"الوشوشات" دفعت جنبلاط لـ "الجنوح" نحو حزب الله

المحلية | رماح الهاشم | Friday, July 29, 2022 2:19:25 AM


"ليبانون ديبايت" - رماح الهاشم

لم تَشكل "الطلة التلفزيونيّة" لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط "صدمة مُفاجئة" لا للحلفاء ولا للخصوم على حدّ سواء، وفق مصادر قريبة من أجواء 14 أذار ، وذلك لجملة إعتبارات أبرزها:

- أنّ "السياسة الجنبلاطيّة" تتميّز بـ "المناورات والمتغيّرات والإنقلاب" على المواقف، الأمر الذي تجلّى في محطّات سابقة، ومن هنا ليْس مُستغربًا - بحسب المصادر- ما قاله عن "حزب القوات اللبنانيّة"، إذْ يُنقل أنّ "جنبلاط لا زال مُنزعجًا حتى اليوم بسبب عدم تجاوب "القوّات" مع موقفه من القانون الإنتخابي الحالي وتغييره بحيْث حاول إقناع رئيس حزب القوّات سمير جعجع في أكثر من لقاء جمعهما بضرورة وضضع قانون جديد للإنتخابات.

–ولأسباب محلية وأخرى عربية حُتّم على جنبلاط الدخول في تحالف مع القوات اللبنانية، ولكن التحالف هذا لم يتجاوز العنوان الانتخابي ولم يصل بطبيعة الحال إلى التحالف السياسي أو التقارب في المواقف من بعض الملفّات اللهمّ إلا من خلال الإجماع بين المختارة ومعراب على إدانة سياسية لـ "حزب الله" وسلاحه في محطّات متفاوتة حيثُ كانا متفقيْن على مُهاجمة "العهد" و"التيار الوطني الحرّ" وأدائهما المُشترك مع النظام السوري وإيران مع فارق التعبير إذْ لكل منهما أسلوبه ونهجه ولا سيّما أنّ جنبلاط يتكلم بطريقته الخاصّة.

أمّا ماذا إستجدّ حتى آلت الأوضاع اإلى هذه الحال مؤخرًّا بين الحليفيْن، رغم أنّ القواعد الجنبلاطيّة (الحزبيّة، الأنصار، والجمهور الدرزي تحديدًا) يَميلون إلى "القوات" كحلفاء، عكس الجوّ المشحون والتباعد بينهم وبين "المكون المسيحي" الثاني أيّ "التيار البرتقالي" ومن هنا سُجّلت صدمة لدى المُحازبين والقواعد الشعبيّة على خلفيّة موقف جنبلاط الأخير.

وتُعزِّز المصادر المعنية بالعلاقة بين الجهتيْن نظرية "الوشوشات"، حيث ترى أنّ "ثمّة مَن هو على صلة بحزب الله وفي الوقت عينه من الدائرة الضيّقة لجنبلاط يؤثّر أحيانًا في "جنوح"جنبلاط نحو المحور القريب من حزب الله وتوابعه، وهذا الأمر حصل ويتكرّر اليوم".

ولكنّ وفق المتابعين لهذه الأجواء الراهنة فإنهم يؤكّدون بأنّ "الجرّة" لم تَنكسر بين معراب وكليمنصو على الرغم من رد النائب ستريدا جعجع، وذلك في ضوء معلومات عن أنّ "إتصالات جرت بعيدة عن الأضواء بين مُقرّبين من الطرفيْن إنْ كان من بعض نواب "اللقاء الديمقراطي" أو "القواتيين" وقيادات "قوّاتية-إشتراكيّة"، إضافةً إلى أصدقاء مشتركين بيْن الطرفيْن".

في المقابل فإن "الأوساط الإشتراكية تفاجأت ببيان ستريدا جعجع، رغم أن "جنبلاط لم يُقدم على أي موقف "عدائي" أو "لاذع" من باب الخصومة تجاه سمير جعجع ، بل من باب تصويب الأداء"، وتشير الالأوساط إلى أنّ "جعجع لم يكن على حق بتخوينه للقاضي فادي عقيقي"، مذكرة في هذا الإطار بقضية قبرشمون والتي ذكّرت بها ستريدا، لكنها للأسف تناست ماذا فعل فيها جنبلاط والإشتراكي الذي ورغم موقفه المبدئي من المحكمة العسكرية وملاحظاته سلك المسار القضائي ولا يزال".

وتؤكّد المصادر أنه "كان الأحرى بجعجع أن يقارب موضوع المطران موسى الحاج كما قارب "الإشتراكي" و"القوات" موضوع إنفجار المرفأ، أيّ برفض التدخل في القضاء وإحترام المسار القضائي".

وفيما البعض يعتقد أنّ "جنبلاط قام بحركة ترتبط بالإستحقاق الرئاسي ومُناورات سياسيّة ليكون جاهزًا في حال تبدّلت الظروف والمعطيّات أو جاء رئيس جديد للجمهوريّة من فريق 8 آذار. وأنه بإختصار فإنّ جنبلاط قرأ ما يجري في المنطقة من تحوّلات ومتغيّرات وإعتمد شعاره الدائم "عند لعبة الأمم إحفظ رأسك"، فإنّ مصادر قربية من جنبلاط تلفتُ إلى أنّ "الأخير قال جهاراً أنّه لن يكون مع رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل أو رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة وفي أسوأ الإحتمالات سيلجأ لعدم التصويت، وهذا دليل كافٍ على عقم التحليلات مِن هنا وهناك".

بحث

الأكثر قراءة