باسيل أجبن من أن يواجه حزب الله، ونصرالله لباسيل "قدّم أوراق الطاعة أولاً"!

التحري | مريم مجدولين اللحام | Tuesday, January 4, 2022 12:13:11 AM
مريم مجدولين اللحام


مريم مجدولين اللحام - التحري
كاريكاتير - وليد شهاب

هكذا وجد التيار الوطني الحر نفسه أمام خطر العودة إلى مربع التهميش الأول، إلى اللاتمثيل المسيحي، وهو تخوّف مشروع بعد انقضاء عهد اتصف بالفشل. فلا شيء في الأفق يضمن الانتخابات المقبلة لصالحه، وليس هناك أي مؤشرات لتغير الأوضاع أو تبدّلها في آخر أيام ثنائية الحُكم بما يضمن توفير الظروف اللازمة لاستمرار "اتفاق مار مخايل"... ذلك الذي غض النبيه "بري البصر عنه" لما فيه من مصلحة "توغّل للطائفة" ولعبت فيه حركة أمل دور "الفيتو" المعرقِل والمتنفس "الملعوب" الذي يتنصل الحزب فيه من التزاماته مع التيار.

هكذا وجد التيار الوطني الحر نفسه "لعبة" يتقاذفها الحليف المُسلّح، وذلك الذي يترأس التيار، أجبن من أن يواجه حزب الله وما يشكله من ميليشيا مُعرقلة لمسار التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، مُعرقلة لانعقاد جلسات مجلس الوزراء، مُعرقلة للعلاقات مع البلدان العربية، مُعرقلة لعمل الوزارات، مُعرقلة لمفاهيم أساسية، أهمها الحياد والسيادة... تاركاً السلاح خلفه، محارباً باسلاً "بالنّقيفة" على عين التينة من باب الفساد. الفساد المشترك بين الطرفين المتصارعين أيهما أجدر بحماية الحزب من الآخر، وأيهما أقل تلطيخاً بالمحاصصة والمحسوبية والزبائنية والاستحواذ.

وفي اطلالته الأخيرة إعتبر النائب جبران باسيل أنّ بنوداً ثلاث بقيت دون تنفيذ من اتّفاق الطائف وهي إلغاء الطائفية، مجلس شيوخ واللامركزية... عرض مشبوه وناقص، تناسى خلاله رئيس التيار الوطني الحر أنّ أهمّ عنوان سيادي في اتّفاق الطائف هو "بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية" وأنّ بنده الأوّل هو "الإعلان عن حلّ جميع المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم أسلحتها إلى الدولة اللبنانية خلال ستة أشهر تبدأ بعد التصديق على وثيقة الوفاق الوطني وانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، وإقرار الإصلاحات السياسية بصورة دستورية".

عدم تطرّق باسيل لبقاء بند جمع سلاح الميليشيات دون تطبيق ليس سوى دليل واضح عن إصرار "التيار" على مواصلة تغطية سلاح الحزب، بعيداً عن أيّ تراشق شكلي على المنابر يطاول "الكنّة" لتسمع "الجارة".

بطولات بطعم الجرأة المزيّفة، يلملم فيها شتات جمهوره برمي السهام باتجاه معاكس نحو "العدو النوستالجي الممثل بالقوات اللبنانية" من جهة ونحو توأم الحليف "نبيه بري" من جهة أخرى، علّه يصيب من مآرب التضرّع لسوريا الأسد ومحورها الولائي هدفاً.


فالتوافق على اسمه رئيساً يبدأ "شرقاً" وينتهي عند، من وضع نفسه رهن تصرّفه، اي أمين عام حزب الله حسن نصرالله، الذي اختار في رسائله المبطنة اليوم، إرجاء حديثه عن الداخل بالتفصيل، وأعاد النظر في ملف التيار، عبر "فاتورة" مُسبقة الدفع في تهشيم العلاقات مع السعودية وأميركا.

رد على لسان نصرلله جاء أعنف من رد المعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل، لا بل أكثر واقعية وضع باسيل والرئيس في مواجهة مباشرة مع الخليج العربي والسعودية تحديداً وفي موقف محرج مع السفارة الأميركية أو بكلام آخر "قدّم أوراق الطاعة أولاً"... لا يكفي أن تكون معاقباً دولياً, الثمن أغلى، وبديلك موجود وجاهز في فرنجية، لا بل مطابق للمواصفات والتوافق!

غير أنه وبالمحصلة، من الواضح أن المصلحة الفئوية الضيقة ومتلازمة سيد القصر، التي تحكم هذا الرجل باتت ثقلاً على اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً، وأمام استعادة استقلال لبنان من الإحتلال الإيراني. والأصح أن... "الضرب بالميت حرام"

بحث

الأكثر قراءة