إطلاق "رابطة نداء العائلات" من بيروت: ما هو مصير المعتقلين خلال الحرب السورية بعد سنوات من الانتظار؟

التحري | نيرمين ظاظا | Monday, March 28, 2022 4:21:47 PM


نيرمين ظاظا - التحري

احتفلت منظمة نوفوتوزون بمناسبة إطلاق "رابطة نداء العائلات" في فندق بادوفا في بيروت يوم الأربعاء الماضي بحضور وفد من السفارات الفرنسية والبريطانية والألمانية في لبنان، إضافةً إلى عدّة شخصيات من اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ولجنة الأمم المتحدة للمرأة، كما كان هناك وجود لممثلين عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وبحضور الإعلام المحلي والعالمي منه الوكالة الفرنسية للأنباء.

والرابطة هي جمعية مكونة من ١٠٠ امرأة من المعتقلات السابقات ومن عائلات المعتقلين والمختفين قسراً في سوريا بغض النظر عن خلفياتهم السياسية، ولدى أي جهة معتقلين\ت كانوا أم كُنَّ.

وقد افتتحت الحفل المديرة التنفيذية لمنظمة نوفوتوزون المحامية نورا غازي، وهي محامية حقوق إنسان منذ ما يقارب عقدين من الزمن.
يذكر ان منظمة نوفوتوزون هي منظمة غير حكومية، تأسست عام ٢٠١٨، وتعمل على تقديم الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي على الأرض مباشرةً للمعتقلين والمُختفين قسراً ولعائلاتهم في سوريا ولبنان وقريباً في تركيا، وذلك في حديث خاص مع الأستاذة نورا غازي لموقع "التحري".

وقد أشارت إلى أن "المنظمة تعمل منذ أربع سنوات على ملف المعتقلين والمحتجزين قسراً في سوريا ولبنان، وذلك من خلال تقديم الدعم على مختلف المستويات لضحايا التعذيب والاحتجاز في البلدين، لافتة إلى أن: "أهم أهداف منظمة نوفوتوزون هو بناء شبكة من العائلات من مختلف المناطق والخلفيات بمشاركة تجاربنا وتعزيز ثقافتنا القانونية والاجتماعية".
وقد أضافت غازي: " نعلم جميعنا أن كل البلدان لديها معاناة مشابهة مع الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، بما في ذلك سوريا ولبنان، حيث هناك عائلات لمعتقلين ومفقودين يزوروننا كل يوم".

وفي كلمة للجنة الدولية لشؤون المفقودين والتي ألقاها الأستاذ أحمد قرنفل: "نحن كَلجنة لشؤون المفقودين على ثقة أن الاهتمام والرعاية والاحتضان لرابطة نداء العائلات الذي ستوفره منظمة نوفوتوزون سيكون له الأثر الفعّال في تطور الرابطة وتنميتها".
وأضاف: "إن اللجنة قامت في السنوات القليلة الماضية بدعم خمسة منظمات للمجتمع المدني، وقامت بتأسيس روابط عائلية خاصة بعائلات المفقودين والمفقودات في تركيا والعراق ولبنان وسوريا، بالإضافة إلى دعم غير مباشر لروابط عائلية وروابط ناجين وناجيات".

وأبدى قرنفل افتخار اللجنة الدولية لشؤون المفقودين بالعمل مع منظمة نوفوتوزون، وتَطَلُعِها بالتعاون معها في تنمية رابطة نداء العائلات ودعمها، خاتماً كلمته بتهنئة نوفوتوزون على إنجاز أغنية 'ابقي ذكريني' كما تهنئتها على إنجاز التقرير الأول من نوعه حول أسباب عدم الإبلاغ عن المفقودات النساء والفتيات والسُبُل إلى التغيير المجتمعي والوصول إلى المساواة الجندرية.

وفي مشاركة الموفدة من السفارة الفرنسية في لبنان، قالت: "للحكومة الفرنسية والسفارة الفرنسية مشاركة طويلة مع منظمة نوفوتوزون، حيث بدأت الحكومة الفرنسية دعم المنظمة منذ العام ٢٠١٩، وخلال هذه الفترة تم حل ما يزيد عم ١٠٠ قضية قانونية"، وقد أبدت سعادتها بحضور هذه الاحتفالية، وأن الحكومة الفرنسية مهتمة بدعمها لمستقبل سوريا، وأن دعمها لنوفوتوزون هو جزء من هذا الاهتمام بمستقبل سوريا ومراعاة المحاسبة والعدالة وعدم الإفلات من العقاب".

وأشارت إلى أنه سينعقد مؤتمر بروكسيل في شهر أيار، وهو سيكون المؤتمر السادس الذي تجتمع به الدول المانحة، وسيتم تسليط الضوء على قضية المعتقلين والمختفين قسراً.
وقد ذكرَ مسؤول ملف حقوق الإنسان في السفارة الألمانية في لبنان أن ملف المفقودين بالنسبة للحكومة الألمانية ملف مهم جداً، وقال: "لكل عائلة الحق بمعرفة الحقيقة ومعرفة مصير مفقوديها، والعدالة يجب أن تتحقق، والحكومة الألمانية تدعم العدالة والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، وقد دعمت الحكومة الألمانية العديد من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية التي تعمل على هذا الملف مثل لجنة تقصي الحقائق".

وقد أشار إلى أن السفارة الألمانية ستقوم بتحضير تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بشأن المفقودين، وذلك بهدف استمرارية الجهود المبذولة تجاه هذا الملف.
وقد كان هناك كلمات مؤثرة للعديد من أمهات وزوجات المعتقلين من قٍبل العديد من الجهات في سوريا، حيث روت العديد منهن قصصهن بدموع عيونهن أمام الحضور، وعن معاناتهن، فقد كان طلب أغلبهن معرفة مصير المعتقلين، وكان هناك تعاطف مؤثر معهم من قِبل الشخصيات الأوروبية، شاكريهم على فتح قلوبهم، ومؤكدين بدورهم على تضامنهم معهم ودعمهم لملف المعتقلين.

وتخلل الحفل عرض أُغنية للفنان أحمد قعبور إضافةً إلى فيلم وثائقي حول معاناة بعض الناجيات من الاعتقال، وأُمهات يروين قصص أبنائهن، من إنتاج منظمة نوفوتوزون، والذي سيتم إرفاق الرابط الخاص بكلٍ منهم في الأسفل.

وكان هناك دور مؤثر لتواجد الفرقة الموسيقية "قرار" المؤلفة من عدة شابات وشبان سوريين، والتي أغنت الاحتفال بصوتها وصوت آلاتها العذب ببعض المعزوفات والأغاني منها 'خدني على بلادي' لفيروز و'موطني'.

رابط الفيلم:

بحث

الأكثر قراءة