ترّهات "حرب الهاشتاغ" بين الجيوش الوهمية للوطني الحر وأمل: انتخبونا "الحق عالفريق الآخر"!

انتخابات ٢٠٢٢ | مريم مجدولين اللحام | Monday, December 20, 2021 10:36:57 AM
مريم مجدولين اللحام


مريم مجدولين اللحام - التحري

في حمأة الضجيج الأخرق الذي يعلو صخبُه كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية، استعرّت نهاية الأسبوع المنصرف، معارك مفصليّة "تغريدية" على أسوار العهد اللبناني، بين هيئة العمليات الحربيّة لحركة أمل وقادة الجيش الإلكتروني للتيار الوطني الحر على خلفية تصريح وزير المال الهارب من العدالة في ملف تفجير مرفأ بيروت، علي حسن خليل، ضد التيار في ما يكاد يكون أكبر عمليات استنزاف بشرية للمسلحين "بالكيبورد" من الفريقين.

ومع تراجع جدوى تدخل حزب الله في ضربات التحالف انهارت بعض التحصينات الدفاعية الرئيسية لكلا "الأخوين" إثر هجمات مزدوجة تصدر فيها هاشتاغي "#مش _نبيه" و "# جنرال _جهنّم" لأكثر من 48 ساعة لائحة المواجهات، حيث بدت القوات الخضراء في مأزق حقيقي، وهو ما جعلها تدفع بقادة الصف الأول إلى الخطوط الأمامية للمعركة من أجل ردع الهجمات التيارية الأورونجية الانتحارية.

وعلى الرغم من الضربة التي خلّفها سقوط الفريقين في مستنقع الشرخ والفضائح، والأثر المتوقع لذلك على مجريات المعركة الانتخابية القادمة بعد أشهر، إلا أن هذه التضحيات لن تزيد أبطال الأحزاب إلا عزماً على مواصلة الدرب حتى تحقيق كامل الأهداف الوطنية المنشودة المتمثلة في شد العصب الانتخابي واستعادة الكراسي النيابية.

كل ذلك حتى لو بانت جميع الشروخ المبتذلة، والمكبوتة، التي تطفح بين حين وآخر، على تفاهتها المُدهشة، وسط صمت ايجابي لحزب الله ودونما أدنى محاولة لتدارك الموقف الذي يفضح إلى العلن فساد غطائيه وحمايته غير المشروطة لهما... وبعد صولات وجولات باسلة في ميادين "تويتر" كشفت عن مجرور من انجازات حليفيه، متى سيدرك الشعب أن وجود الميليشيا نابع من فساد المافيا؟!

إحساس الخذلان والاشمئزاز والقرف الذي انتاب كثيرين، وهم يراقبون سخافة وحماقة وسائل إعلام الطرفين، تلفزيون "أن بي أن" وموقع "تيار.أورغ"، وهما يتنافسان على تعداد الشتّامين المغردين تحت هاشتاغي "جنرال جهنم" و"مش نبيه" ويتسابقان فيما بينهما على ركاكة المرتبة الأولى بين الأكثرية الوهمية التي يشترونها في الترند... وشعور الخيبة عند تصفّح الصور "التويترية" المُرفقة بفضائح تكشف انحداراً سياسياً في التعاطي بين المشرّعين والوزراء "الخضر والأورونجيين"... ما عاد يتعلّق فقط بحدوثها في زمن الانتحارات اليومية للشباب والعُجّز ولا بكونها تحدث في زمن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والتدهور الاقتصادي غير المسبوق، بل يتصل بشكل أساسي بأن القضاء غائب عن تلك التفاصيل وأنه لا محاسبة تُذكر للطرفين، تحت إملاءات رعاتهما الإقليميين وإرادتهما. وأن ما يقومان به من تراشق للتهم، يفيدهما بين مغسولي الأدمغة أتباعهما، حتى وإن ضحّيا مقابل ذلك بهيبتهما، وبسرديتهما المثيرة للسخرية عن حبهم للوطن وعن محاولتهما المستمرة بناءه بين "الما خلّونا" و"المحروميّة".

يعرف التيار والحركة أنّ مبادئ "لوم الآخر" لم تزل هي الحاكمة وهي التي تُترجم لصالحهما في صناديق الاقتراع، فآثرا الرجوع إليها؛ على الرغم من أنّهما لم ينفصلا عنها فعلياً بل طمراها في رحاب تقسيم المغانم، ولم يزعما ذلك، بل ظلّا وفيّان لها، وإن جمعتهما عباءة الحليف الواحد "حزب الله"، كما وإن أشهرا توافقاً على العودة إليه في أساسيات ملفات الحكم.

غير أنّ المهووسين بالوفاق الوطني الزائف ظنّوا أنّ وجود الحزب كجامع وطنيّ بين الفريقين، مقدّمة لتوحيد الدولة، على الرغم من أنّها من مظاهر "مصلحية" للسيطرة على الحكم لا أكثر. تماماً كمشهدية لوم التيار الوطني الحر لحركة أمل كراع للفساد، ولوم حركة أمل لحكم عون على أنه أساس الوصول إلى جهنمهم الحالي. مشهدية متفق عليها في الكواليس ككل أزمان الانتخابات السابقة، حتى وإن شعر الغالبية بأن زائفة فضح تقرّحات الحركتين السياسيتين المتلطيتين خلف حماية السلاح لهما، هو ما كان ينبغي أن يكون عليه الأمر أصلاً منذ البداية، هكذا بكل شفافية ووضوح، إلا أن الحقيقة تكمن في أن بري وعون قد بالغا في مسرحية التعاون، ومظاهر العهد القوي برئاستيه، حتى جاءت ساعة التحضير للانتخابات.

بالمحصلة، لا لغز وراء عودة مشاحنات بري-عون، إلّا في أذهان من لم يتعوّد حتى الساعة أن هذه المسرحيات "عدة الشغل الانتخابي" التي تتجاهل الأزمة الاقتصادية الحالية التي تمرّ بها الليرة اللبنانية، والمشاكل الاقتصادية التي يتعرّض لها لبنان، وتتسلى بمعارك مدفوعة الأجر لضرورة تقليم أجنحة القوى التغييرية، وإعادتها إلى موضع اللاتمثيل "لأن البعبع في الفريق الآخر" لا في "كلن يعني كلن".

بحث

الأكثر قراءة