لا أسِرّة شاغرة في مستشفيات البقاع... والأهالي في خطر!

حقوق الناس | | Thursday, January 20, 2022 7:20:32 PM


راما الجراح- موقع لبنان الكبير

المستشفيات في لبنان دخلت مرحلة العجز عن تقديم الرعاية للمواطنين ومعالجتهم بسبب الضائقة المالية من جهة، وعدم توفر أسِرّة كافية للمرضى من جهة أخرى، فلم تعد الطرق سالكة في منطقة البقاع إلى مستشفياته بعدما فاضت غرف العنايات الفائقة بالحالات الحرجة، واضطر العديد من المستشفيات إلى إستخدام غرف الطوارئ لديها لادخال المرضى بانتظار شغور أي سرير في العناية.

منذ يومين، أطلق أحد المواطنين نداء استغاثة لمساعدته على إدخال والدته إلى المستشفى بعدما فقدت وعيها، وتم تشخيصها من دكتورها الخاص أنه ربما تكون "جلطة" في الرأس، وتواصل مع عدة مستشفيات والجواب "العناية مفوّلة عنا"! وبالفعل تواصل "لبنان الكبير" مع "مستشفيات تعنايل، المياس، البقاع، تل شيحا، الهراوي، الفرنسي، خوري، رياق، وحامد فرحات"، وتلقينا الجواب عينه ولم نتمكن من التوصل إلى نتيجة، ولو لم يتم إنعاشها في طوارئ مستشفى حامد فرحات في جب جنين لكانت فارقت الحياة بسبب هبوط السكري عند المريضة إلى ما دون الـ34!

وأكد رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي لـ"لبنان الكبير" أنه "لدينا مشكلة حقيقية في البقاع، فمناطق برالياس والمرج وسعدنايل ومجدل عنجر تحتوي على أكثر من 250 ألف نازح سوري مما شكل عبئا كبيراً على المستشفيات ووصلت الحال إلى النتيجة التي وصلنا إليها اليوم في عدم توفر سرير في العناية الفائقة في كل البقاع الغربي والاوسط".

وأضاف: "هناك مبالغة كبيرة عند المستشفيات في عدم توفر أي سرير في العناية الفائقة وهذا أمر غير مقبول، والنقطة الأساسية التي تعاني منها المستشفيات والمرضى في الوقت عينه هي أن المريض المحسوب على الضمان الاجتماعي أصبح يشكل عبئا على المستشفى بسبب فروقات الضمان التي أصبحت عالية ولم تعد التغطية "محرزة" ولهذا السبب تمتنع المستشفيات عن إدخال مريض الضمان"!.

واعتبر عراجي ان ما يحصل هو "كارثة كبيرة، وعلى وزارة الصحة والضمان أن يقوموا بالاستقصاء عن ذلك، أو ربما وضع خط ساخن في الحالات الحرجة لتتم تسوية الأمور، لأنني أشك أن يكون كلام المستشفيات في البقاع صحيحا عن عدم توفر أي سرير في العناية الفائقة"!.

وعن معاناة المستشفيات والاسباب التي أدت إلى إشغال العنايات الفائقة بشكل مفاجئ، قال مدير مستشفى تعنايل محمد ياسين أنه "لم تشهد المستشفيات من قبل مثل هذه الظاهرة إلا في قسم الكورونا فقط، وعلى الرغم من أننا في مستشفى تعنايل غير معنيين بالمنظمات الأممية الخاصة بمعالجة الأخوة السوريين إلا أنه لا يوجد لدينا أي سرير شاغر لأي مريض مهما كانت حالته خطرة وحرجة، ومعظم المرضى الموجودون عندنا هم من فئة كبار السن إضافة إلى عدد من المرضى بعمر المراهقة جراء حوادث السير".

وعن السبب في ذلك، أشار إلى أن"الأسباب عديدة، مثلا كان إبن البقاع يلجأ عادة إلى العاصمة بيروت للإستشفاء، لكن اليوم بسبب غلاء البنزين، وإرتفاع الدولار، والضائقة الاقتصادية جعلته يلجأ إلى المستشفى الأقرب لمنزله وبأقل تكاليف ممكنة، من جهة ثانية يتراوح عدد الأسرة في العناية الفائقة في كل مستشفى في البقاع ما بين 8 و14 سريرا فقط بسبب كلفتها الكبيرة".

واعتبر ياسين أن "وزارة الصحة كباقي الوزارات تعاني من الفساد، فمثلا في أول موجة كورونا فرضت وزارة الصحة على جميع المستشفيات الخاصة تأمين عناية فائقة للمصابين، وقمنا بتأمين 8 أسرة، وكل مريض بحاجة إلى جهاز تنفس تبلغ كلفته 25 ألف دولار ووعدونا بالمساعدة على دفع كلفة 3 أجهزة، وحتى اليوم لم نرَ حتى علبة كمامات منهم!".

وختم: "معاناتنا كبيرة من جميع النواحي والدولة "آخر همها"، فسقف الوزارة لدينا 100 مليون ليرة فقط، يمكن أن ينتهي مع مريضين في العناية الفائقة لمدة شهر، وأحيانا عملية للعظام تبلغ كلفتها 100 مليون، وهنا يُحمّل المريض المسؤولية لنا ونحن لا حول لنا ولا قوة من الفساد والتقاعس في الوزارات التي تحتاج إلى إعادة هيكلة كاملة"!

بحث

الأكثر قراءة