النادي العلماني في الأشرفية: شباب وشابات بيروت يتنظمون ضد النظام والمنظومة

قوى تغييرية | فتات عياد | Monday, January 10, 2022 7:09:21 PM
فتات عياد


إذا كانت الأشرفية-الرميل-الكرنتينا، أكثر المناطق تضرراً من انفجار مرفأ بيروت، فإنّ سخط شبان وشابات المنطقة، الذي ما مات بس شاف الموت بعيونوا" يوم 4 آب 2020، لا بدّ له أن يترجم ضد المنظومة الحاكمة بأحزابها، وضد النظام الطائفي الذي كرّست زبائنيته الجريمة وسياسة الإفلات من العدالة في آن.
والمنطقة التي صرخ شبانها "الشعب يريد إسقاط النظام" إبّان ثورة 17 تشرين، ها هم اليوم "يتنظمون" ويؤسسون "النادي العلماني في الأشرفية".

والنادي العلماني في الأشرفية هو تكملة لمشاريع الأندية العلمانية بالمناطق، المرتبطة جميعها بشبكة مدى، والتي تضم شباناً وشابات آمنوا بالعلمانية كنظام بديل عن النظام الطائفي اللبناني.

وأظهرت الثورة ذهنية جديدة تبحث عن مشروع علماني، بديل عن الذهنية الطائفية السياسية، ما يعزز فرص النادي العلماني في الأشرفية، ليستقطب شباب المنطقة الذين سئموا أحزاب المنظومة "كلا يعني كلا"!


معركة ثلاثية

وفي حديث للتحري، تقول ماريان توما، وهي عضو مؤسس في النادي العلماني في الأشرفية "نرى بالعلمانية بديلا عن المنظومة لأن العلمانية تضمن حقوق الانسان بغض النظر عن طائفته أو انتمائه السياسي".

والنادي العلماني في الأشرفية يضم 3 مبادئ أساسية، مترابطة فيما بينها لكسر المنظومة وهي "العلمانية، النسوية والعدالة الاجتماعية"، تضيف توما.

فالعلمانية وحدها لا تكفي مع نظام أبوي وطائفي كالنظام اللبناني، حيث الأبوية تتقوى بالطائفية والعكس صحيح.
في السياق، تعطي مثالاً عن النظام الأبوي الذكوري الذي "يحرم المرأة اللبنانية حقها بمنح جنسيتها لأولادها، وهو حق بديهي تحرم منه آلاف اللبنانيات، فيما كلما طرح لهذا الحق يوضع على طاولة النقاش السياسية، لا يعالج إلا من منطلق تسوية طائفية".
وفي مثال آخر تغيب عنه العدالة الاجتماعية، تشير إلى "العنصرية ضد العمال الاجانب في لبنان"، مستنتجة أن تحسين ظروف معيشة السكان فيه، جميعهم، لا تتحقق إلا عبر توحدنا حول العلمانية والنسوية والعدالة الاجتماعية وإلغاء التمييز بكافة أشكاله".

الأشرفية... المنكوبة

والأشرفية، وهي منطقة بيروتية لطالما اشتهرت بطابعها العمراني التراثي جنباً إلى جنب مع الاستثمارات والنهضة العمرانية كأكثر مناطق بيروت المركزية حيوية، استفاق أهلها فجأة على نكبة حوّلتها إلى مدينة أشباح في الليل ومدينة حزن نهاراً.
وتضررت مباني الاشرفية ومتاجرها وأحياؤها وأبنيتها التراثية يوم انفجار مرفأ بيروت، فيما دبّ الذعر بين سكانها، الذين انقسموا بين ضحية وجريح ومشرد بلا مأوى، وشاهد حي على الجريمة...
في السياق، تعلّق توما بالقول "هناك غضب كبير على ما حلّ ببيروت نتيجة انفجار 4 آب، غضب لا بدّ له أن يترجم بإطار يؤدي لتغيير فعلي يقتص ممن تسببوا لنا بكل هذا الألم، ومن هنا تنظّمنا، والتنظيم السياسي ضرورة في هذه المعركة توصلاً لبديل عن النظام والمنظومة".

شبكات أمان اجتماعي

وفي أوج الانهيار اللبناني اقتصاديا ومعيشيا وعلى كافة الأصعدة، تلفت إلى أنه "نواجه المنظومة، لكننا في المقابل نهتم بدعم مقومات الصمود للمجتمع البيروتي، عبر بناء شبكات أمان اجتماعي، وتعزيز روح التضامن سيما بعد انفجار بيروت وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والتي فاقمت من سيناريو الانهيار اللبناني في بيروت تحديدا.

ففي وقت كرست فيه الأحزاب اللبنانية ثقافة الزيائنية "نحتاج أن نصنع بديلا قوامه التضامن الاجتماعي بوجه إمعان الأحزاب في إفقار الناس وجعلها مرهونة بنظام الزبائنية".

ولن يكون دورنا تثقيفياً توعوياً وحسب، تضيف توما فالدور التثقيفي يقابله "المبادرة والفعل سواء عبر تحركات على الأرض وغيرها من أساليب المواجهة، وفق مقتضيات المرحلة واستحقاقاتها".

نوادي بيروت العلمانية...

وعما اذا كان هناك تنسيق مع النادي العلماني في رأس بيروت، كنوادي بيروت العلمانية، تشدد على أنّ "التنسيق كبير جدا"، فـ"التغيير على صعيد بيروت يتطلب اعلى درجات التنسيق سواء في استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة، او أي مواجهة أخرى مع المنظومة في معركتنا ضدها".


وحظيت الأشرفية عام 2018 بنسبة اقتراع 33% وهي الأدنى بين الدوائر الانتخابية جميعها، فيما وقفت لائحة "بيروت مدينتي" بوجه تحالف الاحزاب في الانتخابات البلدية ما عكس الروح التغييرية لأهالي بيروت، والتي قد تلقى لها صدى مدوياً في الانتخابات النيابية المقبلة ليس من باب المحاسبة على الانهيار وحسب، بل من باب الانتقام من منظومة قاتلة، تفاديا لاستمرار الجريمة بحق هذه المدينة وأهلها..

بحث

الأكثر قراءة