ميقاتي ربح "أم المعارك"

المحلية | فادي عيد | Thursday, August 18, 2022 2:42:06 AM


"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

لا زال الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، يحترف لعبة تدوير الزوايا ويخرج من معاركه منتصراً دون أي عناء في هذه المرحلة بالذات، إذ تشير المعلومات، إلى أن معركته الأخيرة مع "التيار الوطني الحر"، والتي وُصفت ب"أم المعارك"، حظيت بثناء على شجاعته من قبل بيئته الحاضنة، ولا سيما من دار الفتوى، كما من النواب السنّة بمن فيهم معارضيه، إذ لم يتمكّن الرئيس سعد الحريري، وعندما كان يملك كتلة نيابية هي الأكبر في المجلس النيابي، ويرأس تيار "المستقبل" الأكبر سنّياً أيضاً، من مواجهة خصومه أو الردّ على حملاتهم.

ومن هذا المنطلق، يُنقل أن الرئيس المكلّف بدأ ينتقل إلى الخطة (ب)، عندما دعا حكومته إلى الإجتماع لأن الدستور يجيز لها ذلك، ويدرك في الوقت نفسه بأن هذه الحكومة ستدير دفّة الحكم في حال حصول أي فراغ في سدّة الرئاسة الأولى، وحيث أن هذه الخطوة، وفق العارفين ببواطن الأمور، منسّقة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي دخل وفق المعلومات، على خط وقف السجال الذي كان مستعراً بين ميقاتي ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، تداركاً لأي صدام طائفي أو مذهبي، بعدما بدأ يأخذ هذه الأبعاد.

من هنا، يقول العارفون أنفسهم، أن الخطوة التي قام بها الرئيس ميقاتي، وأدّت إلى زيارته إلى قصر بعبدا، بأن الرئيس المكلّف "لعبها بذكاء"، عندما قال حول تشكيل الحكومة، بأن هناك تشكيلة كان قد قدّمها لرئيس الجمهورية ميشال عون، وهي في عهدته وله الحق بقبولها أو رفضها، ما يعني أن التشكيلة موجودة وهي سارية المفعول، وهو منفتح لتنقيحها، ولأي نقاش حولها مع الرئيس عون، وفي الوقت عينه، وهنا لبّ القضية، ليس في الأفق ما يوحي بأي حكومة جديدة ستبصر النور في ما تبقى من أسابيع قليلة من نهاية ولاية رئيس الجمهورية، ولكن ميقاتي قال كلمته من بعبدا بأن الكرة في ملعب رئيس الجمهورية، أي أن التشكيلة الحكومية موجودة، وما عليه إلا أن يوقِّع مرسوم تشكيلها إذا أراد.

وعلى خط آخر، يتابع العارفون، أن ميقاتي نزع الغطاء الشعبي عن الرئيس وتياره السياسي، ولا سيما صهره النائب باسيل، الذي يستعجل تشكيل حكومة وفق شروطه لتتولى مقاليد السلطة في حال تأخّر انتخاب رئيس الجمهورية وحصل الفراغ، مراهناً على كتلة وزارية له ليتحكّم بمسار ومصير هذه الحكومة، وبالتالي، أن ميقاتي لن يعطي هدايا مجانية ويقدّم أي خدمة لباسيل على أبواب الإستحقاق الرئاسي، وخصوصاً بعدما باتت حظوظه صعبة المنال ليخلف عمّه في رئاسة البلاد.

بحث

الأكثر قراءة