حفلتان لـ"هبة طوجي وأسامة الرحباني" في أوبرا الأسد: تطبيع ثقافي برائحة الدماء وتسويق مؤسف لنظام البراميل!

فن | | Wednesday, February 23, 2022 2:38:31 AM


خاص التحري

يشارك حامل ارث الرحابنة، أسامة الرحباني والمطربة هبة طوجي برسم لوحة فنية وقناع تجميلي مزيّف في 9 و10 آذار/ مارس المقبل يغطيان فيه موسيقياً، قباحة نظام "قتلة الأطفال". تأييد غير متوقع لأداء الطاغية بشار الأسد الذي اعتقل وأخفى قسرياً قائمة طويلة وموجعة، لمخطوفين، مجهولي المصير، معلومي الخاطف، أفراد لبنانيون، رجال ونساء، فتية وعجائز، جلهم مدنيون، وبعضهم أتباع أحزاب بيسارها ويمينها، وبينهم جنود وضباط في الجيش اللبناني.

مشاركة فنية عبارة عن تطبيع فني ثقافي في حفلتين مؤسفتين مرتقبتين برائحة الدماء على خشبة دار أوبرا دمشق بمرافقة أوركسترا أورفيوس وقيادة المايسترو أندريه المعلولي.

وهي المرة الأولى لطوجي في سوريا منذ أن بدأت الغناء، ويبدو أن كل إطلالاتها حول العالم لم تكفها، إذ أنه "ومنذ 15 عاماً لم تغنِّ أمام الجمهور السوري"، وهي بالتالي "متحمسة جداً" حتى ولو أتى الحفل على مسرح الأوبرا برعاية الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون.

وهي متحمسة حتى لو أتى الحفل على مسرح الأسد، المسرح الذي يدفع فيه المشاهدون لرؤية عروضه، حيث تتوجه الكاميرات ويوضع السجاد الأحمر، لا مسارح الموت حيث براميل الكيميائي تقتل أطفال سوريا، ولا مسارح الجريمة وتعذيب الثوار، ولا مسارح مئات خيم اللاجئين السوريين، الذين رمتهم الحرب خارج بلادهم، ومنعهم نظام الأسد من العودة إليها.

والرحباني، الذي غنّت كلماته لقضايا إنسانية سامية، أبرزها أغنية "إيلان" عن الطفل السوري الذي مات غرقاً، كيف له ولهبة طوجي، ألا يتذكرا كلمات تلك الأغنية من على ذلك المسرح في 9 و10 آذار المقبلين: "أنا مش ايلان... أنا مش ايلان... انا كل الولاد... اللي تهجّرو من بلاد... أنا طفل عربي... طفل ع الشط غرقان ..صرخة بهالزمان"، وألاّ يشعرا بذكرى إيلان، توخز في ضميريهما، أن -رحمةً بكل طفل آخر في هذه البلاد- قد يلقى مصير إيلان.. وأنّ كل "تبجيل" لهذا الطاغية، هو أكثر من تطبيع مع نظام، بل هو تطبيع مع الإجرام.

بحث

الأكثر قراءة