خاص التحري- هلع وخوف وبكاء: "مدرسة راهبات الصليب- Val Père Jacques" تجبر الطلاب على الحضور "كرهائن ضغط" بالرغم من إضراب الأساتذة!

التحري | مريم مجدولين اللحام | Monday, January 17, 2022 1:13:16 PM
مريم مجدولين اللحام


مريم مجدولين اللحام

هلع وخوف وبكاء في باحة مدرسة "راهبات الصليب- Val Père Jacques" بقنايا-جل الديب، وصرخة طفل تختصر كل شيء "بدي أهلي... أنا خيفان هون وحدي"، إذ لم تعد المدارس في لبنان مصدر أمان للطلاب، أقله تلك التي تستدعي طلابها للحضور نكاية بالأساتذة، فلا يحضر الأساتذة على وقع إضراباتهم جراء تدني قيمة رواتبهم ورفض إدارات المدارس زيادتها، فـ"بتطلع الفشة براس الأهالي والطلاب"، وفق ما كشفته إحدى الأمهات التي رفعت الصوت عبر التحري. وما هذه المدرسة الخاصة إلا نموذج عن حال العام الدراسي 2021-2022...

وما يفاقم من ذنب الإدارة في عيون الأهل، هو أنّ امتناع الأساتذة عن الحضور لم يكن أمراً غير متوقع بالنسبة لإدارة المدرسة. ومع هذا، اختارت الإدارة أسلوب فرض الحضور على الاساتذة عبر بيان كتب ونشر بتاريخ يوم أمس الأحد، وتم توزيعه على الأهالي، فندت فيه المدرسة أسباب عدم رفعها لرواتب الاساتذة، لتلحقه بعدها ببيان خطي من رئيسة المدرسة، تؤكد فيه أن لا إضراب اليوم، مع وجوب إحضار الأهالي لأولادهم.

فوضى عارمة

وهذان البيانان وحرص الأهالي على تعليم أولادهم -سيما مع تكرر الإضرابات في عام دراسي "منحوس" منذ بدايته، تسببا بحضور الطلاب إن عبر إيصال الأهالي لأولادهم بأنفسهم، وإن عبر إرسالهم بالباصات، على أساس أنه يوم دراسي طبيعي، لتحصل فوضى غير مسبوقة ويترك الأطفال الذين أتوا بالباصات وحدهم يبكون في الخارج، ينادون أهلهم ولا يجدونهم، فيما الراهبات في داخل المدرسة، وغياب تام للأساتذة، الذين قالوا كلمتهم، وتمنعوا عن الحضور، رغماً عن بيانات المدرسة.

وفي حديثها لـ"التحري"، تصف والدة أحد الطلاب الوضع بالمأساوي، قائلة "شي بيبكي، أنا وصّلت ابني عالمدرسة واكتشفت الموضوع ورجعت أخدته معي... بس شو بيعملوا بقية الطلاب يللي إجوا بالباصات؟"، مضيفة "الأهل هون كلو عم ياخد ولادو هو وعم يكفر... شو ذنب ولادنا تطلع الفشّة براسن"، مستغربة "تأكيد الإدارة مرتين على حضور أولادنا"، واضعة "أمانهم النفسي والجسدي في رقبتهم"، فنحن "نريد لأولادنا التعلم بلا شك، لكننا لا نقبل أخذهم رهينة لصراعات الإدارة والأساتذة".

وأخطر ما في الموضوع هو أن هذه المدرسة ربما ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في مخاطرتها بجلب الطلاب، والمجازفة بوضع أطفال خارج حرم المدرسة يبكون بانتظار أهاليهم، بعدما بات مصير العام الدراسي برمته مهدداً، وباتت طريق المدرسة، معبّدة بشوك الأزمة الاقتصادية المستفحلة!

وفيما يلي رد من مدرسة Val Père Jacques على المقال

http://www.altaharri.com/news/548740

بحث

الأكثر قراءة