هكذا يصبح المجلس النيابي "خارج الخدمة"!

المحلية | فادي عيد | Friday, September 2, 2022 2:00:38 AM


"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

يُحتِّم الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية حراكاً نيابياً إستثنائياً، انخرطت فيه بقوة كتلة نواب التغيير التي تعمل وفق أجندة تغييرية تهدف إلى إعلان مبادرة رئاسية تشمل خطة خاصة للإستحقاق الرئاسي، لا تشبه أي خطط قد بدأ بإعدادها فريقي ما كان يسمى ب8 و14 آذار في المجلس النيابي.

وعلى الرغم من أن نواب التغيير سيطلقون، وبشكل رسمي هذه المبادرة يوم غد السبت في مؤتمر صحافي يعقد في السوديكو، فإن هذه المقاربة ستكون محور الحراك في ساحة النجمة إعتباراً من الأسبوع المقبل، حيث أن الفريقين الأساسيين داخل المجلس، أي 8 و14 آذار، سيبادران إلى فتح قنوات الإتصال بشكل مباشر مع التغييريين، الذين أكد أحد نوابهم، بأن ما من "فيتو" على أي كتلة نيابية، كاشفاً أن تكتّل التغيير قد بادر إلى الإتصال بالجميع، معلناً انفتاحه على النواب بهدف توحيد المقاربة للإستحقاق الرئاسي، وذلك، لجهة إنجازه في موعده الدستوري، ومن خلال أجندة تحمل عناوين بعيدة كل البعد عن الشعبوية بالنسبة لحلّ الأزمات وإحداث التغيير المنشود من قبل كل اللبنانيين الذين يتطلّعون إلى انتخابات الرئاسة كباب مفتوح إلى مرحلة جديدة أفضل من المرحلة السابقة والحالية.

فنواب التغيير، بحسب النائب التغييري نفسه، يضعون نصب أعينهم عدم حصول فراغ في سدّة الرئاسة الأولى، كون ذلك سيجعل من المجلس النيابي "خارج الخدمة"، وسيعمّق الإنهيار، ويفرمل أي مشروع تغييري يستعدّ له النواب خلال العهد المقبل، ولذلك، فإن السعي ينطلق أساساً من مشروع تشكيل كتلة ثالثة بين الإصطفافين الرئيسيين في البرلمان، ووضع مجموعة من القواسم المشتركة بين الكتل الثلاث، وذلك للتلاقي معاً حول روزنامة، أو خارطة طريق تبدأ بالإنتخابات الرئاسية، ولا تنتهي بالتشريعات الإصلاحية المطلوبة من صندوق النقد الدولي.

ويكشف المصدر النيابي ذاته، أن ملف الرئاسة يتقدّم اليوم على الملف الحكومي، ومن الضروري أن تتركّز المشاورات والوساطات الدائرة على هذا الملف، بدلاً من أن تنشط لتأمين اتفاق بين الرئاستين الأولى والثالثة لتشكيل حكومة تتولى إدارة الفراغ الرئاسي في حال حصوله، وبالتالي، فإن ترحيل هذا التوافق على إنجاز الإستحقاق في أقرب موعد ممكن، هو نقطة الخلاف الكبيرة بين نواب التغيير والكتل النيابية التي لا تستعجل اليوم إجراء الإستحقاق الرئاسي، بانتظار تغييرات في المعطيات الإقليمية. لكن هذا العائق، لن يمنع نواب التغيير من توسيع رقعة المشاورات مع كل القوى التي تسعى إلى إجراء الإنتخابات الرئاسية، كما إلى التفتيش عن مرشح رئاسي قادر على التغيير، وقد حدّدت مواصفاته النقاشات التي حصلت أخيراً، والتي ستتواصل في لقاء الغد.

بحث

الأكثر قراءة