مشروع إنسان: مركز ثقافي في ببين العكارية بهمة شبابية

قوى تغييرية | | Thursday, January 6, 2022 10:52:27 PM


ناديا فارس البويضاني - التحري

لطالما كانت عكّار منسيّة من حسابات الساسة والحواضن الاجتماعية والمراكز الجامعة التي تلبّي حاجات الشباب والشابات وطموحات الأهالي. من هنا وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها لبنان اليوم، على وجه العموم، والشمال على وجه الخصوص، ولدت فكرة مشروع انسان التي تتلخص بـ"مساحة آمنة جامعة" ومجهزة بكل ما تحتاجه الفئة الشبابية من تقنيات صوتية وصورية وقاعة للمحاضرات وكل ما يحتاجه الشخص لتنظيم الفعاليات والمبادرات للرواد من أبناء المنطقة، كل ذلك "من الناس وإلى الناس" بعيداً عن الأحزاب السياسية والتمويلات التي تندرج تحت إطار الزبائنية.

فعكار اليوم تعاني ما يعاني منه لبنان، من شبه انعدام لوجود التيار الكهربائي، وشبكات الانترنت، ما شكلّ صعوبات عدّة أثرت بشكل مباشر سواء على تلاميذ المدارس او طلاب الجامعات، وعليه كان لا بدّ من حل لمساعدتهم، ولو بشكلٍ بسيط أو حتى بإمكانيات بسيطة.

يقول" محمد الزين" صاحب فكرة مشروع " انسان" أن هذه الفكرة ليست فكرته وحده، بل هي مجموعة عصارات لأفكار عدّة اشخاص تحوّلت لمبادرة ناجحة وهادفة للتماسك المنشود.

بدأ هذا المشروع ببوست نشره الزين على الفايسبوك، فلاقت ترحيباً كبيراً بين الناس أنفسهم، وذلك دون أية اعلانات أو أي مجهودٍ يُذكر. وتم تمويل هذا المركز من الناس أنفسهم، دون أي مساعدات من جهات حكوميّة، أو سياسية، بتكلفة وقدرها ٦٠ مليون ليرة لبنانية، حيث تمّ تقسيم التكلفة إلى مجموعة أسهم، بلغ قيمة السهم الواحد منها ١٠٠ الف ليرة فقط، وأكبر مبلغ تم الحصول عليه من شخص واحد بلغ خمسة ملايين.

إفتتح هذا المركز أبوابه يوم السبت في الأول من شهر كانون الثاني لهذا العام، بحضور فعاليات اجتماعية وناشطين في الشأن العام. ويتألف هذا المركز من اقسامٍ متنوعة، أولها قاعة المحاضرات والندوات التي يمكن لأي شخص أو مجموعات أشخاص استخدامها لأغراض علميّة، ثقافيّة، اجتماعيّة، كما يوجد غرفة إعلام تضمّ كلّ المعدات الإعلامية وأجهزة التصوير باهظة الثمن التي تسمح لكل طلاب الإعلام او الهواة منهم أن يستخدموها لصناعة محتوى علميّ توعييّ، او محتوى خاص بهم.
بالإضافة إلى غرفة دراسة هادئة ومريحة، لتهيئة جو مناسب للطلاب، كما يمكنهم الاستفادة من المكتبة الضخمة التي تضمّ مئات الكتب المتنوعة.

واللافت للنظر ان هذا المركز يضم سريرين، وذلك للطلاب الذين يقطنون بعيداً عن جامعتهم، ليقضوا ليلة في هذا المركز قبل الذهاب لامتحاناتهم في اليوم التالي.

هكذا كانت بداية " إنسان" بهمة الشباب والشابات ولهم.

بحث

الأكثر قراءة