يقظان التقي: ترشحنا كمستقلين لانتخابات نقابة المحررين هو بمثابة "لا" بوجه لائحة المنظومة!

التحري | فتات عياد | Tuesday, November 30, 2021 12:30:15 PM
فتات عياد


فتات عياد - التحري

ساعات قليلة تفصلنا عن انتخابات نقابة المحررين المقرر إجراؤها غداً الأربعاء 1 كانون الأول، بهدف انتخاب نقيب المحررين ومجلس النقابة. انتخابات أرادتها قوى السلطة رابحة "بلا عرقلة" كسابقاتها، هي التي لم تتوقع أن يطال التغيير نقابة المحررين ذات الجدول المقفل بوجه المنتسبين إليها -إلا ما ندر- فأتتها الـ"لا" من الداخل، بعد رفع 4 صحافيين التحدي وخوض غمار الترشح، رفضاً لواقع العمل الصحافي في البلاد، الذي لا يختلف كثيراَ عن واقع النقابة المدجنة من قبل أحزاب السلطة.

ومرشحو لائحة الصحافيين المستقلين الأربعة هم: يقظان التقي، أنطوني جعجع، نهاد طوباليان ومي أبي عقل. وكان للتحري حديث مع الصحافي الدكتور يقظان التقي، للوقوف أكثر عند الأسباب التي دفعته للترشح، والعناوين العريضة التي يرى فيها مدخلاً للإصلاح في النقابة، سيعمل عليه في حال فوزه.

التغيير يبدأ في الصناديق

ويرى الصحافي الدكتور يقظان تقي الدين، بأن "التغيير ينطلق من عملية التصويت"، أي أن الصحافيين هم الذين سيقررون ما إذا كانوا يتوقون للتغيير". ويلفت إلى أن "ترشيحاتنا أنا وزملائي الثلاثة الآخرين بدأت بشكل فردي قبل أن ننضوي تحت لائحة واحدة، وكان الموضوع رمزياَ في البداية، والمهم اليوم هو أننا تجرأنا على الترشح بوجه لائحة السلطة، وهذه مغامرة بحد ذاتها" ونحن بترشحنا نقول أن هناك صحافيين يشترون حريتهم وكرامتهم ومستقلون عن الأحزاب".

و"نحن أعطينا المعركة بُعداً ديموقراطياً"، والمقصود هو قول كلمة لا للتحالف الحزبي في نقابة المحررين التي تعبر عن لبنان ويجب أن تعطى الكلام كل الكلام سيما في ظل الانهيار، وإن خسرنا فلن تكون نهاية التاريخ، وإن فزنا فسنعمل أولاً على إعادة فتح الجدول النقابي، لإتاحة فرص التغيير والإصلاح للجيل الجديد، سيما وأنّ الإصلاح تدريجي، وهو لا يحصل في ليلة وضحاها.

ولا ينكر تقي الدين أنه "أزعجنا ترشح لائحة السلطة واعتمادها على الفوز بالتزكية"، سائلاً "لماذا لا تكون سيدة نقيبة للمحررين في لبنان؟ والزميلة مي أبي عقل كادت تخرق في انتخابات الدورة الماضية ونحن نعول اليوم على كل صوت يطمح للاصلاح في النقابة، ويريدها رأس حربة في مواجهة الازمات في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان.
ونحن نملك هذا الترشح المستقل، لرفض هذا الواقع، لننطلق بالإصلاح النقابي التدريجي بالعناصر المتاحة والمتوفرة بين أيدينا، لرفض محاولات عسكرة نقابة المحررين وإعادة تفعيل أدوارها السياسية والأخلاقية والاجتماعية على السواء.

مراجعة ونقد ذاتي

وهذا الترشح أبعد من الاستحقاق الانتخابي بحد ذاته، يضيف يقظان، قائلا "هناك سؤال جوهري بات علينا كصحافيين طرحه، وهو، ألم يحن بعد وقت المراجعة والنقد الذاتي؟".
في السياق، يشير إلى أنه فيما كل شيء ينهار في لبنان، فإن "كل الحق حاطينو عالطبقة السياسية"، سائلاً "أليس الإعلام مسؤولاً أيضاً؟ وألا يجب أن نقوم بمراجعة نقدية نحن الصحافيين؟ سيّما بعد الدرك الذي وصلت إليه البلاد وبعد الفقر الذي أصاب غالبية السكان، حتى باتت أفقر شريحة اليوم هي فئة العاملين في الصحافة والإعلام؟".

ويطرح تساؤلاً آخر، قائلاً "من الذي يصنع الآخر في لبنان؟ السياسي أم الصحافي؟"، مجيباً "الصحافي هو الذي يصنع السياسي ومن هنا يجب ان يتحمل الصحافيون المسؤولية في ظل المعركة الوجودية التي تمر بها بلاد الأرز" إذ "لا يسعنا الاستمرار بنهج يحصر نقابة المحررين بالأمور الاجتماعية والعلاقات العامة، هي التي لطالما كانت فاعلا اساسيا على الساحة اللبنانية، وعلى ارتباط وتشبيك مع المجتمع المدني والجامعات والمجتمعين العربي والدولي.

هنا، وإذ يعول على استعادة النقابة لمسؤولياتها الأخلاقية السياسية والاجتماعية، يستذكر النقيب ملحم كرم "ذي الكاريزما والهيبة" الذي "كان يستقبله الملوك" مترحما على تلك الأيام، متأسفاً كيف أصبحت العملية الانتخابية "بالوراثة".

ويفضل تقي الدين "العمل على الأرض وبالأدوات المتاحة عوض إطلاق الأوهام والشعارات الرنانة، فنحن لن ندخل على الناس بشعارات بنتائج غير مضمونة، بل نفضل قول ما نحن متأكدون من قدرتنا على تنفيذه. ومن أبرز الاصلاحات التي سنسعى لإطلاقها "فتح الجدول النقابي للمنتسبين الجدد ووقف الاستنسابية في العملية، والتي ينتج عنها الطلب من المنتسبين، الولاء للنقيب وانتخابه بالوراثة"، وكذلك "وقف التساهل بقبول الطلبات المدعومة سياسياً، غير المستحقة مهنياً".

من جهة أخرى، يلفت إلى "الإصلاحات في العملية الانتخابية نفسها، فالجسم الصحافي في الخارج محروم من المشاركة بالتصويت عن بعد، وهي أيضا مشكلة وجب حلّها".

وكذلك، يجب علينا استعادة علاقاتنا مع محيطنا العربي، بعد أن اصبحنا في عزلة شبه تامة، من خلال استعادة هيبة النقابة وعلاقاتها ومكانتها العربية. ويعطي مثالا عن تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي، والتي كان يمكن الرد عليها "ليس بباينات حادة تأنيبية، لكن عبر بيان ديبلوماسي يؤكد على تمسك لبنان بعلاقاته مع الاعلاميين العرب، فنصف شبابنا يعملون في المواقع الخليجية ومقدمة دستورنا تشير إلى عمقنا العربي ما يحتم علينا الإبقاء على العلاقات الطيبة مع الخليج لا العكس.

ويختم حديثه قائلا "مش مهم المنصب والكرسي"، فنحن وصلنا إلى هنا نتيجة التمسك بالكرسي"، مضيفاً "لقد نجحنا في تسجيل موقف نرفض فيه الفوز بالتزكية والوراثة، أما هدفنا في حال الفوز فرفض الدور المحدود للنقابة، وجعلها تواكب التحديات الراهنة التي تعصف في لبنان.

بحث

الأكثر قراءة