حزب الله ذاهب إلى القدس... بـ"تنكة" بنزين للناخبين يوم 15 أيار

انتخابات ٢٠٢٢ | فتات عياد | Saturday, April 30, 2022 7:01:23 PM
فتات عياد


"سنردّ سريعاً على مناورات اسرائيل"، عبارة قالها أمين عام حزب الله حسن نصرالله في خطابه أمس، وتأتي بعد أيام من إطلاق صاروخين من لبنان باتجاه فلسطين المحتلة، وتهديد وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس بأنه "إذا استمر الإرهاب من لبنان سنعرف كيف نستخدم القوة اللازمة".

ونصرالله الذي بدى أقرب إلى الذي "بيدق بالحمى... لتدقّه البرديّة"، لن يوفر جهداً في مواجهة أي محاولة لتقليص حجم كتلة الثنائي الشيعي في المجلس النيابي، بعدما تيقّن أن البيئة الشيعية ليست بمنأى عن التغيير في صناديق الاقتراع، هي التي شاركت بكثافة في ثورة 17 تشرين، قبل أن يرفع نصرالله إصبعه بوجه اللبنانيين، مهدداً إياهم بأنه "عهد عون ما فيكن تسقطوه".

آخر حلول المنظومة

فإقحام لبنان بجولة عسكرية مع اسرائيل، كآخر حلول المنظومة لـ"تضييع الطاسة"، وتأجيل الاستحقاق الانتخابي أو تطييره، وعودة خطاب "تربيح اللبنانيين جميلة" التصدي للعدو الاسرائيلي، كلها تصب في مصلحة الحزب الذي يدرك أن الإجماع ضد سلاحه غير الشرعي بات إجماعاً وطنياً، وأنّ التوق للبديل في بيئته، لم يعد أمراً مستحيلاً.

لكن احتمال حصول الانتخابات وارد، لا بل أنه الأقرب إلى مسار تطور الأحداث. من هنا، يبدو حزب الله "ضائعاً" بين طريق القدس والطريق الى مراكز الاقتراع يوم الانتخابات النيابية.
إذ فيما كان نصر الله يذكر أمس بوعده بالصلاة في القدس، كانت ماكينته الإنتخابية في دائرة بيروت الثانية تعرض "تفويلة بنزين للسيارة" للناخبين، لحثهم على الاقتراع للحزب، معرفة منها بأن خطاب "الكرامة" وحده لا يقود سيارة ناخب إلى صندوق اقتراع!

وهذه الرشوة الانتخابية الموصوفة، ترافقها رشاوى مشابهة بدأ الحزب بعرضها على الناخبين في الجنوب، إذ أنّ "الأموال تدفع" لقاء صوت انتخابي!

صفحة سوداء رغم "التزفيت"

والحزب إذ يحاول "تبييض" صفحته مع ناخبيه، عله ينسيهم تغطيته على الفاسدين، أو شحنات الكبتاغون المصدرة من لبنان إلى الدول العربية، أو المازوت والبنزين المهربان من لبنان إلى سوريا على حساب احتياطي مصرف لبنان من الدولار... قام كذلك بـ"تزفيت" طرقات في الضاحية الجنوبية لبيروت، لكنّ سواد صفحة سلاحه غير الشرعي فيها، والذي وثقته ميني-حرب 7 أيار، ومحطات أخرى متفرقة، ما زال طاغياً على أذهان اللبنانيين الباحثين عن دولة منزوعة السلاح، إلا من سلاح الجيش اللبناني.

ومع التململ في البيئة الشيعية الآخذ بالتوسع، "سخيفاً" بات خطاب نصرالله مقارنة بأحوال البئية الشيعية التي ذاقت الذل بعد انهيار اقتصادي، وانفجار اجتماعي غير مسبوق في البلاد.
وهو إذ يحدّث اللبنانيين عن " مسألة فلسطين كجزء من كرامتنا"، لا يعير "كرامة" اللبنانيين بمن فيهم أبناء بيئته، أية أهمية، فيما يعرقل وفريقه السياسي التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، ويرشح على لوائحه متهمين بملف التحقيق، كالنائب علي حسن خليل، وكذلك يتحالف مع مرشح محسوب على المصارف التي حجزت أموال المودعين، وهو مروان خير الدين.

الصوت الشيعي المعارض

وبات حزب الله "عبئاً" على بيئته "بالعلن" وليس بالخفاء، وما رفع درجات ترهيبه للمرشحين الشيعة في دائرة بعلبك-الهرمل وإجبار بعضهم على الانسحاب من المعركة الانتخابية، إلا نموذج على ترهيبه لتلك البيئة وسحق أي عملية ديموقراطية فيها، فيما وحده الصوت الحر في صناديق الاقتراع، قادر على "تحرير" هذه البيئة ولبنان معها، من سطوة السلاح غير الشرعي!

بحث

الأكثر قراءة