرق ع صوت وكل صوت بيعمل فرق".

وتسأل أبي عقل الصحافيين المحزبين "ألا تهمكم مصلحة النقابة ومصلحتكم قبل مصلحة أحزابكم؟"، مناشدة إياهم "التصويت لنا لإيلاء العمل النقابي الأهمية، واستعادة وزن نقابتنا لنعيد لها كلمتها واعتبارها اعتبارها، وننطلق من وحدتنا هذه دون اي اعتبار حزبي سياسي".


بحث

الأكثر قراءة