خاص
رصد
أمن وقضاء
أخبار مهمة
اقتصاد
كريبتو
رياضة
فن
عندما يُستقبل معرض الكتاب العربي الدولي بالموسيقى التراثية لجوقة "بيكار بيروت": 5 آذار حفل مجّاني للبنانيين عامّة والقرّاء خاصة!
فن |
فتات عياد
| Friday, February 18, 2022 7:21:17 PM
فتات عياد
فتات عياد - التحري
"جذور" هو عنوان الحفل الموسيقي الذي يحتفي بعودة معرض الكتاب العربي الدولي للعاصمة بيروت، الممتد بدورته الـ 63 من 3 آذار المقبل إلى 13 منه، بعد ثلاثة أعوام على غيابه القسري، وهو الذي لم يغب عن المدينة منذ انطلاقته منها بدورته الأولى عام 1956، وغيّبته جائحة كورونا وتداعيات انفجار 4 آب 2020 والأزمة الإقتصادية التي أرخت بثقلها على لبنان.
والمعرض الضارب بـ"جذور" بيروت، كإرث ثقافي انطلق منها دوناً عن غيرها من الدول العربية، كنتيجة طبيعية لمكانتها الثقافية، يوم كانت منارة للشرق، ونقطة استقطاب للثقافات والحضارات والعلم، كان غيابه أشبه بانتكاسة ثقافية للمدينة. ولعلّ عودته، تعيد لها ولو قليلاً مما فاتها، وتؤكد على أن بيروت "تقاوم" بالثقافة أيضاً، ولو "من تحت الركام"!
ويتميز معرض الكتاب هذا العام بافتتاح استثنائي، على أنغام جوقة "بيكار بيروت" في الخامس من آذار عند الساعة السادسة مساءً في حفل مجانيّ الدخول، مُقام ضمن فعّاليات المعرض، لكي "تمتزج الموسيقى بالكلمات، ويعود لبيروت دورها الثقافي على أوتار الموسيقى الشرقية علّها تضفي على المعرض شيئاً من نوستالجيا المكان والزمان، كعنصر من عناصر ثراء وتنوّع الموروث اللبناني-العربي قصد المحافظة عليه ونقشه في روحية الأجيال الجديدة"، وفق المنظّمين.
بيروت عصية على الانكسار
وأعلن النادي الثقافي العربي، بدء التحضيرات لتنظيم معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والستين، وذلك في "سي سايد" للمعارض، وهو المبنى الذي يقام فيه المعرض عادة، وكان أصيب بدمار كبير يوم انفجار مرفأ بيروت، وأعيد ترميمه. في السياق، كتبت نرمين الخنسا زهي، من الهيئة الإدارية للنادي: "بيروت عصية على الانكسار".
ودعا النادي، في هذه المناسبة، الناشرين اللبنانيين والعرب الراغبين في المشاركة، إلى الاتصال بالنادي الثقافي العربي لحجز أماكنهم.
وتثبت بيروت مجدداً أنها ترمم جراحها رغم الألم، لتستضيف هذا الصرح الثقافي، آبية طيّ صفحة مشرقة من تاريخها، يوم كانت مدينة لدور النشر والاعلانات، ويوم كانت مدينة للكتاب والشعراء، ولتثبت كذلك أنها لو أفقرت، ولو فُجِّرت، فإن الكلمة فيها تظل تصدح، وتجذب القرّاء!
بيكار بيروت... القراءة إذ مُزجت بالفنّ
وبيكار بيروت التي تفتتح المعرض للعام الأول، هي فرقة موسيقية لبنانية، تؤدي الموسيقى العربية والتراثية، وتشارك في إحياء المناسبات الثقافية. هذا وتقدم الحفل مديرة تحرير موقع التحري، الصحافية الزميلة مريم مجدولين اللحام كمسؤولة الإعلام والتسويق للفرقة منذ أيامها الأولى في الشهر العاشر من عام 2018 وتستضيف المطرب صاحب الحنجرة الجبلية الذهبية "حسام ترشيشي" كضيف شرف ومشاركة واحتضان المؤلف الموسيقي البيروتيّ العريق الدكتور "نبيل جعفر" مع تدريب ومشاركة مؤسسة الجوقة المطربة "هالة رمضان".
وللوقوف أكثر عند هذا الحدث، يأتي هذا الحفل "بعد غياب سنتين لبيكار بيروت، حيث هناك تعطش ليس فقط لمعرض الكتاب وأهميته على الصعيد المعنوي للناس بل على الصعيد ".
ومعرض بيروت العربي للكتاب يردّ الروح لأهالي العاصمة ولبنان، فكيف إذا ما نالت فرقة بيكار بيروت شرف افتتاحه؟ هذه اللوحة الفنية الثقافية التي تمتزج فيها القراءة بالفن، هي شعلة من التفاؤل والأمل والحياة لا بل أنها بقعة فرح، وما أحوج لبنان للفرح، الذي بات بعيداً عن ابنائه بعد تعاقب الأزمات والانتكسات.
ويشارك في العرض سبعة موسيقيين وهم: المؤلف الموسيقى نبيل جعفر على البيانو، المبدع سالم الحاج علي على القانون، قيادة رامي صالح على الغيتار بايز، العضو المؤسس محمد اسطنبولي على العود، الأستاذ في الكونسرفاتوار الوطني رُويد محمود على الرقّ، ضابط الإيقاع محمد عيتاني على الطبلة، الموهوب أحمد الأسود على الناي. أما في جوقة الغناء أربع شباب وأربع شابات بأصوات مميزة: نعيم فوعاني، مصطفى للطي، محمد أبو صالح، تاج الدين عودة، قمر رمضان، فاتن جبّوري، سحر شيخ الأرض، ريم الباشا.
على الرغم من كل شيء...
ويأتي المعرض هذا العام، ليس ككل عام، إذ بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد، باتت دور النشر اللبنانية تعاني تأمين الدولار لاستيراد لوازم الطباعة من جهة، وبات شراء الكتاب ترفاً بالنسبة للبنانيين، الذين باتوا بنسبة 80% منهم، من الفقراء!
في الختام "بالكتاب والموسيقى تتبلسم جراح العاصمة"..."لنأخذ نفساً جديداً ونكمل الطريق، نحن بحاجة لقوة نستمدها من معرض الكتاب ولقاءاته وفسحته وكتبه...".
وعودة معرض الكتاب باتت بمثابة تكريم لبيروت، واعتراف بحضورها، وتقديس لعطاءاتها الثقافية والفنية كمدينة للفن والحرية. وإذا كانت "الثقافة هي صرخة البشر، في وجه مصيرهم"، فلعلّ بيروت اليوم تصرخ بوجه المصير الذي تحاول الطبقة السياسية زجّها فيه، مصير أسود، كقلوب الحاقدين على بيروت...
بحث
الأكثر قراءة