خاص
رصد
أمن وقضاء
أخبار مهمة
اقتصاد
كريبتو
رياضة
فن
عن بازار الانتخابات النيابية في بيروت... حتى أيار فقط: "الناس بدارك، والمفتاح بزنّارك"
انتخابات ٢٠٢٢ |
مريم مجدولين اللحام
| Monday, March 21, 2022 5:43:00 AM
مريم مجدولين اللحام
مريم مجدولين اللحام - التحري
تثير العملية الإعلامية في تغطية الانتخابات اللبنانية نقاشاً ساخناً بين المهتمين بشأن تداعياتها المحتملة على النتائج وتشكيل اللوائح، خصوصاً، في ضوء الترابط المتزايد بين الأمرين (أي السياسة والإعلام)، مع تواتر أنباء عن تجنّد، أو تجنيد، صحافيين وصحافيات للمشاركة في البازار الانتخابي، وانتقال الحرب بين ساحتي الإصلاح والفساد إلى الشاشات والمواقع الإخبارية.
"فلان الفلاني في المرتبة الأولى"...
"فلانة تتصدر"... "كشفت استطلاعات للرأي أجريت في الدائرة الفلانية أن رجل الأعمال الفلاني يحتلّ"...
"فلانة: لا يهم إن أخذ حزب الله الأكثرية أو لا"... "عنوان عريض: لا شيء سيتغير في الانتخابات والسلطة عائدة"...
"خطاب الشباب لا يزال طائفياً"... "لا بديل عن فلان"...
هكذا "بكبسة زر" فتاوى تُوزع شمالا ويميناً على أنها حقائق مُثبتة عبر مواقع إخبارية وبرامج حوارية برائحة التمويل، إلى حد يتهامس فيه الوسط الإعلامي عن قنوات تدفع نحو تشكيل لائحة من هنا ومواقع تبتز مرشحين "ماكنين مالياً" من هناك، مقابل الترويج لهم وإما "حرقهم" و"التسكير عليهم" في "بوطة المواقع المتحدة"!
دينامية جديدة في تحديث ذائقة اللبنانيين،-أخص منهم البيارتة-، وتغيير بوصلتهم في كسر الآحادية الزعاماتية وانفرادية النموذج الوعظي الحاكم.
عملياً، من كل هذه الحملات تطمح، -المنظومة الحاكمة، وفي مقدمتها تنظيم حزب الله المسلّح-، تكبيل الناخب البيروتي، أي الحصول على مقاعده النيابية مُقدمة له على طبق من ذهب ليعلن ليس فقط احتلاله انتصاراً بل ليجزم أن أحداً من المقترعين قد تنازل عن المافيا الفاسدة أو العباءة الطائفية أو الخطاب الخشبي. ذلك بالرغم بأن فريق حزب الله نفسه يتصرّف على أنه خائف ومرتعب، أقلّه علناً، من شبه انعدام خوف الناس من تسميته على ما هو عليه من سلاح ميليشيوي غير شرعي حامٍ للمنظومة.
بيروت أم المعارك
وبما أن بيروت اليوم أم المعارك المفصلية، ثلاثة جوانب رئيسة يتوقع أن تتأثر بيروت فيها من هذه الحملات:
- الأول مرتبط بقدرة المتابعين على الانتباه أن ما يحاك لهم إعلامياً لإحباط عزيمتهم وحثهم على مقاطعة الانتخابات بما لا يمت بصلة لاستطلاع الآراء القاعدي في الشارع.
وهو المائل إلى اختيار من يقف على وتر مساندتهم ودعمهم، الخطاب السيادي الواضح ضد تنظيم حزب الله المسلّح، وضد انتهاك أموال المودعين والحريص في استثمار كل ما يلزم كي لا تنجح منظومة الفساد من تحقيق أهدافها في اقناع الناس أن لا تغيير سيحصل، إذ أن ذلك قد ينعكس زيادة في حظوظ لائحة تنظيم حزب الله المسلح ومن خلفها ايران للاستحكام في بيروت وتمثيل أهلها.
وهو أمر لا بد من التنبه له والدعوة فيه إلى عدم مقاطعة الانتخابات لا بل وتسجيل الصوت مواجهة للسيناريوات المرسومة ضد مصلحة بيروت ولبنان.
لذا، وبعيداً عن "الفتي الإعلامي" في هذه الجزئية، أي جزئية مقاومة سيناريو ترك الساحة الناخبة مسرحاً مستباحاً لتنظيم حزب الله المسلّح، تم إحراق أكثر من أربع لافتات تابعة لحملة "بيروت بدا قلب" للنائب الحالي فؤاد المخزومي، وسط تجاهل مريب للأجهزة الأمنية، وذلك بعد مواقفه الحاسمة في الآونة الأخيرة بشأن الحزب كما تلازم المافيا والميليشيا. لافتات برمزيتها الداعية "لتقوية القلب والمواجهة" استفزت مجموعة تدفع نحو تسليم بيروت "لخنّاقها".
على المقلب الآخر، تم أيضاً قمع "حوار أهلي" يتناول موضوع مدى أهمية الصوت الإنتخابي ولماذا يجب ألا يتنازل المواطن عن هذا الحق لشباب وشابات من حملة "بيروت تقاوم" التشاركية، فكسروا خيمة الحوار وقال أحد القامعين للتحرك "خزقنا الهويات ما بدنا ننتخب" ما يدل على أن هناك من يحاول جاهداً لتخويف الناس من الانتخابات وفرض مسالة المقاطعة لغاية مريبة.
- ثانياً، إذا تعثرت عملية الترويج الإعلامي لبديل ركيك الخطاب، فسينعكس ذلك سلباً على صورة كل من يدعو إلى مقاطعة التصويت في الانتخابات، و"الهالة" التي يحاولون اصطناعها لبدلاء لا وزن لهم ولا برامج سياسية واضحة ولا خطاب عالي السقف يتماشى مع الواقع الحالي للعاصمة وللبنان عموماً. وهو أمر يأمله أي عاقل.
- ثالثاً وإذا طالت الحرب الموجّهة أسهمها على من يخوض الانتخابات بشراسة، وتحوّلت إلى ساحة استنزافٍ لمن يمارسون "البلطجة"، فالأرجح أن تزيد البرامج الإعلامية المروجة للمنظومة الفاسدة ولوائحها التي يتم تشكيلها "بعرّاب من وراء ستار" أو بأسماء أكل الدهر عليها وشرب وجربها البيارتة سواء في السياسة أم في قطاعات أخرى، حيث لا يوجد بابٌ للمقارنة... لا بل ستلمع وتبرز على الساحة لوائح هجينة لا تجانس فيها هدفها كهدف الإعلام المفبرك: شرذمة أصوات الطامحين انتشال بيروت من الإهمال والتهميش والفساد المتربص بها، أمام وحدة لائحة الميليشيا وحلفائها المتصارعَيْن "القوي والآمل".
أن يتذكر!
وفي مواجهة العاطفيين "محبي الرئيس سعد الحريري"، ودعوتهم (إلى حد الفرض) إلى التنازل عن حق اختيار الممثل عنهم وانتخاب بديل لا يساوم على حقوقهم المختلفة، على الناخب البيروتي أن يتذكر إطلالة نصرالله في اليوم الثالث من ثورة تشرين قائلاً: "من يخوض معركة إسقاط العهد أقول له أنك لا تستطيع ذلك"، وأن السلاح حمى الفساد، فكيف سيكون الأمر إن استحكم برقاب البيارتة كممثل عنهم؟
على الناخب البيروتي أن يتذكر أن مواجهة تنظيم حزب الله الأشرف تكون في صناديق الاقتراع، حزب الله الذي أدانت المحكمة الدولية في العاشر من الشهر الحالي، عضوين فاعلين من فصائله، في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري وأصدرت مذكرتي توقيف بحقهما وهما حسن مرعي وحسين عنيسي ليضافوا إلى المتهم الأول سليم عياش، وهو ما لابد أنه ينسحب على شهداء الرأي من بعد ذلك حتى الشهيد محمد شطح.
على الناخب البيروتي أن يتذكر كيف احتفل أنصار تنظيم حزب الله المسلح بتقدم مرشحيهم في الانتخابات النيابية السابقة 2018 في دائرة بيروت الثانية، بالتجوال بالدراجات النارية هاتفين "بيروت صارت شيعيّة: حاملين أعلام الحزب.
على الناخب أن يتذكر تعديات الـ"شيعة شيعة شيعة" ضد ثورته المحقة ومحاولتهم التأجيج الديني في عدة مواقف، وأن يتذكر جيداً جُملة "تعا لقلك كيف بتكون بيروت حرة" في معرض الكتاب منذ أسابيع... أو ربما على الأقل ألا ينسى السابع من أيار الذي يعتبره الحزب "يوماً مجيداً" وألا يتجاهل تهديد القضاة وعرقلة التحقيق في قضية تفجير مرفأ بيروت.
على الناخب البيروتي ألا ينسى أنه حتى أيار فقط: "الناس بدارك، والمفتاح بزنّارك"... فهل سيتخلى عن مفاتيح الدار؟!
بحث
الأكثر قراءة