خاص
رصد
أمن وقضاء
أخبار مهمة
اقتصاد
كريبتو
رياضة
فن
بوتين متشائم من المفاوضات مع كييف: لا يُمكن عزلنا!
أخبار مهمة |
| Wednesday, April 13, 2022 9:51:50 AM
نداء الوطن
يُحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جاهداً إضفاء صفة "القداسة" على حربه الشعواء ضدّ أوكرانيا، لكنّ كلّ محاولاته سرعان ما تفشل على وقع ضربات الجيش الروسي التي تهدم الحجر وتقتل البشر في المدن المحاصرة وغير المحاصرة. ولعلّ أقوى وأعمق ردّ على حجج بوتين وتبريراته صدر بالأمس على لسان رئيس أساقفة قبرص الأرثوذكس خريسوستوموس الثاني الذي وصف قرار الرئيس الروسي بغزو أوكرانيا بأنّه "غير مسيحي" و"عبثي"، معتبراً أن "لا شيء يُبرّر تدمير دولة أخرى". لكنّ "القيصر" متفائل بأن عمليّته العسكرية في أوكرانيا ستُحقق بلا شك ما وصفه بـ"أهدافها النبيلة"، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي من قاعدة لإطلاق المركبات الفضائية في الشرق الأقصى الروسي أنّه لم يكن هناك مفرّ من الاشتباك مع القوات المعادية لروسيا في أوكرانيا. كما شدّد على أن عزل بلاده عن العالم أمر مستحيل، فيما اعتبر أن "عدم تجانس مواقف" المفاوضين الأوكرانيين يحول دون التوصّل إلى إتفاق بين كييف وموسكو.
وعلى الرغم من الإنتهاكات اليومية التي يتسبّب بها الجيش الروسي، خصوصاً بحق المدنيين، رأى بوتين أن القوات الروسية تتصرّف "بشجاعة وكفاءة" وتستخدم أحدث الأسلحة، مكرّراً حجّته بأنّه "لم يعد من الممكن التغاضي عن الإبادة في دونباس". واعتبر أنه رغم "المأساة الحالية" فإنّ الأوكرانيين "شعب شقيق"، في وقت اعتبر فيه الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير خلال زيارة رسمية إلى وارسو أنّه "لا يُمكن أن تعود العلاقات إلى طبيعتها مع روسيا بوتين".
وفي الغضون، اعتبر مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أن المفاوضات مع موسكو من أجل التوصّل إلى إتفاق سلام روسي - أوكراني "صعبة جدّاً"، فيما حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب بالفيديو أمام البرلمان الليتواني، الاتحاد الأوروبي، على فرض عقوبات على كافة البنوك الروسية والنفط الروسي وتحديد موعد نهائي للتوقف عن استيراد الغاز من روسيا، لافتاً إلى أن روسيا رحّلت مئات الآلاف من المناطق الأوكرانية المحتلّة إلى "معسكرات تصفية". كما ندّد بـ"مئات من عمليات الاغتصاب" التي سجلت في مناطق احتلّها الجيش الروسي وشملت "فتيات قاصرات وأطفالاً يافعين، وحتّى رضيعاً!"، متحدّثاً عن أنّه يتمّ العثور بشكل شبه يومي على "مقابر جماعية جديدة"، و"جثث في المجاري والأقبية".
وتؤيّد شهادات أوردتها وسائل إعلام مخاوف منظمات غير حكومية تحدّثت عن مؤشرات على استخدام الاغتصاب "سلاح حرب". كذلك، دعا مسؤولون في الأمم المتّحدة خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي الإثنين إلى التحقيق في أعمال العنف التي استهدفت النساء، مطالبين أيضاً بحماية الأطفال. بالتوازي، واصلت القوات الروسية ممارسة الضغط على مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية، التي يُحاول الجنود الأوكرانيون الدفاع عنها بشراسة حتّى الرمق الأخير، كما يفعلون في شرق بلادهم، حيث تترقب كييف هجوماً ضخماً قريباً جدّاً، في حين كشفت الولايات المتحدة أن لديها "معلومات موثوقة" حول احتمال استخدام روسيا "مواد كيماوية" في هجومها للسيطرة على ماريوبول.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين: "نُشارك هذه المعلومات مع أوكرانيا... ونحن في اتصال مباشر مع الشركاء لمحاولة تحديد ماذا يحدث فعليّاً، إن ذلك مصدر قلق حقيقي"، موضحاً أنه غير قادر على تأكيد الاتهامات بأن موسكو استخدمت بالفعل أسلحة كيماوية في ماريوبول، فيما كانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس قد ذكرت أنّ بلادها تتحقّق من صحّة معلومات عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيماوية في هجوم شنّته على المدينة المحاصرة. كما أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن قلقها في شأن التقارير حول استخدام أسلحة كيماوية في ماريوبول.
وما زالت الفظائع الروسية تتكشّف في المناطق الأوكرانية المحرّرة، إذ أعلنت النيابة العامة الأوكرانية العثور على جثث 6 أشخاص قُتِلوا بالرصاص في قبو بضاحية كييف الشرقية التي انسحب منها الجيش الروسي نهاية آذار، فيما دفن نحو 400 مدني في مدينة سيفيرودونتسك في شرق أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، بحسب ما أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غيداي. لكن في المقابل، عاد أكثر من 870 ألف أوكراني إلى بلادهم منذ بدء الحرب، بينهم نساء وأطفال، وفق "حرس الحدود" الأوكراني.
إقتصاديّاً، حذّر رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس من أن الحرب الروسية على أوكرانيا أدّت إلى سلسلة من ردود الفعل في الاقتصاد العالمي مع ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، ما قد يزيد من الفقر والجوع وأعباء الديون. بدورها، حذّرت منظمة "أوكسفام" في تقرير نشرته الثلثاء من أن أكثر من 250 مليون شخص في كلّ أنحاء العالم قد يقعون في براثن الفقر المدقع هذا العام، مع جائحة "كوفيد" وتزايد انعدام المساواة وارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا، في وقت أعلنت فيه وكالات الأمم المتحدة الثلاث المسؤولة عن الغذاء، وهي برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، دعمها لمبادرة "فارم" الأوروبّية الهادفة إلى الحفاظ على الإمدادات الغذائية حول العالم متاحة بأسعار معقولة.
بحث
الأكثر قراءة