عودة باسيل

رصد | | Wednesday, June 22, 2022 11:46:33 AM
نداء الوطن

سناء الجاك

عشية الاستشارات الملزمة يتكثف الضغط على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في عملية ابتزاز واضحة يعكسها وضع العصي في دواليب إعادة تسميته.

ويندرج طرح الأسماء المنافسة لشخصيات سنية من قبل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في هذا الإطار.

فالقطبة المخفية تكمن في مبدأ ابتزاز ميقاتي، بأن هناك من ينافسه، وعليه أن يخاف ويتنازل ويرضى بما يُفرض عليه.

وما يفرض عليه، ليس فقط إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومعه قائد الجيش العماد جوزيف عون، وتعيين من يأتمر بأمر واضع العصي الماهر في التعطيل، ولكن الأهم يبقى مطلب عودة باسيل إلى الحكومة بعد تعفف لم يعد يجدي، كان يهدف إلى وراثة كرسي بعبدا، إلى جانب الحصول على وزارات دسمة ووازنة، ووزارة الطاقة في أعلى القائمة.

ذلك أن الظروف تغيّرت، بحيث أصبحت هذه العودة ضرورة ملحة، وتحديداً بسبب العقوبات المفروضة على باسيل من الولايات المتحدة والتي أدت إلى عزله والى عزلته وحرمانه ليس فقط من الحلم بإمكانية الوصول إلى الرئاسة الأولى، وانما من التواصل مع أي مسؤول عربي او دولي. ولا يكسر هذه العزلة الا توليه وزارة الخارجية من جديد، ما يفرض وجوده في الحياة السياسية والدبلوماسية، ويرغم المقاطعين له بأن يتعاونوا معه، وأولهم السفيرة الأميركية.

وأكثر من ذلك، فباسيل لا يمكن أن يغيب عن حكومة، ربما ستتولى إدارة البلاد إذا ما استعصى انتخاب رئيس للجمهورية يخلف سيد العهد القوي. بالتالي لا مصلحة له بالبقاء خارج السلطة التنفيذية حينذاك.

من هنا يبدو منطقياً فتح شهية الحالمين بالسراي على تقديم أوراق اعتمادهم وتلميع صورهم. وفي مقدمهم وزير الاقتصاد أمين سلام، فهو ومنذ توليه حقيبة الاقتصاد، يروِّج لجهوزيته تولي رئاسة الحكومة. وليس مزحة أن يضع في مكتبه درعاً يحمل هذا اللقب، بالإضافة إلى الاسم الكريم، أهداه إياه أحد المواطنين.

ويبدو أن معاليه موعود، والأهم أنه يصدق الوعود، لذا أبدى استعداده لتحمل أي مسؤولية في خدمة وطنه، كما أكد انفتاحه على كل الخيارات.

وخدمة الوطن في القاموس اللبناني، ليست سوى خدمة أصحاب الحل والربط، والالتزام بما يفرضونه من خيارات، والا لما كانت الصورة عشية الاستشارات الملزمة صباح غد الخميس، على الرغم من ضبابيتها، واضحة بوصلتها، فسلام وغيره لا وظيفة لتسميتهم إلا حشر ميقاتي. وإذا صدقوا غير ذلك، فتلك مشكلتهم.

و»حزب الله» بصفته المتحكم بمفاصل القرار يفضل بقاء ميقاتي، على الرغم من معرفته بأن الرجل ليس «من الأولياء أو من الملائكة، لكن من الضروري أن يكون منفتحاً على المعالجات الواقعية، وفي الوقت نفسه أن يعرف قدر وأهمية المقاومة في حماية البلاد وخطورة أيّ تفريط برصيدها ودورها الوطني الضروري للبنان واللبنانيين».

بالتالي، على ميقاتي أن يصمت عن القرار الأخير للمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ويتعهد بحماية الحزب من تداعياتها، كما عليه أن ينفتح على المعالجات الواقعية، التي تفرض اقتناعه بضرورة عودة باسيل، وأن يسارع إلى «التفاهم» معه لتسهيل عملية التأليف... والرضوخ لشروطه التي تضمن حصوله على ما يريد من حقائب لفريقه السياسي.

هل يتحمل ميقاتي هذه المعالجات الواقعية ويحملها فتثقل كاهليه؟؟

يبدو أن الترجيح يميل لبقاء حكومة تصريف الأعمال مع ما سوف يستجره ذلك من احتمالات استعصاء العهد القوي في بعبدا.

بحث

الأكثر قراءة