إسرائيل تتعهّد "الردّ" على إيران: لا خيار أمامنا!

أخبار مهمة | | Tuesday, April 16, 2024 7:42:07 AM
نداء الوطن

يبدو أن قادة إسرائيل مصمّمون على الردّ عسكريّاً على الهجوم الإيراني الأخير، لكنّ التقارير تُشير إلى أن البحث يكمن بشكل هذا «الردّ» وحجمه وتوقيته، في وقت تتسارع فيه الاتصالات الإقليمية والدولية لتخفيف حدّة التوتّر ومنع تدهور البيئة الأمنية الشرق أوسطية أكثر، وتالياً الحؤول دون انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة، فسُجّلت خلال الساعات الأخيرة محادثات على أكثر من خطّ بين مسؤولين في المنطقة ونظرائهم في الولايات المتحدة ودول أوروبّية وروسيا والصين.

ووسط حال الترقّب المستمرّة في انتظار «الخطوة» الإسرائيلية المقبلة وما إذا كانت ستضرب إيران مباشرة، تعهّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال زيارته قاعدة نيفاتيم التي أُصيبت بالهجوم الإيراني في جنوب البلاد أمس، «الردّ» على هذا الهجوم غير المسبوق على الدولة العبرية، وقال إنّ إسرائيل «ستردّ على إطلاق هذا العدد الكبير جدّاً من الصواريخ وصواريخ «كروز» والمسيّرات على أراضي دولة إسرائيل».

واعتبر هاليفي أن «إيران حاولت استهداف قدرات استراتيجية لدولة إسرائيل، فقمنا بالاستعداد خلال عملية «درع حديدي»، وهذا الاستعداد جعل طهران تواجه تفوقاً جوّياً إسرائيليّاً»، فيما كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن خلال اتصال هاتفي الأحد أن إسرائيل «لا خيار أمامها سوى الردّ على إيران»، بحسب موقع «أكسيوس».

وشدّد غالانت على أن «إسرائيل لا يُمكنها السماح بإطلاق صواريخ باليستية على أراضيها بلا ردّ»، مؤكداً أن تل أبيب «لن تقبل كذلك بمعادلة تردّ فيها طهران بهجوم مباشر في كلّ مرّة تضرب فيها إسرائيل أهدافاً في سوريا»، في حين أفادت «القناة 12» الإسرائيلية بأن «حكومة الحرب» ناقشت مجموعة من الخيارات خلال اجتماعها أمس بهدف إيذاء إيران لكن من دون التسبّب في حرب شاملة. كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هناك استعداداً للردّ خلال وقت قصير، متوقّعةً ردّاً إيرانيّاً إضافيّاً على ذلك.

وكان لافتاً أمس اعتبار الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري أن قتلى الضربة على القنصلية الإيرانية في دمشق والتي نسبتها طهران إلى إسرائيل، كانوا «ضالعين في الإرهاب ضدّ إسرائيل»، لافتاً إلى أنّه «من بين هؤلاء العناصر الإرهابيين كان هناك أعضاء في «حزب الله» ومساعدون إيرانيون. لم يكن هناك أي ديبلوماسي وفق علمي»، وذلك في أوّل تعليق إسرائيلي رسمي على هجوم الأوّل من نيسان.

ويأخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقته، أقلّه حتّى كتابة هذه السطور، لاتّخاذ قرار بين توجيه ضربة قوية قد تُشعل المنطقة أو التريّث لحصد مكاسب ديبلوماسية، وحتّى التفرّد بـ»حماس» في غزة و»حزب الله» في لبنان. ودعا نتنياهو المجتمع الدولي أمس إلى «البقاء موحّداً» في مواجهة «العدوان الإيراني الذي يُهدّد السلام العالمي»، مشيداً بـ»دعم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى لإحباط الهجوم الإيراني».

أميركيّاً، أكّد الرئيس جو بايدن خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض، عزمه على تجنّب تمدّد النزاع في الشرق الأوسط إلى «أبعد مِمَّا هو عليه الآن»، مشدّداً على أن بلاده «ملتزمة أمن إسرائيل»، فضلاً عن إلتزامها «التوصّل إلى وقف لإطلاق النار يُعيد الرهائن إلى منازلهم». كما أكّد «التزامه أمن طواقم وشركاء الولايات المتحدة في المنطقة، بما في ذلك العراق».

توازياً، أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مستهلّ اجتماع مع نائب رئيس الوزراء العراقي محمد علي تميم على أن واشنطن «لا تُريد تصعيداً، لكنّها ستواصل الدفاع عن إسرائيل وحماية طواقمنا في المنطقة»، مشيراً إلى نشاط ديبلوماسي مكثف بهدف «تنسيق ردّ ديبلوماسي في محاولة لمنع التصعيد» في المنطقة، فيما اعتبر البيت الأبيض أن الهجوم الإيراني كان «فشلاً ذريعاً ومُحرجاً»، نافياً أن يكون الإيرانيون «تعمّدوا الفشل» أو أن يكونوا قد وجّهوا «تحذيراً لمساعدة إسرائيل في إعداد دفاعاتها والحدّ من أي خسائر محتملة».

وفي استكمال لـ»المناوشات الديبلوماسية»، استدعت الخارجية الفرنسية السفير الإيراني لدى باريس محمد أمين نجاد وأبلغته «بأشدّ عبارات الحزم» إدانة فرنسا «للهجوم غير المسؤول» الذي شنّته إيران على إسرائيل. كذلك، استدعت دول أوروبّية عدّة، بينها ألمانيا وتشيكيا وبلجيكا، سفراء إيران لديها أمس، للتعبير عن إدانتها للهجوم.

وعلى خطّ حرب غزة، اعتبرت الخارجية الأميركية أن «حماس» هي الحاجز والعقبة أمام وقف إطلاق النار في القطاع، مشيرةً إلى أن إسرائيل قطعت شوطاً كبيراً بتقديم الاقتراح الذي رفضته الحركة، بينما أكد عضو المكتب السياسي لـ»حماس» عزت الرشق أن الحركة لن تتنازل عن مطالبتها بالانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من القطاع، والسماح بعودة النازحين إلى منازلهم بحرّية، في مفاوضات الهدنة.

بحث

الأكثر قراءة