فضيحة – بدل "الدولار الطلابي": هبة من "الريجي" بمليون دولار لغالبية أهالي "المتعثرين" من أتباع "حركة أمل" والمعلّقون "أين حق المزارعين"؟!

التحري | فتات عياد | Thursday, January 20, 2022 10:26:47 AM
فتات عياد


فتات عياد - التحري

في أوج الأزمة الإقتصادية المستفحلة، وفيما كل القطاعات الحكومية في لبنان تشكو شحاً في ميزانيتها وتمويلها، ما انعكس رداءة في خدماتها، "رشحت" إدارة حصر التبغ والتنباك الريجي "مليون دولار فريش"، ليس لدعم المزارعين في هذه الضائقة بل، لإسكات أهالي الطلاب اللبنانيين المتعثرين عن إرسال أموالهم المُحتجزة في المصارف إلى الخارج ضمن قضية "الدولار الطلابي". ليس ذلك فحسب، بل من يطلع على الأسامي يجد أن غالبيتهم (أي المحظيين الذين ربحوا مبلغ المساعدة) إما مناصرين لـ"حركة أمل" أو قدموا طلبهم بإيعاز من الحركة!

في السياق، يكشف أحد الطلاب في حديث للتحري عن "استنسابية فاضحة في هذا الملف"، مناشداً وزارة التربية "التدخل لمزيد من الشفافية".

وتم الاعلان عن الهبة خلال اجتماع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب ووزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي. حيث أعلن بو حبيب عن "صدور مرسوم قبول مبلغ 800 ألف دولار للمرحلة الأولى، على أن يصدر مرسوم باقي الهبة لاحقاً".

ومن يقوم بقراءة سريعة لأسماء الطلاب "المحظيين" بالمنحة، يكتشف سريعاً أنها لا تعدو كونها "محفزات حزبية"، كادت لتحصر بطلاب الطائفة الشيعية، لولا دس بعض الأسماء لطلاب من طوائف أخرى، بالكاد يشكلون 20%، بغية تمويهها أو ربما "حفظاً لماء الوجه".

اختباء وراء "آلية اختيار ملفات الطلاب"

وللتخفيف من آثار هكذا "فضيحة" بنكهة الزبائنية المعتادة، نوّه بو حبيب أمس إلى أنه "تولت وزارة الخارجية والمغتربين، ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وضع آلية شفافة وواضحة لاختيار ملفات الطلاب الأكثر حاجة".

هكذا استترت الوزارة خلف ما أسمته "آلية اختيار ملفات الطلاب"، ويا لها من صدف، أن تُمنح هبة من الريجي المحسوبة على رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل، نبيه بري، إلى طلاب بغالبيتهم من الشيعة، وعائلاتهم بغالبيتها من ضمن بيئة الحركة. ويا "محاسن الصدف"!

وبعد تلقي الطلبات "على مدى 15 يوماً" تمت الموافقة على توزيع مبلغ 800 الف دولار على 890 طالباً، استوفوا الشروط الموضوعة. على أن "يحصل كل طالب بالتساوي، بعد تحويل المبالغ إلى السفارات اللبنانية في الخارج على مبلغ قدره 898 دولاراً عن طريق البعثات الديبلوماسية التي يتبع لها الطلاب".

في السياق، يسأل أحد الطلاب في إحدى جامعات روسيا عبر التحري، "لماذا لم يتم الإعلان عن تقديم الطلبات دون مهلة تخولنا التقديم"، مشككاً بـ"مهلة الـ15 يوماً"، وكاشفاً في الوقت نفسه أنه "لم نعلم أنا وكثيرون من رفاقي بالمنحة إلا قبل انتهاء مهلة تقديم الطلبات بثلاثة أيام فقط"، مرجحاً أن يكون "الإعلان عن الطلبات وزع بكثافة قبل مدة على شعب حركة أمل الجامعية، ثم وزع على بقية الطلبة، ما يقلص من فرص الآخرين بالتقديم بطبيعة الحال".

ويعلق على لائحة الطلاب المستفيدين من الهبة، بالقول "الأسماء تركبت تركيب"، و"كثيرون هنا في روسيا مستوفون للشروط رفضتهم المنحة"، مستبعداً أن يكون "هناك دفعة ثانية من المستفيدين، وما هذا الإعلان إلا إبرة بنج لبقيتنا".

وعن تلك الشروط يسأل "وفق أي معايير تم قبول هذه الطلبات، ولماذا لم يكن اختيار الطلاب محصوراً بوزارة التربية؟"، وإذا كانت "العلامات الجامعية هي المعيار، فمعظمنا لم يجري امتحاناته بعد"، وإذا كان وفق "الطلاب الأكثر حاجة، فبعضنا هنا يعيش بمبلغ 1000 دولار في الشهر ومتمكن وأهله من مسؤولي حركة أمل، واستفاد من المنحة، فيما هناك طلاب حالتهم مزرية وبالكاد يعيشون بمئة دولار في الشهر، وتم رفض طلباتهم".


استياء عارم

وهذا الخبر الذي سرعان ما انتشر في أوساط الطلاب في الخارج وأهلهم في لبنان، استدعى تعليقات "فايسبوكية" طالت حركة أمل بشخص رئيسها بري والزبائنية التي تلجأ إليها الأحزاب. فعلّق أحدهم بالقول "رشوة من بري لغنماته"، فيما سأل آخر "هل تتوقعون من أهالي هؤلاء الطلاب شيئاً سوى الرضوخ مجدداً للأحزاب، عبر حفنة دولارات ثمن أصواتهم في صناديق الاقتراع؟"، بينما نوّه آخرون إلى دور الريجي، معتبرين أن هذه الأموال "للمزارعين، ويجب أن تستخدم لإحياء القطاع الزراعي ومساعدة المزارعين لا للرشاوى الانتخابية.

من "العبّ"... للجيبة!

وطمأن الوزير بو حبيب أمس إلى أنّ "من حاز على المنحة استوفى الشروط الموضوعة"، وأنّ اللجنة التي نظرت في الطلبات مؤلفة من ثلاثة أعضاء هم: منير عانوتي من وزارة الخارجية، ايلي بيطار من وزارة التربية والدكتور ايلي مخايل من الجامعة اللبنانية.

ولا تشكيك باستيفاء هؤلاء الطلاب شروط المنحة، لكن من قال أن آلاف الطلاب الآخرين لا يستوفونها؟ ثم ماذا عن الدولار الطالبي المحجوز في المصارف، لطلاب لا يريدون "هبات" من مرفق رسمي تابع لوزارة المال المحسوبة اليوم على حركة أمل؟

ثم من أين كل هذه "البحبوحة" في إدارة الريجي؟ ولماذا لم يتمّ إنعاش القطاع الزراعي فيها؟ وهل أنّ أموال الناس تذهب إليهم "من العبّ" لـ"الجيبة"، فتحتجز في المصارف، ثم لأغراض انتخابية، يعطون منها "الفتات" و"يُربّحون" عليها "جميلاً"؟

انقر هنا لتنزيل الملف

بحث

الأكثر قراءة