عن رُهاب مائدة المخزومي

التحري | | Tuesday, January 3, 2023 3:14:25 PM


أُسدِل الستار على عام انهيار البلد، لبنانياً، بتناحر أهل السلطة واتهامات واهانات متبادلة بين بري-عون وباسيل-ميقاتي في مشهدية انحلال تخلّلتها شتائم، وأخرى تخبّط و"ردح" على هامش الأحداث اليومية المؤسفة التي يعاني منها المواطن وتلهي هؤلاء بتقاذف المسؤوليات. وبالتوازي مع ذلك، إعلامياً، افتتحت مواقع الكترونية تابعة لخط تحريري واضح، جبهة دونكيشوتية خيالية تظهر تخوّف كبير من "مائدة المخزومي" ومن يمكن أن يحضر او يغيب عنها.

حيرة ودعاية، ترتعب من احتمالية حضور مجموعة نواب للعشاء الذي دعا إليه النائب فؤاد مخزومي مساء يوم غد الأربعاء، بخاصة "السنّة" منهم. حيث بدأت التحليلات الشخصية تتفاقم لدرجة حولوا فيها اجتماع زملاء تشريعيين على مائدة أكل إلى "فرض زعامة".

وهذه ليست المرة الأولى التي تعكس ساحات التراشق الاعلامي جزعاً وتخوفاً سياسياً من تعاضد وتعاون النواب في أي دارة موحدة كانت. بل وتظهر إرباكاً عاماً، من احتمالية تجمع النواب السنة تحديداً، ضمن أي دائرة متماسكة... بخاصة إن كانت دارة مخزومي. وهو، ما يثير علامات استفهام حول إصرار
اهل التراشق والتشاتم؛ على وصم النائب مخزومي في إطار زعاماتي يتخوفون من تشكيله ولو وهمياً حتى.

وفي خضم التساؤلات المرتبطة بصحّة خبر انسحاب النواب من الحضور غداً، كان ملفتاً تسلل القيادي (في ما تبقى من تيار المستقبل) احمد هاشمية من باب أنه "منع النائب مخزومي من القيام بأي توسع جماهيري يحاول منذ أشهر الوصول إليه مستغلًا غياب تيار المستقبل". ولكن، كيف تم هذا التصدي العظيم، لم ينشر أحد ايضاحاً.

بالمحصلة؛ بات لمائدة المخزومي دلالات واعتبارات ورُهاب خاص، بدل ان تترك كما هي: مجرد لقاء عادي وعشاء لا أبعاد ورسائل تترنح في خباياه. لا بل هو عشاء يتكرر باستمرار لا اختلاف في تفاصيله عن سابقاته وهو اجتماع على "سُفرة" غير محصور بطائفة محددة وعليه أي اعتذار عنه هو اعتذار لسبب سفر او ما شابه لا داعي لأن يكون سببه "مقاطعة". وهنا نسأل: ما الذي اختلف هذه المرة عن العشوات الفائتة ومن "نكش وكر الدبابير"؟

بحث

الأكثر قراءة