"الموت لولاية الفقيه".. بين حرق تمثال قاسم سليماني في إيران ورفعه في لبنان

التحري | فتات عياد | Saturday, January 8, 2022 12:57:31 PM
فتات عياد


كاريكاتور- وليد شهاب

يبدو أنّ اللبنانيين من فئة مناهضي الهيمنة الإيرانية على لبنان، والذين يجابهون تحويله إلى منصة لاستعراض تماثيل ولافتات وصور جنرالات إيرانية كانت لها اليد الطولى في ضم بيروت للمدن العربية الأربعة "المدمرة" بسبب هيمنة إيران عليها، ليسوا وحدهم من يرفضون رفع صور قاسم سليماني على أرضهم، إذ أنّ الإيرانيين أنفسهم، والكثيرون منهم يمقتون قائد فيلق القدس في الحرس الثوري حتى بعد موته، وهذا ما ترجم بحرق تمثاله في مدينة شهركرد الإيرانية.

وبعد ساعات على تشييده، أضرم مجهولون النيران، مساء الأربعاء الفائت في مجسم لقاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية في كانون الثاني 2020، وسط إيران. وتعليقاً على الحادثة، وصف محمد علي نيكونام، ممثل المرشد علي خامنئي، اليوم الخميس، ما حدث بأنه أشبه بـ "إحراق منزل الإمام علي"، واصفا تلك الخطوة بـ "ذروة الغباء"، وهو كلام لا يدلّ سوى على الطريقة التي يمجد فيها الإيرانيون قاداتهم، لتبرير سياسة إيران الخارجية، ولو سفكت المزيد من الدماء من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن.

وتمثال سليماني، الذي يبلغ ارتفاعه 6 أمتار، كلف 150 مليون تومان، فيما يعاني آلاف الإيرانيين أزمة معيشية، وتدهورا في أوضاعهم الاقتصادية.

ليست المرة الأولى...

ومشهد حرق تماثيل قائد فيلق القدس تكرر مرارا في السابق. ففي أغسطس الماضي(2021) أحرق شبان إيرانيون تمثالا لسليماني وهتفوا ضده في منطقة ياسوج وسط البلاد.

ويتهم قسم من الإيرانيين القيادي الإيراني بالسيطرة على السياسة الخارجية للبلاد. كما يتهمونه والحرس الثوري بتبديد أموال الدولة على الميليشيات في الخارج، بدل إطعام الشعب، والنظر في أحواله، وقد رفعت مرار شعارات في هذا السياق خلال تظاهرات متفرقة شهدتها بعض أنحاء البلاد سابقا.

على حساب السيادة اللبنانية...

كما لم تقتصر حرق صور ولافتات سليماني على إيران بل وصلت إلى دول ينشط فيها الحرس الثوري أبرزها العراق وسوريا ولبنان وسط اتهامات لطهران بنشر الدمار والفوضى بالمنطقة.

وإذا كان الإيرانيون في إيران يعانون من الفقر على حساب سياسة التوسع والتغلغل العسكري والسياسي لإيران في الشرق الأوسط، وحروبها بالوكالة عبر أجنحتها العسكرية ومن بينهم حزب الله اللبناني، فإنّ اللبنانيين في لبنان، وبمن فيهم الغالبية الساحقة من بيئة حزب الله نفسه، يئنون من الجوع والذل وسط انهيار اقتصادي غير مسبوق، فيما يسخّر حزب الله الدولة اللبنانية كورقة هشة في متناول إيران في المفاوضات النووية.

وصور سليماني في إيران قد يكرهها البعض ويمقتها وهذا أمر مبرر ومفهوم مع نظام استبدادي قمعي يبدي التمدد الإيراني في الخارج والإنفاق على السلاح النووي، على اقتصاد الشعب وتطوره، لكن يبقى سليماني إيرانيّ الهوية، ويبقى رفع مجسم له في لبنان أشدّ خذياً بحق اللبنانيين الأحرار، والسيادة اللبنانية.

بحث

الأكثر قراءة