سجلت أسعار الذهب أول مكسب شهري في ثمانية أشهر مع نهاية شهر نوفمبر، حيث حقق مكاسب شهرية بنحو 8.26% مسجلًا أفضل أداء شهري منذ يوليو 2020 لينهي شهر نوفمبر عند 1768.52 دولار، ويتطلع المعدن الأصفر إلى القفز فوق 1800 دولار للأوقية، وبرغم هذا إلا أن هناك فرصة كبيرة لتحرك هبوطي حيث لا يزال بإمكان البنك الاحتياطي الفيدرالي مفاجأة السوق بمزيد من التشدد النقدي.

على الرغم من الذهب لا يزال في مواجهة خطر الانخفاض إلى الأسفل والتخلي عن مكاسبه الأخيرة، إلا أن التوقعات طويلة الأجل أكثر إيجابية حيث ينتقل الاحتياطي الفيدرالي من التضييق إلى التيسير خلال العام المقبل.

يقول أحد محللي سوق السلع "إن سعر اونصة الذهب شهدت مكاسب جذرية في نوفمبر وبداية ديسمبر، لكن الصعود لديه فرصة كبيرة للتلاشي حيث لا يزال البنك المركزي الأمريكي يرفع أسعار الفائدة"، وأضاف "أنه من المتوقع أن يظل الذهب في اتجاه هبوطي خلال دورة التضييق المستمرة للبنك الاحتياطي الفيدرالي"، لكن بالنظر إلى العام المقبل ستبدأ الأمور في التحول بالنسبة للمعادن الثمينة التي تضررت بفعل الدولار الأمريكي القوي خلال 2022 وعوائد سندات الخزانة الأمريكية المرتفعة.

ولكن من المرجح أن نرى على المدى القصير المزيد من التراجع لأسعار الذهب وسط تشديد السياسة النقدية، وبرغم هذا فإن أي تلميحات من البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن التخفيف في دورة رفع أسعار الفائدة العنيفة يجب أن تبدأ في تقديم الدعم للأسعار، ولكي يحدث هذا سنحتاج على الأرجح إلى رؤية علامات واضحة من انخفاض كبير في مستويات التضخم.

سيكون البنك الاحتياطي مستعدًا لتبديل التكتيكات فقط عندما يبدأ التضخم في التراجع بشكل ملحوظ وهو ما سيحدث على الأرجح في العام المقبل، لهذا يجب أن نرى التضخم ينخفض بشكل كبير للغاية خلال عام 2023، وهذا سيفتح الباب بعد ذلك للبنك الاحتياطي للبدء في خفض أسعار الفائدة على النصف الثاني من 2023.
ما التوقعات لأسعار الذهب خلال 2023؟

مع احتمالية بدء البنك الاحتياطي الفيدرالي في تخفيف سياسته في النصف الثاني من عام 2023 سيرتفع سعر الذهب ويحافظ على مكاسبه القوية، ويتوقع الخبراء ارتفاع الذهب إلى 1850 دولار للأوقية في الربع الأخير من العام المقبل.


أشار أحد خبراء السوق إلى أنه "في ظل الافتراض بأننا نرى تراجعًا خلال النصف الثاني من عام 2023، نتوقع أن ترتفع أسعار الذهب خلال عام 2023 مع وصول الأسعار إلى 1850 دولار للأونصة في الربع الرابع من العام القادم".

سيستمر شراء الذهب القياسي من البنوك المركزية وهو أحد الدوافع القليلة التي ساعدت الذهب في الخروج هذا العام وستدعم الأسعار في عام 2023، في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية والتضخم المرتفع يبدو أن البنوك تتجه إلى الذهب كمخزن للقيمة، وتظهر أحدث البيانات التي صدرت عن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية اشترت نحو 399 طنًا في الربع الثالث لعام 2022 وهو ارتفاع بمقدار 341 % على أساس سنوي، كما سجل الربع الثالث ارتفاع قياسي من وتيرة تراكم احتياطيات الذهب من قبل البنوك المركزية التي لم تشهدها منذ 1967، وعند النظر إلى أن البيئة المتقلبة الحالية من المرجح أن تستمر فمن المحتمل أن تواصل البنوك المركزية زيادة الحيازات من الذهب خلال الأشهر القادمة.

من المتوقع أن يرتفع الطلب المادي من الصين، لكن اتجاه سعر الذهب سيعتمد أكثر على تدفقات الاستثمار، والأمور لا تبدو واعدة على هذه الجبهة حتى الآن، ففي الربع الثالث انخفض الطلب على الاستثمار بنسبة 47% على أساس سنوي، حيث استجاب المستثمرون لمزيج صعب من أسعار الفائدة المرتفعة بشكل ملحوظ والدولار الأمريكي القوي.