هل تتحرك هيئة الإشراف على الانتخابات وتحرم نبيل بدر من خوض المعركة الانتخابية؟ وما علاقة مستشفى المقاصد؟

التحري | | Wednesday, April 27, 2022 8:36:53 PM


مريم مجدولين اللحام - فتات عياد

قد يكون من السابق لأوانه التبليغ عن "مستشفى المقاصد" وقد بات أمر تواطئها العلني مع المرشح للانتخابات النيابية عن دائرة بيروت الثانية على لائحة "هيدي بيروت" نبيل بدر واضح وضوح الشمس. إلا أنه يبدو أن تلك المؤسسة العريقة بإدارتها، ومكتب محاسبتها، لا تخجل من فتح حساب مالي واضح لبدر، كي يدفع منه تكاليف استشفاء مرضى بيروت، أملاً بأصواتهم وحصرياً في زمن الانتخابات، كرشاوى، بلا حساب أو ضوابط.

لا بل، ثمة سباق على "شراء الذمم" بين بدر وغيره من الآملين استقطاب أكبر عدد من الأصوات البيروتية تعويضاً لخسائر تيار المستقبل وخروجه من ساحة "الحضن الراعي" للطائفة.

وإذا ما استثنينا كراتين الإعاشة التي باتت سلوكاً على مدار السنة، نخلص إلى أن الملمح الأساسي في موسم الوقاحة الزبائنية الحالي، هو الابتذال والمساعدات الفجة الموزّعة عبر مستشفى المقاصد، بذريعة دعم الفقراء والمحتاجين في الدائرة الانتخابية التابعة للمرشح!

وفي اعوجاج معادلات لبنان، ربما تساعد هذه المقالة المرشح بدر، في اجتذاب عدد أكبر من المحتاجين للاستشفاء مقابل "التصويت له" أما الجديد، فهو الحبكة المفتعلة في تقديم مكتبه، خدمة استشفائية وهمية!

وهو ما حصل بالفعل ما عائلة حيدر البيروتية، التي تم إيهامها بتكفل بدر بمبلغ مليوني ليرة من فاتورة الوالد في مستشفى المقاصد، وهو ما لا أساس له من الصحة!
بدورها، تواصلت العائلة مع موقع "التحري"، رافعة الصوت لأنّ "البيارتة صاروا مكسر عصا...وفوق الإذلال عم نتربح جميلة من كيسنا!".

ورقة دخول... ورقة خروج

وتروي العائلة ما حصل معها بعدما أدخلت الوالد (غسان حيدر) لمستشفى المقاصد في الطريق الجديدة منذ حوالي أسبوع، حيث أمّنت له العائلة 3 وحدات دم من خارج المستشفى، الذي اقتصرت خدماته "على تعليقها وتعليق المصل بيد المريض، قبل أن يتم كذلك إدخاله للطوارئ".

وبما أنّ المريض لا ضمان صحياً لديه، وبالتالي تتكفل الوزارة قيمة 85% من قيمة الفاتورة، قام ابنه محمد حيدر بسؤال المستشفى قبل إدخاله عن كلفة تركيب وحدات الدم والاستشفاء كاملة، ليتم إخباره منذ البداية بأن الكلفة هي "مليون ونصف ليرة لبنانية"، أضيفت إليها لاحقا "مئة ألف ليرة" وهي كلفة إدخال الوالد للطوارئ. وفق ما أكد للتحري.

في السياق، يقول "منذ البداية سألنا عن كلفة الاستشفاء وطلبنا ورقة دخول فقيل لنا مليون ونصف وكان هذا بالفعل القيمة التي قمنا بدفعها وأعطينا بها وصلاً"، معقباً "من المعروف ان المستشفيات لا تعطي وصل خروج إلا في حالة دفع الحساب كاملاً".

رسائل من مكتب نبيل بدر

وبدأت القصة عندما عرضت أحداهنّ، على إبنة المريض مساعدة "مكتب نبيل بدر الانتخابي" في دفع تكاليف الفاتورة، ومن ثم أكدت أن "نبيل بدر قام بدفع مليوني ليرة من قيمة فاتورة استشفاء الوالد".

ووثّقت الشقيقة المساعدة، في رسالة صوتية عبر "واتساب" تلقتها ممن كان صلة الوصل مع المدعوة "إم عُمر"، احدى الموظفات في مكتب بدر.

وتقول "إم عمر" في الرسالة ما حرفيّته "راجعت المستشفى كرمال المريض قالولي إنو هو كان حسابه 3 مليون و600 ألف، نحنا دفعنا مليونين ودفّعوه إلو مليون و600". هكذا، دون أي خوف من ملاحقة قانونية، لدفعها رشاوى انتخابية واضحة!

وتضيف "على كل حال بس لناخد الإيصال ويبعتوا لنا ياه دغري ببعتلك نسخة عنه لتبعته للزلمي". و"بتقلا إجا من مكتب نبيل بدر مليونين ليرة، مفروض تكون هنادي فارس هي يللي استلمت الموضوع".

وهنا، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ معرفة "إم عمر" بكلفة الفاتورة النهائية المدفوعة من قبل العائلة، هي دليل على تواصلها الفعليّ مع إدارة المستشفى. كما أن المدعوة هنادي فارس، هي سكريتيرة مدير مستشفى المقاصد، وهي التي سمّتها "إم عمر" بالاسم.

بدر دفع... ما دفع

هذه الرسائل من مكتب نبيل بدر، دفعت بعائلة الوالد في لبنان، للتأكد ما إذا كان نبيل بدر قام بالفعل بالتكفل بجزء من فاتورة استشفاء الوالد. وما عزز شكوكه بعدم صحة هذه المساعدة، وعدم تصديقها بشكل تلقائي، كان دوماً أنه "قيل لنا منذ البداية بأن فاتورة والدي بلغت مليون ونصف وأضيف إليها 100 ألف طوارئ، فمن أين أضيفت مليوني ليرة ليدفعها بدر؟!".

وتوجهت الوالدة يوم مغادرة الوالد للمستشفى بالفعل لمكتب المحاسبة، وعندما استفسرت عن الموضوع قالت لها الموظفة "هناك حساب مفتوح لنبيل بدر فعلاً، حساب مفتوح يتم فوترة التكاليف التي يود دفعها هو عن المرضى، إنما لم يدفع عنكم أي مبلغ وحسابكم مدفوع من إبنكم بالكامل، وإليك ورقة الخروج"، وبالفعل أعطتها نسخة عن ورقة الخروج، البالغة مليون و600 ألف ليرة.

ومع إصرار ابنة المريض على أنّ مكتب بدر أكد دفعه قسماً من الفاتورة، عاد شقيقها محمد بمحاولة "لأقصر الشر وإرجع اتأكد من المستشفى"، ومرّ بالفعل وتواصل تحديداً مع المسؤول عن قسم المحاسبة محمد ضو، فجاء كلامه مختلف هذه المرة، وأكد له أن "نبيل بدر قد دفع مبلغ مليوني ليرة عن عائلتكم الكريمة".

ويكمل محمد حديثه لـ"التحري" قائلاً "عندما طلبت منه الفاتورة، رفض طبعها واكتفى بالسماح لي بالاطلاع عليها عبر شاشة الكومبيوتر، ورفض أن أقوم بتصويرها بهاتفي، وتبين لي أنها 5 ملايين ليرة و747 ألف ليرة، أي أن الفاتورة مع دعم الوزارة البالغ 85%، تبلغ حوالي 800 ألف ليرة، وهو رقم أقل حتى من ذلك الذي قمنا بدفعه وهو مليون و600 ألف ليرة، وعندما واجهته بالسبب، أجاب بأنّ "الوزارة لا تحاسبنا هكذا وكل شي غليان وفيه حق قطع"، لأجيبه "عن أي قطع عم تحكي... الأكياس أنا جبتن، بيي فات 15 الشهر الساعة 11 ونص بالليل وضهر بـ16 الشهر الساعة 2 الضهر، وإنتو عم تحسبولو يومين دخول كاملين... متل حسابات الهوتيلات!".

وبعيداً عن حسابات المستشفى، وحتى يومنا هذا، ما زال ابن حيدر يتواصل مع المستشفى طالباً صورة مفصلة عن الفاتورة ليأتيه الرد الموثق والمرفق ربطاً أن "نبيل بدر بعد ما سكّر المليونين لنقدر نعطيك صورة مفصلة عنها". وآخر رسالة صوتية تواصل فيها محمد أمس مع الموظف في مستشفى المقاصد، قال له الأخير "حتى الأمس لم يدفع بدر بقية تكاليف الفاتورة، واليوم أنا لم أداوم في العمل، وسأرد عليك خبرا في القريب العاجل، لكن بدر يتأخر أحيانا لتسكير الفواتير بين الأسبوع والأسبوعين".

ولعلّ هذه التركيبة غير الموفقة في إقناع آل حيدر برشوة انتخابية وهمية، تشاركت مستشفى المقاصد ومكتب المرشح نبيل بدر على صياغتها، تكون مدخلاً إلى تحرّك هيئة الإشراف على الانتخابات أو "لادي" أو "الهيئة الأوروبية لمراقبة الانتخابات" في لبنان مع الجهات المعنية لوقف هذه التجاوزات الممنوعة قانوناً والتي، في بلد يكون فيه القضاء مستقلاً، يُكلف المرشح بدر إخراجه بالقانون من خوض المعركة الانتخابية.

في السياق، تضع عائلة حيدر هذه المعطيات بيد الرأي العام وتطلب "عدم تربيح أهالي بيروت منية من أحد... لا سيما وأن أحدا لم يدفع عنا فاتورة أبينا"، منبهة "بقية المرضى من الوقوع ضحية خداع مشابه"، وطالبة من ادارة مستشفى المقاصد "توضيحا بذلك".







بحث

الأكثر قراءة