نداء الوطن

إتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الصين أمس بأنّها تعمل جاهدةً على منع دول من حضور «قمّة سلام» انتقدتها بكين علانيةً بسبب عدم دعوة روسيا إليها، فيما لمس مراقبون تغييراً جذريّاً في لهجة زيلينسكي تجاه بكين، معتبرين أن القيادة الأوكرانية مستاءة للغاية من جهود الصين الدؤوبة الهادفة إلى إفشال «قمّة السلام» التي تعمل الديبلوماسية الأوكرانية على إنجاحها.

وعلى هامش «حوار شانغريلا» في سنغافورة الذي يجمع مسؤولي دفاع من كلّ أنحاء العالم، قال زيلينسكي للصحافيين: «الصين للأسف تعمل جاهدة اليوم لمنع الدول من حضور قمة السلام».

ورأى أن الصين «أداة في يد» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متّهماً موسكو باستخدام النفوذ الصيني والديبلوماسيين الصينيين لفعل «كلّ شيء لعرقلة قمة السلام».

كما أعرب زيلينسكي عن خيبة أمله لأنّ «قادة بعض الدول» لن يُشاركوا في «قمة السلام» المُقرّر عقدها في سويسرا هذا الشهر، مشيراً في الوقت عينه إلى أن أكثر من 100 بلد ومنظمة التزمت المشاركة في هذه القمّة، وحضّ دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ على حضورها.

وقد يطغى عدم حضور الرئيس الأميركي جو بايدن، على القمّة، إذ لم يعطِ أي مؤشّر إلى حضوره. وعقد زيلينسكي اجتماعاً «جيّداً جدّاً» مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في سنغافورة، وفق الرئيس الأوكراني.

وذكر زيلينسكي عبر منصّة «إكس» أنهما ناقشا «الحاجات الدفاعية لبلادنا وتعزيز منظومة الدفاع الجوي الأوكراني وتحالف تسليم كييف مقاتلات «أف 16» وصياغة اتفاق أمني ثنائي».

ميدانيّاً، زعمت الدفاع الروسية السيطرة على بلدة أومانسكي في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا. وتقع أومانسكي التي كان عدد سكانها أقلّ من 180 شخصاً قبل بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط 2022، على مسافة نحو 25 كيلومتراً شمال غرب دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية.

توازياً، أوضح المستشار الألماني أولاف شولتز أن تعزيز حلف «الناتو» لجناحه الشرقي يهدف إلى ردع روسيا. وأشار إلى أنّه «نظراً إلى أنّ التهديد الروسي سيستمرّ، قرّرنا نحن وحلفاء آخرون العام الماضي، نشر وحدات إضافية في دول البلطيق وتمركز لواء كامل هناك بصورة دائمة في المستقبل»، مؤكداً أن «هذا التحوّل في السياسة الأمنية ضروري لكي نُظهر لروسيا أنّنا على استعداد للدفاع عن كلّ شبر من أراضي الحلف ضدّ الهجمات». ولفت إلى أن الطرق الديبلوماسية لن تُفلح إلّا من موقع القوّة.