جبران "حصان طروادة"

التحري | | Tuesday, March 19, 2024 10:29:51 AM


منذ العام 2006، استفاد جبران باسيل من دعم حزب الله لتعزيز نفوذه على الساحة السياسيّة المسيحيّة في لبنان، محتكراً المناصب القياديّة في الدولة لأزلامه. بدعم الحزب، وصل ميشال عون مؤسّس التيار الى الرئاسة، حيث بسط باسيل نفوذه على مختلف مفاصل الدولة لمدّة ستّ سنوات. تلك الفترة شهدت أزمات عميقة أضرّت بالاقتصاد الوطني و زادت من فقر الشعب اللبناني.

خلال هذه الفترة، لم ُيوْلِ جبران باسيل الاهتمام المطلوب للحوار مع الأحزاب المسيحيّة الأخرى، إذ كان يسعى للاحتفاظ بالسلطة بشكل حصريّ، دون رغبة في مشاركتها. حرص باسيل المستجدّ على المسيحيين، و مطالبته اليوم بكركي و الأحزاب المسيحيّة الأخرى للحوار ، يثير تساؤلات محقّة عن الهدف الحقيقي و المكاسب التي يحاول تحقيقها.

الغاية من المبادرة الحواريّة لباسيل ترمي إلى تحسين موقفه السياسي المأزوم و إعادة تأكيد دوره كزعيم مسيحي في مواجهة حزب الله، ساعياً للتفاوض مع الحزب من موقف قوي و مسنود. إضافةً إلى ذلك، يسعى لاستخدام حواره مع الزعماء المسيحيّين لتجميل صورته أمام المجتمع المسيحي و للحصول على شرعيّة مدعومة من بكركي. باسيل، الذي يواجه العُزلة داخليّاً و العقوبات خارجيّاً، يسعى إلى تعزيز صورته دون تقديم إلتزامات واضحة. اهتمامه يتركّز على الصورة أكثر من المضمون، معتبراً أنّ هذه الصورة قد تساهم في تثبيت موقعه كزعيم مسيحي.

من الضروري تجنُّب الانجراف نحو النهج الشعبوي الذي يتبنّاه باسيل، و الذي يحاول من خلاله تغطية فشله و فساده حتى أصبح مرفوضاً من مختلف شرائح المجتمع اللبناني. بعد أن فقد دعم حزب الله، يسعى باسيل الآن لاستعادة دور عمّه، حصان طروادة، محاولاً أن يصبح عاملاً مؤثرًا داخل المجتمع المسيحي. المجتمع المسيحي اليوم و بعد أن حجّم دور باسيل، أكثر وحدةً و قوةً من أيّ وقت مضى، يتمتّع بخيارات واضحة. كل محاولاته للتغلغل في المجتمع محاولًا زعزعة استقراره، كما فعل هو وسلفه في الماضي، ستسقط بسبب الوعي الجماعي لدوره التخريبي السلطوي.

بحث

الأكثر قراءة